رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع تزايد خطورته.. الذكاء البشري أم الاصطناعي من أقدر على صناعة الخيال؟

أرشيفية
أرشيفية

أصبح الحديث عن الذكاء الاصطناعي حاليا هو الحديث المؤرق للعالم أجمع لما اعتبره الكثير خطرا محدقا على الإنسان ومستقبله يهدده في شتى نواحي حياته، بل يهدد وجوده العنصر البشري على الأرض من الأساس، وذلك لما أظهره هذا الذكاء في الفترة الأخيرة من تطورات غير مسبوقة كفيلة لإثارة رعب الإنسان حول العالم.
وكما نافس الذكاء الاصطناعي الإنسان في شتى المجالات فهل يأتي اليوم الذي سينافسه فيه في الخيال والمشاعر؟

خبير تكنولوجي: حتى الآن لا يستطيع المنافسة في المشاعر ولكن غير مستبعد

الدكتور أحمد فرج بكلية الهندسة جامعة حلوان في حديثه "للدستور" أن الذكاء الاصطناعي استطاع بالفعل منافسة العنصر البشري بطريقة تشكل خطرا واضحا، لافتا إلى أن الأزمة حول الذكاء الاصطناعي استطاعته إدراك جميع المعلومات وتخزينها، وكذلك الاستعانة بجوجلي للوصول إلى كافة المعلومات عنها، بل والأزمة الأكبر- حسب فرج- هي أن الذكاء الاصطناعي يمكنه استنتاج معلومات جديدة من واقع المعلومات التي سبق أن تم إدخالها إليه بخصوص أي أمر، بالشكل الذي لا يستطيع الشخص الذي قام بإدخال المعلومات إليه نفسه من إدراكها مما يسبب نتائج غير متوقعة.

وتابع أن هذا الأمر يجعل الذكاء الاصطناعي قادرا على مزاحمة الإنسان في الخيال كذلك أشار إلى أنه يستطيع على سبيل المثال تكوين أي صورة أو فيديو وكذلك أي نص من مخزون المعلومات التي سبق أن تم إدخالها إليه من قبل.

كما أضاف فرج أن الذكاء الصناعي يتفوق على الإنسان في العديد من المميزات، وهي أنه لا يموت على عكس الإنسان كما أنه يمكنه أداء العمل 24 ساعة طالما كان الجهاز المستخدم موصلا بالكهرباء، كذلك فهو لا ينسى أو يؤدي وظائف حيوية مثل الإنسان مثل الأكل أو الشرب أو غيره، مما يعد معه تحديات حقيقية أمام الإنسان.
         
وأوضح أستاذ الهندسة أنه إلى الآن لم يستطع الذكاء الاصطناعي مزاحمة الإنسان في المشاعر، مشيرا إلى أنه ليس ببعيد أن يمكنه ذلك في المستقبل.

ولفت إلى أن الوضع ليس بالمعتم كما يتخيله البعض مشيرا إلى أنه على الرغم من مخاطر الذكاء الاصطناعي على مستقبل الإنسان وعمله، إلا أن على الجميع العلم بأن تطور التكنولوجيا يتسبب بالفعل في إنهاء بعض الوظائف، ولكنه على الجانب الآخر يخلق وظائف أخرى تتناسب مع هذه التكنولوجيا.

وأشار إلى أنه على الإنسان حاليا الانصراف تدريجيا عن الوظائف التي يستطيع أن يؤديها الذكاء الاصطناعي إلى وظائف أخرى يحتاجها هذا الذكاء مع ضرورة اعتراف الإنسان أن الذكاء الاصطناعي هو أداة مهمة فرضت وجودها ويجب استغلالها، مشيرًا إلى أنه ليس من الذكاء أن يستمر العنصر البشري في عمل ما يستطيع أن يفعله الذكاء الاصطناعي في لحظات.

دراسة حديثة: احتمال بنسبة 50% تفوقه على الإنسان في جميع المجالات بعد 45 عامًا

يذكر أنه قد كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي أوكسفورد البريطانية ويل الأمريكية أن هناك احتمالًا بنسبة 50% بأن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري في جميع المجالات في غضون 45 عامًا، كما من المتوقع أن يكون قادرا على تولي كافة الوظائف البشرية في غضون 120 عاما، ولا تستبعد نتائج الدراسة أن يحدث ذلك قبل هذا التاريخ.

ووفقاً للدراسة فإن "الآلات ستتفوق على البشر في ترجمة اللغات بحلول عام 2024، وكتابة المقالات المدرسية بحلول عام 2026، وقيادة الشاحنات بحلول عام 2027، والعمل بتجارة التجزئة في 2031، بل وفي كتابة واحد من أفضل الكتب مبيعا بحلول عام 2049، وفي إجراء الجراحات بحلول عام 2053".

كما شددت الدراسة على أن الذكاء الاصطناعي يحسن قدراته بسرعة، ويثبت ذاته على نحو متزايد في المجالات التي يسيطر عليها الإنسان تاريخيا، وعلي سبيل المثال، فإن برنامج "ألفا جو"، المملوك لشركة جوجل، هزم مؤخرَا أكبر لاعب في العالم في اللعبة الصينية القديمة المعروفة باسم "جو". وفي الإطار ذاته، تتوقع الدراسة أيضَا أن تحل تكنولوجيا القيادة الذاتية محل الملايين من سائقي سيارات الأجرة.

باحث: هناك جوانب أخرى من الذكاء لا يمكنه الوصول إليها

من جانب أخر يرى جيورجي ياناكاكيس- الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعة مالطا- أن "معظم جوانب الدراسة ركزت على النواحي الإدراكية من الذكاء، التي تتناسب مع أداء مهام محددة تحديدا جيدا، ولكن هناك جوانب أخرى من الذكاء، مثل الذكاء الانفعالي، تتجاوز عملية الإدراك". "قائلا أنه من المهم أن نتساءل: متى يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في مجالات الفن أو النقد السينمائي؟ على سبيل المثال.