هل يغير التكتيك الفضائى من مستقبل الصراع الروسى الأوكرانى؟
أظهرت الحرب الأوكرانية أن مستقبل الصراع يبدو أنه في الفضاء، حيث سمحت الأصول الفضائية لكلا الجانبين بتحديد نقاط الضعف وتوقع الإجراءات والتخطيط للهجمات بدقة متناهية.
وذكرت صحيفة آسيا تايمز الأسيوية، في تقرير لها، أنه مع بدء الهجوم المضاد لأوكرانيا كانت هناك تقارير موثوقة عن حدوث تقدم في الأراضي التي كانت تحتلها القوات الروسية سابقًا، وتأتي الأخبار يوميًا بالمكاسب الصغيرة حول قرية محررة هنا وأخرى هناك.
ولفتت الصحيفة إلى أن القادة العسكريين في أوكرانيا يعرفون أن هناك اختبارات أكثر صرامة قادمة، وتكشف صور الأقمار الصناعية المنشورة مؤخرًا مدى الخطوط الدفاعية الروسية، وهي كبيرة؛ نتيجة أشهر من التخطيط والاستعداد للهجوم المضاد.
صياغة استراتيجية جديدة
وذكر التقرير أن أوكرانيا لا تمتلك أي أقمار صناعية خاصة بها، ولكن مع ذلك لعبت تكنولوجيا الفضاء دورًا رئيسيًا في دعم عملياتها.
وعندما بدأ الصراع، سارعت أوكرانيا بطلب المساعدة في تعقب القوات الروسية واستهدافها، ومنذ ذلك الحين تطوع العديد من مقدمي خدمات الأقمار الصناعية التجاريين لتقديم المساعدة.
ووفقًا للتقرير، يُعتقد أن قدرة أوكرانيا على طلب المساعدة من الأقمار الصناعية التجارية قد منحتها ميزة على مجموعة الأقمار الصناعية العسكرية الروسية المصممة لهذا الغرض.
كما يتم تصنيع الأقمار الصناعية العسكرية الروسية لتطبيقات ساحة المعركة وتفتقر كاميراتها إلى دقة تلك المستخدمة للأغراض الصناعية.
وعندما تكون في موقع دفاعي، فقد سمح ذلك لأوكرانيا بالرد بسرعة على الإجراءات الروسية، وتتبع تحركات قواتها وإتاحة الوقت للرد على أي محاولات للتقدم.
كما ساعدت الأقمار الصناعية أيضًا في الكشف عن المشكلات الروسية المتعلقة باللوجستيات، فضلًا عن اكتشاف إنشاء بنية تحتية عسكرية جديدة.
الإبحار في دفاعات روسيا
وأشار التقرير إلى تقدم القوات الأوكرانية، موضحًا أنه يمكن أن تلعب صور الأقمار الصناعية دورًا محوريًا مرة أخرى.
كما كشفت صور الأقمار الصناعية أن روسيا أنشأت شبكة واسعة من الخنادق والتحصينات وحقول الألغام معززة حول مناطق ذات أهمية استراتيجية خاصة.
وختمت الصحيفة بأنه إذا أرادت أوكرانيا أن تحقق هدفها المتمثل في قطع الجسر البري الروسي إلى شبه جزيرة القرم، فسيتعين عليها التعامل مع هذه الدفاعات الهائلة.
