رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل ليلة اغتيال فرج فودة من واقع عناوين الصحافة المصرية

 تفاصيل ليلة اغتيال
تفاصيل ليلة اغتيال فرج فودة من واقع عناوين الصحافة المصري

"أخبار..أهرام.. جمهورية".. هكذا  كان ينادي بائع الصحف بصوت مجلجل، أقرأ الحادثة  اغتيال فرج فودة"، في مثل هذا اليوم الـ 9 من يونيو 1992 صبيحة يوم اغتيال الكاتب والمفكر فرج فودة، والذي يعد أحد أشد المعادين للجماعات المتأسلمة بكافة أطيافها، رحل  ضحية أفكاره وترصد التيارات المتطرفة له.

 وكانت أحد أبرز وأشهر وآخر تلك المناظرات التي خاضها «فودة» ضد ما يسمى بالتيار الإسلامي، قد حدثت في يناير 1992 فى المناظرة الشهيرة حول «الدولة الدينية والدولة المدنية»، ونظمها معرض القاهرة للكتاب، وحضرها آلاف، وكان هو والدكتور محمد أحمد خلف الله فى مواجهة مأمون الهضيبى، مرشد جماعة الإخوان، والشيخ محمد الغزالي، في التقرير نرصد ما كتبته الصحافة المصرية  صبيحة إعلان اغتيال فرج فودة.

 

 يقول الكاتب والباحث في الأرشيف الصحفي شهدي عطية للدستور "كان اغتيال فرج فودة حدثا جللا، فظهرت جريدة الجمهورية بمانشيت عريض يقول " التفاصيل الكاملة لاغتيال فرج فودة"، وأسفل العنوان عنوان آخر يقول : "الإرهابي عبدالشافي للجمهورية: ترصدناه منذ شهور وتخلصنا من أشد معارضينا"، وعنوان آخر :"حملات مكثفة لضبط القاتل الهارب.. تشديد الحراسات على كبار المفكرين والصحفيين “ـ وعنوان آخر "استنكار شعبي واسع للجريمة"

 

- الجمهورية تنشر ما دار في التحقيقات

 تناولت صحيفة الجمهورية نص ما دار في التحقيقات،  وأشارت عبر صدر الصفحة الأولى إلى أن " أمرت النيابة بحبس الإرهابي عبد الشافي أحمد رمضان 26 سنة ، سماك، المتهم الثاني في جريمة اغتيال فرح فودة 4 أيام على ذمة التحقيق.

 

ووجهت النيابة للإرهابي تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع في قتل أبرياء وزعزعة الأمن والاستقرار .

وأمرت النيابة بسرعة ضبط واحضار المتهم الأول أشرف سيد 62 سنة ، وفي التحقيقات التي استمرت 10 ساعات  اعترف الإرهابي عبد الشافي بجريمة الاغتيال وقال للجمهورية : لقد تخلصنا من أشد المعارضين لنا.. فقد خططنا لقتلة منذ شهور وترصدناه واخترنا مكتبه لهدوء المنطقة وعدم ازدحامها،  وقال : شاهدنا السيارة والسائق ولم نتردد في قتل  فرج فودة . 

- أحمد فرج فودة: سمعت الرصاص وشاهدت أبي يسقط

وتابع عطية "ثم  جاء حوار مع أحمد فرج فودة نجل الراحل فرج فودة يقول فيه :" سمعت الرصاص وشاهدت أبي يسقط"

 قال أحمد فرج فودة في حواره القصير للجمهورية " قبل الحادث مباشرة كنت مع بابا في المكتب ، ونزلنا مع الصديق وحيد رأفت والسائق لنحضر جوازات سفرنا لكى نذهب إلى فرنسا، فجأة سمعت بابا يقول "أه ..أه " وكان يرتعش وفجأة سقط على الأرض بعد أن رأيت  طلقات رصاص تتجه إليه وتلك الطلقات ابعدتني بعيدا عنه لأنها كانت قوية واحدثت دويا كبيرا، عقب ذلك جرى السائق وأمسك بالجاني ثم أحضرونا إلى المستشفى".

- لقاء مع سائق المفكر الذي طارد الإرهابيين

وأضاف الكاتب والباحث في الأرشيف الصحفي، هناك عنوان آخر في جريدة الجمهورية أيضا :" علماء الدين والمفكرون يدينون الاغتيال" سائق القتيل:" منظر الدماء استفزني فقررت مطاردة القتلة بأي ثمن"، "بواب وتاجر أمسكا بالإرهابي وهرب الآخر بمدفع رشاش.

