رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتابة على المستطيل الأخضر.. مثقفون يكشفون أسرار وحكايات الأدباء وكبار المبدعين مع الساحرة المستديرة

جانب من الندوة
جانب من الندوة

«كرة القدم أشرف الحروب»... بهذه الكلمات البليغة خط الشاعر الكبير محمود درويش عبارته الشهيرة التى لخصت رؤيته للرياضة الأكثر شعبية حول العالم، الساحرة المستديرة كرة القدم، التى كتب عنها كثير من المثقفين، بل ومارسوها بشغف كبير.

كتب عنها نجيب محفوظ وساراماجو وبورخيس وخيرى شلبى وإبراهيم أصلان، وصولًا إلى ضيوف ندوة «الساحرة المستديرة والإبداع»، ثالث ندوات «صالون الدستور الثقافى»: الكاتب والدكتور ياسر ثابت، صاحب ٢٨ كتابًا و٤ موسوعات عن كرة القدم، والكاتب الصحفى أشرف عبدالشافى، صاحب الكتاب الشهير «المثقفون وكرة القدم»، والكاتب الصحفى والمترجم محمد السباعى، الذى ترجم مؤخرًا كتاب الفرنسى ميكائيل كوريا «تاريخ شعبى لكرة القدم».

فى السطور التالية يتحدث ضيوف الندوة حول طرف الخيط الذى يجمع الأدب والإبداع بـ«الساحرة المستديرة»، وأبرز الأدباء شغفًا بالساحرة المستديرة، وأسباب تراجع حركة الترجمة فى مصر للأعمال الدولية التى تناولت كرة القدم حول العالم، إلى جانب رؤيتهم حول برنامج «كابيتانو مصر»، أكبر برنامج أطلقته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لاكتشاف المواهب فى الرياضة الأكثر شعبية، فى محافظات وقرى ونجوع مصر.

ياسر ثابت: نجيب محفوظ كان «حريف جدًا».. ولعب حارس مرمى «خوفًا على الجزمة» 

قال الدكتور ياسر ثابت، الكاتب الصحفى، إن كرة القدم لا تختلف عن الثقافة، فهى جزء من هوية المجتمع وانتماءاته والتعبير عن مشاعره.

وأضاف «ثابت»: «هناك مجموعة كبيرة جدًا من الباحثين والكتّاب اهتموا وكانوا مؤيدين لكرة القدم، ووجدوا فيها تجسيدًا لشىء حضارى بالغ الأهمية، منهم على سبيل المثال الكاتب الكبير نجيب محفوظ، كما كان هناك كتاب ومثقفون يمارسون اللعبة».

 

وواصل: «على الجانب الآخر، هناك عدد من المثقفين هاجموا كرة القدم ولم يحبوها، منهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر أحمد شوقى، الذى هاجم وزير المعارف أحمد حشمت، فى عهد اللورد كرومر، عام ١٨٩٢، عندما قال عنه إنه أدخل كرة القدم فى مصر حتى يشغل الناس عن قضية الوطن».

ورأى أن لعبة كرة القدم بها «تعبيرات حربية»، وبالتالى يمكن القول إنها «مساحة للتنفيس عن أجواء الحروب القديمة، لكن فى ثقافة المجتمعات المتحضرة».

وانتقل للحديث عن الأعمال الأدبية التى دارت حول كرة القدم، وقال إن هناك عددًا كبيرًا من الأعمال الأدبية الأجنبية التى تناولت الساحرة المستديرة، لكن حتى الآن لم ينضج فى مصر «أدب كرة القدم»، الذى بدأ فى أمريكا اللاتينية، وهو عبارة عن المزج بين كرة القدم والأدب، مضيفًا: «هو موجود فى مصر لكن بشكل قليل».

وتذكر نجيب محفوظ وعلاقته بكرة القدم، مشيرًا إلى أنه كان «لعيب حريف جدًا»، وكثيرًا ما لعب الكرة فى حى «العباسية»، رفقة عدد كبير من مشاهير «الساحرة المستديرة» الذين انضموا إلى منتخب مصر فى كأس العالم ١٩٣٤، من بينهم حسين حجازى، وكان «بيعرف يلعب ويرَقّص، لكن ندهته نداهة الثقافة».

وأضاف أن نجيب محفوظ حرص على تضمين كرة القدم فى أعماله الأدبية، عبر التركيز على مشاهد لعب الأطفال الكرة فى بعض حكاياته، التى أسهمت فى «تأصيل» الحارة الشعبية ومفرداتها ومشاهدها العامرة.

واعتبر «ثابت» أنه «لم يتحدث أحد من الكتّاب عن كرة القدم مثلما تحدث عنها نجيب محفوظ، وكثيرًا ما احتوت أفلامه التى كتبها على مشاهد لهذه اللعبة، وكان دائمًا يتحدث عنها وعن متابعته إياها وكونه مشجعًا لها».

وواصل: «كان سعيدًا بتأهل مصر لكأس العالم ١٩٩٠، وكتب عدة مقالات عن كرة القدم فى (الأهرام)، وامتلك خفة ظل استخدمها فى الكتابة عن كرة القدم، وعن الناس الذين لعبوا كرة القدم».

وأكمل: «كان (لعيب كبير جدًا)، ويلعب فى مركز الجناح الأيسر، حتى إنه عندما أعدت صحيفة (الجارديان) موضوعًا صحفيًا عن (منتخب العالم من الأدباء)، اختارت نجيب كحارس مرمى»، مشيرًا إلى أن «أديب نوبل» كان يلعب حارس مرمى بالفعل عندما قالت له جدته: «لا تدوب الحذاء فى اللعب وإلا ضربتك»، فاختار أكثر مركز «ممكن ميدوبش الجزمة من كتر اللعب».

