رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النسخة الأفضل من أهم اجتماعات تنموية إفريقية

نصًا، قال أكينومى أديسينا، رئيس «مجموعة بنك التنمية الإفريقى»، إن اجتماعات المجموعة السنوية الثامنة والخمسين، التى استضافتها مدينة شرم الشيخ، «هى الأفضل حتى الآن»، وأكد أن جميع المشاركين سيغادرون المدينة ولديهم ذكريات رائعة عن مصر. كما قام خلال مؤتمر صحفى، عقده بعد الجلسة الختامية، بتوجيه الشكر و«خالص الامتنان» للرئيس عبدالفتاح السيسى، والدولة المصرية، على حسن التنظيم والتجهيزات المتميزة للاجتماعات، وأعرب عن بالغ التقدير لمحافظ البنك المركزى المصرى، على ما بذله من جهد مخلص، وما قدمه من رؤى وتوصيات، خلال رئاسته مجلس محافظى المجموعة.

الاجتماعات التنموية الإفريقية الأهم، أو التى نراها كذلك، أقيمت هذه السنة تحت عنوان «حشد موارد القطاع الخاص لتمويل دعم المناخ والنمو الأخضر فى إفريقيا»، وشارك فيها عدد من رؤساء الدول الإفريقية، ورؤساء الحكومات، ومحافظى البنوك المركزية ووزراء مالية الدول الـ٨١ الأعضاء فى المجموعة، وممثلى وكالات التنمية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى و... و... وجاء تركيز رئيس المجموعة، فى افتتاح الاجتماعات، على برنامج «نُوَفِّى»، ليعكس أهمية الشراكة بين مصر والمجموعة، وأهمية المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء كنموذج ومنهج إقليمى ودولى لتحفيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

إلى سنة ٢٠٢٥، ترأس مصر وكالة الاتحاد الإفريقى للتنمية، الـ«نيباد»، ما يمثل، إلى جانب تعاونها مع «مجموعة البنك الإفريقى»، فرصة مهمة لتعزيز التعاون مع دول القارة. وكنا قد أشرنا، مع بداية الاجتماعات، إلى أن «دولة ٢٣ يوليو» كانت شريكًا رئيسيًا فى تأسيس المجموعة، التى صارت «دولة ٣٠ يونيو» ثانى أكبر المساهمين الإقليميين فيها، بعد نيجيريا، وبلغت قيمة الاستثمارات التراكمية لمجموعة البنك فى الدولة المصرية حوالى ٧ مليارات دولار، مع محفظة نشطة تبلغ قيمتها ١.٤ مليار دولار. 

هناك، أيضًا، دور مهم تلعبه «أكاديمية التعاون الإنمائى بين بلدان الجنوب»، التى أعادت مصر إطلاقها، سنة ٢٠٢١، بالتعاون مع البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، لتعزيز جهود تبادل المعرفة والخبرات وتقديم الدعم الفنى للمشروعات الإفريقية، خاصة تلك التى تضمنتها أجندة التنمية الإفريقية ٢٠٦٣، مع التركيز على قائمة المشروعات ذات الأولوية، التى تتضمن ٦٩ مشروعًا خلال الفترة الواقعة بين عامى ٢٠٢١ و٢٠٣٠، وأبرزها مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، الذى يتولى الرئيس السيسى ريادته، وطريق القاهرة كيب تاون. إضافة إلى جهود دولة ٣٠ يونيو، السابقة والحالية والمستمرة، فى دفع جهود تحقيق التنمية الاقتصادية لدول القارة السمراء على المستويين الإقليمى والدولى. 

تأسيسًا على ذلك، شدّد الرئيس السيسى، فى كلمته، خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماعات، على أهمية النظر فى استحداث آليات غير تقليدية للبحث عن حلول تمويلية، تسهم فى تنفيذ المشروعات الأكثر إلحاحًا، خاصة فى مجالات مواجهة التغيرات المناخية والتنمية المستدامة. كما دعا المؤسسات التمويلية متعددة الأطراف إلى إعادة النظر فى المعايير والشروط التى تؤهل الدول للحصول على قروض ميسرة، فى ظل تصاعد تكلفة الاقتراض وزيادة أعباء خدمة الدين، وما لهما من انعكاسات سلبية على الموازنات المالية لتلك الدول. وطالب بالعمل على تبادل التجارب والخبرات فى المجال التكنولوجى وطرح أفكار بناءة من أجل إفريقيا الخضراء.

أخيرًا، وبتأكيد عُمق أواصر التعاون المشترك والوثيق بين مصر و«مجموعة بنك التنمية الإفريقى»، انتهت الجلسة الثالثة والأخيرة لمجلس محافظى المجموعة، التى ترأسها حسن عبدالله، رئيس المجلس الحالى، محافظ البنك المركزى المصرى، وجرى خلالها اعتماد البيان الختامى لاجتماعات المجموعة السنوية الثامنة والخمسين، والدورة التاسعة والأربعين للصندوق الإفريقى للتنمية. إضافة إلى اختيار دولة كينيا الشقيقة لاستضافة اجتماعات السنة المقبلة، وتسليم محافظ بنكها المركزى رئاسة مجلس محافظى المجموعة.