وتابع "عطية"، في صفحة 3 بصحيفة الجمهورية جاء تحقيق الكاتب الصحفي جمال عقل والذي أشار فيه إلى  لقائه بـ " محمد فاروق محمود "سائق فرج فودة والذي روى تفاصيل ما رأي ،  والذي قال أنه عندما توجه لمكتب د. فرج فودة ووقف بجوار السيارة في انتظار نزوله، وعندما نزل من المكتب فوجئ بالمتهم الهارب يطلق الرصاص عشوائيا، فأصاب د. فرج فودة وابنه وصديقه المحاسب وحيد رأفت .

 وقال السائق: كنت في ذهول لما يحدث أمامي تماما كما يحدث في أفلام السينما رفضت أن اقف مكتوف الأيدي، ود. فرج  جثة هامدة وسط بركة من الدماء اسرعت إليه وهو ملقى على الأرض، منظر الدم استفزتني فأمسكت بمفاتيح السيارة من يده وأدرت محركها وقررت بسرعة مطاردة المتهمين والموتوسيكل .

وتابع : ظللت أطاردهما في شارع خضر التوني، وفوجئت بسائق الموتوسيكل وهو المتهم الذي ضبطه يحتمي بسيارة 128 واقفه على الرصيف لم اتردد لحظة في الاصطدام بها لألحق بهما، وفعلا الحمد الله صدمت السيارة وصدمت الموتوسيكل وسقط  الجانبان على الأرض وبسرعت نزلت من السيارة ..ووقفت عليهما وفوجئت بالإرهابي الهارب يستل الرشاش ويطلق الرصاص في الهواء.

وواصل السائق: جريت منه  وظل يجري ورائي وظللت اجري في الجراجات والبوابات ولست ادري إلى أين سأذهب لأحتمي من رصاصه حتى دخلت احدى العمارات وأنا اصرخ الحقوني  الحقوني، طرقت باب بالطابق الأرضي وفتحت لي سيدة شابة وجدتني في حالة سيئة فأغلقت الباب في وجهي واضطررت الى الصعود للأدوار العليا ، قررت في نفسي ان لم يفتح احد سوف احتمي بالسطح مهما كانت الظروف ..وشاء حظي ان اطرق باب سيادة السفير فوزي، رغم كبر سنه فتح الباب واعطيته  بطاقتي واخبرته بما حدث فاخرج "طبنجته" ودعا السماء ان تحفظنا، وقال ربنا معانا وظل يتصل بشرطة النجدة حتى جاءت قوات الامن ورجال الشرطة .

 وأضاف السائق انه لم يتعرض في حياته لمثل هذه اللحظات، ما حدث أمامه يشبه فيلم عنف سينمائي.

- شاهد يوضح كيفية إلفاء القبض على المتهم

 أما عن كيف تم القبض على المتهم، فيتابع عقل تحقيقه عبر رواية شاهد اثبات اخر  وهو "عبد المقصود محمد أبو شعيشع وشهرته عيد "32 سنة، بواب العمارة 142 ش خضر التوني، التى وقع أمامها الحادث .

 قال ..كنت خارجا من المسجد عندما سمعت أصوات طلقات الرصاص وفوجئت بتصادم السيارة الفولفو الحمراء والسيارة 128 وسائق الموتوسيكل ومعه أخر يحمل رشاشا على الأرض ..وبعدها أطلق الرصاص في الهواء وظل يحري خلف سائق الفولفو في الجراجات والعمارات، بينما وقفت مع أبو رامي صاحب السيارة الـ 128  نمسك المتهم ، وامسكت به بكل قوة ووجدت معه طبنجة اخذتها منه حتى جاء أمناء الشرطة وكل سكان المنطقة وامسكنا به ".

 

- عناوين صحيفة الأهرام

أما صحيفة الأهرام فنشرت  بتاريخ 10 يونيو مانشيت، يقول "اغتيال الدكتور فرج على فودة ضمن مخطط إرهابي لتنظيم الجهاد لتصفية عدد من الشخصيات العامة"، وعنوان آخر "المتهم الأول في اعترافات تفصيلية أمام النيابة “دبرنا للاغتيال منذ شهر رمضان الماضي”، وعنوان آخر "أجهزة الأمن تتعقب الإرهابي الثاني وجميع أفراد التنظيم للقبض عليهم"

وفي الصفحة الثالثة تقرير على صفحة كاملة عنوانه:" دماء على جدار العقل المصري"، وحوار مع زوجته عنوان" كان كل شيء في حياتي"، ثم على الصفحة الخامسة ردود أفعال غاضبة لاغتيال فرج فودة وأراء وزير الثقافة والمفتي، وآخر حوار مع فرج فودة.