رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إخوة وود متبادل.. كيف تطورت العلاقات بين مصر وعمان في عهد رؤساء مصر؟

السيسي والسلطان هيثم
السيسي والسلطان هيثم بن طارق

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد، السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان عقب وصوله مطار القاهرة، قادمًا من سلطنة عمان في زيارة رسمية إلى مصر لمدة يومين، حيث يحل السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان ضيفًا على مصر في زيارة رسمية لمدة يومين، تشهد عقد مباحثات قمة تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

ومنذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تطورت العلاقات بين مصر وسلطنة عمان تطورًا ملحوظًا.

في عهد عبد الناصر

مثلت العلاقات "المصرية ـ العُمانية" في فترة حكم الزعيم جمال عبد الناصر محور ارتكاز مهما على الساحة السياسية العربية، إذ سعى البلدان إلى تنفيذ سياسة إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا، فضلاً عن أن الكثير من العُمانيين يعتبرون الزعيم عبد الناصر عُمانيا ويطلقون على أبنائهم اسم "جمال" تيمنا بهذا الاسم.

وفي 1959، ساندت مصر ودعمت سلطنة عمان في كفاحها لمواجهة الاستعمار البريطاني، ضمن سياسة مصر الرامية إلى مكافحة توغل بريطانيا في المنطقة.

خلال العدوان الثلاثي 1956 أعلنت عُمان تأييدها لمصر، وانفجر العمانيون غضبًا، وعبر المئات من العُمانيين عن استعدادهم للمشاركة في نضال مصر الوطني ضد المعتدين.

في عهد السادات

ساهمت العلاقات الطيبة في ارتباط السلطان قابوس بمصر، طوال 50 عامًا، هي فترة توليه الحكم، التي بدأت في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

ففي 9 نوفمبر1977 عندما قرر الرئيس الراحل أنور السادات مبادرته للسلام مع إسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، اتخذت الدول العربية قرارها بالمقاطعة لمصر، لكن عُمان، رفضت قطع علاقتها مع مصر، وصرح السلطان قابوس قائلا: "إن مصر لا تقاطع ولا تعزل ولا تموت بسبب موقفها"، ومن مبدأ سياسته الحكيمة، أيّد القرار المصري وخيارها في طريق السلام، مؤكدًا أنه لا تدخل في سياسة مصر التي تسعى لمصالحها.

وفي 24 نوفمبر1973، استقبل محمد أنور السادات مرتديًا زيه العسكري، في المطار، السلطان قابوس بن سعيد، الذي نزل من طائرته مرتديًا زيه العسكري أيضًا، وذلك بعد نصر أكتوبر المجيد.

ففي أثناء حرب أكتوبر 1973 أطلق السلطان قابوس مبادرة تاريخية، حينما أصدر مرسومًا بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، مع إرسال بعثتين طبيتين عُمانيتين لـمصر.

في عهد مبارك

استمرت العلاقات الطيبة بين مصر وسلطنة عمان في عهد حسني مبارك إذ تعددت زيارته لمصر في عهد مبارك، كما تعددت زيارات مبارك لـعمان.

ففي 18مارس 2009، زار الرئيس الأسبق حسني مبارك سلطنة عمان، رافقه خلالها أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية في ذلك الوقت وعدد من الوزراء، واستقبله السلطان قابوس حيث بحث الزعيمان كافة الأمور التي من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة من التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات بالإضافة إلى بحث المستجدات الجارية على الساحتين العربية والدولية.

وفي 3 فبراير 1999، زار السلطان قابوس مصر عدة ايام، أجرى خلال هذه الزيارة مشاورات مع الرئيس حسنى مبارك في منتجع شرم الشيخ لبحث اهم القضايا العربية كما بحثا تنمية العلاقات بين البلدين وإعطاء دفعة قوية للعلاقات التجارية والاقتصادية إلى المستوى الذي يعكس الامكانات الحقيقية للبلدين.

في 10 يوليو 1996، زار السلطان قابوس مصر للتنسيق مع الرئيس المصري حسني مبارك حول الاعداد للقمة العربية في القاهرة من 21 الى 23 يوليو 1996، كما التقى الأمين العام للجامعة العربية في ذلك الوقت عصمت عبد المجيد، وذكر مبارك أن السلطان قابوس في مقدمة الزعماء العرب الذين يؤمنون بجمع الشمل العربي وتصفية الخلافات والارتفاع فوقها بما يحقق المصلحة العربية العليا.

في 19 مايو 1989، زار السلطان قابوس الجامع الأزهر الشريف وأدى صلاة الجمعة فيه برفقة مبارك، وزار دار الأوبرا المصرية، كما استقل السلطان قابوس مع الرئيس مبارك مترو أنفاق القاهرة الذي كان يعتبر نقلة نوعية في وسائل المواصلات في الشرق الأوسط في ذلك الوقت.

اُطلق أسم السلطان قابوس على أحد الشوارع الرئيسية بمدينة شرم الشيخ التي كان يقضي بها إجازته أحيانًا، وله فيها قصر خاص.

في 18 نوفمبر 1984، ألقى السلطان قابوس خلال الاحتفال بمناسبة العيد الوطني الرابع عشر للسلطنة كلمة تاريخية، قال فيها: "لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي، وهي لم تتوانَ يومًا في التضحية من أجله، والدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وأنها لجديرة بكل تقدير".

في 9 مايو 1982، قام السلطان قابوس بزيارة إلى مصر وحرص خلال هذه الزيارة على تفقد قناة السويس ومر من نفق الشهيد أحمد حمدي، وتفقد بعض المنشآت بمدينة السويس، وحصل على مفتاح السويس هديةً تذكارية.

في عهد السيسي

لعل الزيارات المتبادلة بين المسؤولين من مصر إلى سلطنة عمان والعكس، خير دليل على العلاقات الطيبة بين الدولتين والتي تتمتع بإخوة ودعم وود غير مسبوق، ففي أكثر من لقاء بين الرئيس السيسي وسلطان عمان يؤكد فيها الزعيمان قوة العلاقات ومتانتها وما تتميز به من إخوة ومحبة.