رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للحفاظ على هويتنا المصرية

صلاح معاطى يطالب الحوار الوطنى باستعادة خريطة مصر الثقافية

د. صلاح معاطي
د. صلاح معاطي

قال الكاتب والأديب الدكتور صلاح معاطي، إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن ومصر تتطلع اإلى حوار وطني مثمر هو "هل لمصر خريطة ثقافية بالفعل؟"، نعم لمصر خريطة ثقافية وهي خريطة قديمة ويمكن متابعتها ومعرفة تفاصيلها. 

وتابع معاطى فى تصريحات لـ"الدستور"؛ قائلاً: "تتشكل على هذه الخريطة كل أنواع الإبداع المصري على مر العصور من بناء الأهرامات إلى نحت التماثيل والرسم على الجدران وداخل الكهوف، إلى آلات الزراعة والصيد والري والحصاد البدائية التي اخترعها المصري القديم، إلى آلات الحروب التي كان يبدعها ويطورها فمن غيره كان يحارب ويقاتل ويدافع عن الأرض والعرض، وتتواصل تفاصيل الخريطة، لنرى خطوطًا رائعة في العمارة والبناء والطب والفلك والموسيقى والشعر والأدب بكل تطوراته من السير والملاحم الشعبية إلى المقامات إلى النثر والشعر إلى المسرح، حتى نصل إلى العصر الحديث فنرى التطور في فن كتابة القصة والرواية قد بلغ منزلة رفيعة بظهور رواد هذه الفنون التي نقلوها عن الغرب ثم طوروها مرتين أول مرة بتمصير الأفكار الغربية كي تلائم ظروف الحياة في مصر، والمرة الثانية بتأليف أعمال مصرية خالصة، كانت هناك حالة عامة من الرقي والإبداع تشكل الخريطة الثقافية لمصر، الكل يتسابق للظهور بأجمل صورة. هذه هي خريطة مصر الثقافية.. ماذا تبقى منها الآن؟.

وتابع، عندما كانت لدينا خريطة ثقافية حقيقية كنا جميعا نتسابق للبناء لأن كل واحد منا كان خطا داخل الخريطة فلا بد من أن يظهر على أحسن وجه، أما الآن وبعد أن فقدنا خريطتنا.. هويتنا.. رحنا نتسابق نحو الهدم والمحو، فلم نعد خطوطا داخل خريطة، بل أصبح كل منا مجرد ممحاة.. لكن مازال يحدوني الأمل في أن نعيد رسم خريطتنا الثقافية من جديد على أسس البناء والتطور وليس المحو الهدام..           

وأضاف: وتقع هذه المهم بالأساس على الأديب وأنا أقصد هنا كل من يمارس الإبداع من شعر وقصة ومسرح وفن تشكيلي حتى عازف الربابة القديم الذي مازال يسير في بعض أحيائنا الشعبية.. يجب أن نجتمع جميعا كأدباء على رسالة نوجهها للمجتمع من خلال أعمالنا الأدبية والفنية.. هذه الرسالة مضمونها يا ناس ارفضوا الإسفاف والإسفاف هو ما يتعارض مع قيمنا وأخلاقنا وديننا ومنطقنا، أعيدوا لنا خريطتنا الثقافية الضائعة أو حاولوا صياغتها من جديد وإذا لم تجدوها انظروا في التراث.. انزعوا الكلمات الغامضة وامنعوا الحركات الفجة والأصوات العشوائية الجوفاء.. ابتكروا جديدا على هدي القديم. وازنوا بين الأصالة والمعاصرة وهذا هو دور الأدباء في المرحلة القادمة".