رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحوار الوطني.. الفنان التشكيلي عز الدين نجيب: التنمية عرجاء بدون الثقافة

الفنان التشكيلي عز
الفنان التشكيلي عز الدين نجيب

طرح الفنان التشكيلي والكاتب والناقد عز الدين نجيب، رؤيته فيما يتعلق بالحوار الوطني، قائلا إن الثقافة بمدلولها المجتمعي تتجاوز المنتجات الفنية والأدبية بمختلف فروعهما، إلى كونها مركبا من القيم والمفاهيم والوعي، وهي التي تؤدي إلى التحضر الإنساني، ومن ثم فالثقافة هي المكون الذي يعد هو الاحتياج الأساسي لبناء الإنسان، بإشباع الجزء الأعلى منه (قلبه وعقله وروحه)، وهو لا تقل أهمية عن احتياجاته المادية والمعيشية.

رؤية الفنان عز الدين نجيب عن للحوار الوطني

ويكمل الفنان عز الدين نجيب حديثه، للدستور: ورغم أن حضاراتنا المتعاقبة منذ فجر التاريخ يمكن اختزالها في معنى الثقافة بهذا المدلول، فقد وصل مجتمعنا في الوقت الراهن إلى حالة من الفقر الثقافي المدقع والغياب المأساوي للثقافة الرفيعة عن مسار المواطنين، بوجود قطيعة تامة بين مضخات الثقافة فكرا وإبداعا وبين طبقات المجتمع، باستثناء شريحة رقيقة جدا من المواطنين، ولا أستثنى حتى خريجو الجامعات وبعض ممن حصلوا على أعلى الدرجات العلمية، حتى أن لدينا مبدعين كبار في الأدب والفن لا يجدون جمهورا يتلقى إبداعهم ويتفاعل معهم، وتلك كارثة لأي مبدع أو حركة إبداعية، والأزمة تبدأ من نظامنا التعليمي لأنه أصبح يخلو من أي تنمية ثقافية حقة، بما في ذلك تنمية المواهب الإبداعية للطلبة، وقس على ذلك وسائل الإعلام والبرامج الترفيهية.

وأضاف: ومن قبل ذلك هناك حرمان ثقافي تام من التنمية الثقافية للجماهير العريضة بالريف والمدن الإقليمية والمحافظات النائية، حيث إن القنوات الثقافية التابعة للدولة تولى كل اهتمامها لجمهور العاصمة (وجزئيا للإسكندرية وبعض المدن الكبرى) لتلبية الاحتياج الثقافي للجماهير على خلاف ما ينص عليه الدستور، فيما نجد أغلب قصور الثقافة شبه مظلمة وفي حالة قطيعة متبادلة مع جماهيرها المفترضة، وتعطلت المسارح ودور السينما عن دورها التاريخي، وتوقفت إقامة الجداريات التشكيلية في المباني العامة وتماثيل الميادين والحدائق الشعبية وأفلام السينما التسجيلية للفنانين التشكيليين لعرضها في دور العرض مع الأفلام الروائية كما كان الحال في الستينيات بجانب كل هذه المواد الفنية والفروع الثقافية.

وأشار عز الدين نجيب إلى أن برامج التنمية الاجتماعية والعمرانية القائمة في مصر حاليًا برامج عرجاء لخلوها من الثقافة واستبعاد المثقفين والمبدعين من المشاركة فيها، ولن يكتب لها النجاح المأمول في غياب المادة الفعالة لبناء الإنسان متمثلة في الثقافة، ولن يتم ذلك إلا بتطبيق مواد الدستور المتعلقة بالثقافة، وبدعوة المثقفين لتحقيقها، مضيفًا: لقد ناضلت طوال أكثر من 60 عامًا من عمري لتحقيق هذا الهدف، وأصدرت العديد من الكتب عن تجاربي الثقافية ورؤيتي الفكرية حولها، عسى أن تنتقل الراية إلى المؤسسات الثقافية والأجيال التالية لاستمرار المسيرة، لكن لا حياة لمن تنادى.