رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بذكرى القديس نربارتس

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بذكرى القديس نربارتس الأسقف.

وولد نربارتس نحو 1080 في مقاطعة رينانيا في ألمانيا، ارتد عن نمط الحياة العلمانية، فاعتنق الحياة الرهبانية ورُسمَ كاهنا عام 1115 اختار الحياة الرسولية وقام بمهمة الوعظ، لا سيما في فرنسا والمانيا. 

ووضع اسس رهبنة جديدة مع بعض الرفقاء في مدينة بريمونتي في فرنسا، ونُسِبت الرهبنة الى هذه المدينة فتسمَّت باسمها. بنى هو نفسه عدداً من الأديرة. اختير أسقفاً لمجدبورغ عام 1126. فعمل على اصلاح الحياة المسيحية وعلى نشر الايمان بين الشعوب المجاورة. توفي عام 1134.

وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: "نُريد أن نشاهد الله ونحن نسعى إلى مشاهدته، ونتطلّع بحرارة إلى مشاهدته. فمن لا تغلبه هذه الرغبة؟ ولكن أنظر ماذا يقول الإنجيل، "طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله". اِسعَ إذًا إلى مشاهدته. فلكي تقوم بمقارنة بين الحقائق المادية، كيف تريد أن تتأمل الشمس الشارقة بعينين مريضتين؟ وإذا كانت عيناك صحيحتين فإن هذا النور سيكون ملذّةً لك. أما إذا كانت عيناك سقيمتين فالنور سيكون عذابًا لك. والحق أنه لن يُسمح لك أن تنظر بقلبٍ غير طاهرٍ إلى ما لا تستطيع مشاهدته سوى بقلبٍ طاهرٍ نقيّ. بل سيتم إقصاؤك وإبعادُك عنه ولن تشاهد.

فكم من المرات أعلن الربّ الطّوبى للبشر؟ وكم عدَّد من دواعي السعادة الأبدية، والأعمال الحسنة، والمواهب والمكافآت؟ إن أي "طوبى" أخرى لا تؤكد "إِنَّهم يُشاهِدونَ الله"، إنما تُعلن التّطويبات الأخرى ما يلي: "طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. طوبى لِلوُدَعاء فإِنَّهم يرِثونَ الأَرض. طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون. طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون. طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون". فليس هناك إذًا أيٌّ من التّطويبات الأخرى تؤكّد "إِنَّهم يُشاهِدونَ الله."

إن مشاهدة الربّ وعدٌ مُنِح لأَطهارِ القُلوب من بين البشر، وليس ذلك من دون سبب إذ إنّ العيون التي تجعل مشاهدة الربّ ممكنة موجودة في القلب.  وهي العيون التي ذكرها القدّيس بولس الرسول عندما قال: "ذاكِرًا إِيَّاكُم في صَلَواتي... لِكَي... يُنيرَ بَصائِرَ قُلوبِكم"  أمّا في الزمن الحاضر، فإنّ هذه البصائر ينيرها الإيمان بسبب ضعفها، ولكن بسبب قوتّها، ستنيرها الرؤيا... "فنَحنُ اليومَ نَرى في مِرآةٍ رُؤَيةً مُلتَبِسة، وأَمَّا في ذلك اليَوم فتَكونُ رُؤيتُنا وَجْهًا لِوَجْه."