رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير شئون القدس يوضح لـ"الدستور" خطورة تقسيم المسجد الأقصى

فادي الهدمي
فادي الهدمي

علق وزير شئون القدس فادي الهدمي، على الخطة التي طرحها عضو الكنيست عن حزب الليكود عاميت هليفي، والتي تعد الأولى من نوعها لتقسيم المسجد الأقصى للصلوات بين المسلمين واليهود.

وقال الهدمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن هذه الخطة تعتبر من أكثر الخطط خطورة التي تستهدف المسجد الأقصى، وخطورتها بالأساس أنها قادمة من عضو كنيست في حزب "الليكود" اليميني الذي يتزعمه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي لطالما زعم أن لا تغيير على الوضع القائم في المسجد الأقصى.

وأضاف الهدمي أنه يلاحظ خلال السنوات الأخيرة أن المزيد من القادة في حزب "الليكود" اليميني باتوا يقودون عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى، مثل الحاخام المتطرف وعراب الاقتحامات يهودا غليك الذي كان نائبًا في الكنيست عن حزب "الليكود"، وهم الآن يدعون صراحة إلى ما هو أبعد بكثير من التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

وأوضح وزير شئون القدس أن ما يطرحه هذا النائب المتطرف، الذي كان من بين 3  من نواب "الليكود" اقتحموا المسجد الأقصى الشهر الماضي وأقدموا على أداء  النشيد الإسرائيلي في ساحات المسجد، هو تقسيم المسجد ما بين المسلمين واليهود، وهو طرح خطير للغاية ويمكن اعتباره غير مسبوق.

وتابع الهدمي: "استنادًا إلى ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن خطته، فإن المُصلى القبلي سيكون للمسلمين، أما منطقة قبة الصخرة فستكون لليهود، وهذا فضلًا عن كونه مرفوضًا ومستهجنًا، فإن تطبيقه سيؤدي الى حرب دينية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".

ولفت الهدمي إلى أن عضو الكنيست دعا أيضًا صراحة إلى إنهاء الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى، وهو فوق ذلك يدعي بصلافة ووقاحة أن المسجد الأقصى ليس للمسلمين، وإضافة إلى ذلك فإنه يدعو للسماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى من كل أبوابه.

وتابع الهدمي: "إذًا نحن أمام تحول خطير للغاية من اقتحامات أحادية للمسجد بدأت في العام 2003 مرورًا بدعوات التقسيم الزماني والمكاني وصولًا إلى دعوات التقسيم الفعلي، كما أننا إزاء تحول من دعوات كانت تقتصر على مجموعات هامشية وصغيرة في إسرائيل إلى دعوات من أحزاب كبيرة ومعلوم أن حزب "الليكود" هو الحزب الأكبر في الكنيست الإسرائيلي".

وأشار الهدمي إلى أن عضو الكنيست هذا كان من بين عدد من أعضاء الكنيست من حزب "الليكود" الذين بادروا في الشهر الماضي إلى تنظيم مؤتمر في داخل الكنيست نفسه دعوا من خلاله إلى ما أسموه "حرية اليهود" في المسجد الأقصى.

الهدمي: الاحتلال ينتقل فعليًا من انتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى إلى نسف هذا الوضع

وأكد الهدمي أنهم ينتقلون فعليًا من انتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى إلى نسف هذا الوضع وصولًا إلى التقسيم الفعلي للمسجد الأقصى، متسائلًا "ثم ماذا بعد؟ هل هدم قبة الصخرة المشرفة لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضها؟".

وشدد الهدمي على أن صمت حكومة الاحتلال المشكلة أساسًا من "الليكود" يدلل على أنها راضية عن هذا العدوان أو أنها تريد أن تختبر ردود الأفعال الإسلامية والعربية عليه.

ولفت الهدمي إلى أن هذه الخطة التفجيرية إنما هي مؤشر على أن المسجد الأقصى قد دخل بالفعل مرحلة الخطر الشديد، وهو ما يستوجب من العالم العربي والإسلامي أن يقول كلمته بأن المسجد الأقصى بمساحته الكاملة وهي 144 دونمًا هو للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد ولا يقبل القسمة ولا التقسيم.

ولفت وزير شئون القدس إلى أن صمت العالم العربي والإسلامي على الاقتحامات التي بدأت في العام 2003 ومن ثم دعوات التقسيم الزماني والمكاني ولاحقًا الصلوات الصامتة والعلنية باتت تفتح شهية المتطرفين الإسرائيليين للمزيد والمزيد.

وطالب الهدمي المجتمع الدولي بأن يقول كلمته، فلا تكفي التصريحات عن وجوب احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، إذ ينبغي على العالم أن يضع حدًا لهذا الجنون الإسرائيلي.

وتابع الهدمي، أن شعبنا الذي أحبط مؤامرة البوابات الإلكترونية والتقسيم الزماني والمكاني لن يسمح أيضًا بتطبيق هذا المخطط الإرهابي الذي يضرب بعرض الحائط مشاعر وعقيدة كل المسلمين حول العالم.

وشدد الهدمي على أنه لا يجب ترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة هذه المؤامرات الخطيرة، فصحيح أن الفلسطينيين هم رأس الحربة في مواجهة هذه المؤامرات، ولكن آن الأوان للعرب والمسلمين لتحويل بياناتهم إلى أفعال، وذلك بالتحرك السياسي الضاغط على الدول المؤثرة في العالم لوقف الجنون الإسرائيلي قبل فوات الأوان.