رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسن السعدي: جوائز الدولة مظلة للمبدعين والمفكرين.. والتكريم له شعور خاص

الدكتور حسن السعدي
الدكتور حسن السعدي

أكد الدكتور حسن السعدي، أستاذ التاريخ القديم والحضارة المتفرغ بقسم التاريخ والآثار بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، الحاصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، على أن الجائزة برغم أنها تكريم لشخصه وأسرته وجامعته، فهي أيضا محصلة تكريم لأساتذته أصحاب الفضل وزملاء جيله وتلامذته، معربّا عن سعادته وتأثره بالتكريم قائلًا مما لاشك فيه أن أي شخص يشعر بالسعادة بالتكريم فما بالك أن يكون هذا التكريم من الدولة.

وأضاف لـ «الدستور»، أنه منذ 9 سنوات في عام 2014، كان أول من حصل على جائزة الدولة في التفوق من كلية الآداب جامعة الإسكندرية 2014، ومنذ ذلك التاريخ وهو في حالة ترشيح مؤسسي من عدة مؤسسات منها أتيليه الإسكندرية، جامعة الأقصر، جامعة دمنهور وغيرها، لافتًا إلى أنه يحترم رأي اللجان في الاستحقاق، والحمد لله تم الوصول لمبتغاه واختير بفضل الله ضمن الـ 4 الفائزين بالجائزة.


رحلة من العمل الأكاديمي والثقافي

وأوضح الدكتور السعدي أنه تخرج من كلية الآداب بجامعة طنطا، وكان الأول على دفعته، لكنه لم يحالفه الحظ بالتعيين كمعيد بكلية الآداب. وحصل على درجة الماجستير بعد عامين فقط، وكان أول خريج لكلية الآداب بجامعة طنطا يتم مناقشة رسالته أو حصوله على درجة علمية عالية. وأشار إلى أنه عُيِّن مدرسًا مساعدًا بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1984، وذلك بفضل الدكتور محمد بيومي مهران، ورئيس القسم في تلك الفترة الدكتور سيد عبد العزيز سالم.

وتابع الدكتور السعدي أن رحلته الأكاديمية طويلة، وأهم ما يميزها بالنسبة له هو محاولته في تكوين شخصيته الأكاديمية التي تجمع بين التخصص والتمكن فيه، وفي الوقت نفسه أن يبقى على اتصال بالحياة الثقافية من حوله والأحداث الجارية، ويكون عنصرًا مؤثرًا في مجالات مختلفة. وأشار إلى أنه كتب مقالات أسبوعية في العديد من الجرائد على مدى أكثر من عشر سنوات، إضافة إلى حضوره الإعلامي في قضايا مختلفة.

جوائز الدولة مظلة للمبدعين والمفكرين

وأشار أستاذ التاريخ والحضارة إلى أن المتمكن من تخصصه الأكاديمي يستطيع الاستفادة من جوائز الجامعة، إذ توفر له ما يسمح بالاستيعاب، ولكن جوائز الدولة تمثل مظلة أكبر وأوسع للمبدعين والمفكرين. وأكد أنه يشعر بالفخر لحصوله على هذه الجائزة، التي حصل عليها كبار الأسماء والشخصيات منذ نشأتها، مثل الدكتور طه حسين الذي أثرى أسلوب الكتابة لدى أحد مرتاديه، وأنه يعد واحدًا من العمالقة الذين يضافون إلى قائمة هؤلاء الأسماء.

وأضاف أن نجاحه ليس نتيجة تكوين نفسه فقط، بل هو نتاج عدة عوامل شخصية وعامة، بالإضافة إلى تنقله بين عدة مجتمعات داخل مصر وخارجها من الدول العربية والأجنبية، وجمعه بين العمل الأكاديمي والاهتمام بالعمل العام، والمشاركة في النشاطات الثقافية، مثل منتدي الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية، والجمعية المصرية التاريخية، واتحاد الأثريين واتحاد المؤرخين العرب. كما أشار إلى أنه يعمل حاليًا على إعداد عدد من المقالات والكتب المتعلقة بالحضارات القديمة، كما يعد كتابًا حول الجزيرة العربية قبل الإسلام.

وقدم نصيحة للجميع ممن يطمح للحصول على جائزة الدولة، أنه لا بد أن يعمل ليس سعيًا للجائزة، بل يجب  على الشخص أن يثبت وجود بعمله واضعًا أمام عينيه الله ووطنه، وهذا مهم جدًا، وأن ويعمل إرضاءً لذاته وعلمه، وهنا التكريم هو من سيبحث عند من حيث لا تحتسب قائلا: اشتغل مش عشان الجوائز، بل أجعل الجوائز هي التي تبحث عنك من خلال نتاج عملك".