وأفاد الدكتور ياسر ثابت بأن الثقافة الشعبية فى البداية كانت ترى فى لاعب الكرة «إنسانًا فاشلًا»، مشيرًا إلى أن جزءًا من هذا التصور يعود لثقافة المصريين، وجزءًا آخر يتعلق بسلوكيات عدد من اللاعبين.

وأضاف: «كان عندنا لعيبة مصريين محترفين أحرف وأمهر من محمد صلاح بكتير، لكنهم لم يستمروا بسبب الغربة ومحبتهم لأهلهم، فلم يتمتعوا بعقلية الاحتراف، على عكس صلاح الذى رغم أن تعليمه بسيط طوّر من نفسه»، مشيرًا إلى أن «حسين حجازى لعب فى إنجلترا هو الآخر، لكن عقلية النفس الطويل لم تكن موجودة».

وواصل: «دائمًا هناك لعيبة كرة قدم أحرف من النجوم المعروفين، لكنهم (ضيعوا نفسهم)، وبالتالى فإن إدارة الموهبة أمر مهم جدًا، وهو ما حدث مع اللاعب العالمى جورج بيست، الذى يمكن أن نقول (ضيع نفسه)».

وأكمل: «المواهب موجودة عندنا، لكن تنقصنا سياسة النفس الطويل وتغير الصورة الذهنية للمجتمع تجاه لاعب كرة القدم، فالمجتمع يقيّم اللاعب على أشياء كثيرة وليس على الموهبة»، مجددًا التشديد على أنه «كان عندنا مشاريع لعيبة محترمة ١٠٠٪، لكنها لم تكتمل».

وأشاد فى هذا السياق بمبادرة «كابيتانو مصر» للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مضيفًا: «فرصة عظيمة وأتابعها باستمرار، لكن ما مصير هؤلاء اللاعبين بعد اكتشافهم؟».

وشدد على ضرورة توقيع عقود لمواهب «كابيتانو مصر» مع الأندية المصرية، وتوفير الرعاية التى تضمن استمرارهم فى الملاعب، خاصة أن التجارب العالمية تقول ذلك، فكثير من لاعبى ريال مدريد مثلًا جاءوا من الشارع، وعانوا ظروفًا معيشية صعبة جدًا، متمنيًا أن ينجح البرنامج فى تحقيق أهدافه.

وأكد أهمية مهنة «كشاف المواهب» فى عالم كرة القدم، مستشهدًا بـ«عبده البقال» الذى كان من أعظم الكشافين فى تاريخ كرة القدم فى مصر، من خلال جولاته للبحث عن اللاعبين الموهوبين فى كل قرى ونجوع المحافظات، وإلحاقهم بنادى الأهلى.

وعاد للحديث عن تجربة محمد صلاح، قائلًا: «صلاح تمتع بعقلية احترافية، بينما هناك بعض اللاعبين الذين بدأوا بشكل جيد وهبطوا فيما بعد، لأنهم لا يتمتعون بهذه العقلية»، مشددًا على أن الاحتراف يحتاج دائمًا إلى الصبر والتركيز، وليس ادّعاء الحجج للهروب من الأندية الكبرى، مثلما فعل كثير من اللاعبين.

ورأى «ثابت» أن هناك قواسم مشتركة بين المحترفين من لاعبى كرة القدم، أبرزها التحدى، فعلى سبيل المثال بالنظر إلى مذكرات الأسطورة البرازيلية «بيليه» نجده يقول: «لما رأيت والدى عام ١٩٥٤ يبكى على خسارة البرازيل كأس العالم، قلت له: (لا تبكِ.. فى يوم من الأيام سأجلب كأس العالم للبرازيليين)»، وبالفعل نجح فى تحقيق ذلك، عندما كان عمره ١٧ عامًا فقط.

وأضاف: «أيضًا من أهم القواسم المشتركة بين أساطير الساحرة المستديرة تحدى الظروف الصعبة، فبالنظر إلى البرتغالى كريستيانو رونالدو، مثلًا، نجد أن والدته كانت تريد التخلص منه، ومع ذلك أصبح القاطرة التى تجر عائلته إلى أفضل عيشة».

وكشف عن أن الكاتب محمود عبدالرازق عفيفى «أديب الشباب» يعد أول مثقف حاول استخدام كرة القدم فى الترويج لمؤلفاته، حيث كان يقف وراء الشبكة فى الأندية حاملًا لافتات تروج لهذه المؤلفات.

واختتم «ثابت» بالحديث عن ظاهرة «التعصب الرياضى»، معتبرًا أن علاجها يتطلب اختيار عناصر تدير الرياضة غير متحيزة وغير منحازة، وكذلك فى مجال الإعلام الرياضى.

وأضاف: «يجب أن يخلع كل شخص ثوب تشجيعه واهتمامه بمجرد أن يكتب أو يمارس مهنته أو يتولى منصبه، والعالم كله الآن اتجه إلى لعب كرة القدم دون تعصب، ومع ذلك ما زلنا نلعب بتعصب، فالأهلاوى لا يرى الآخرين، والزملكاوى كذلك».

حسين عثمان: الاهتمام بالإصدارات الكروية يتراجع ومواجهة التعصب تبدأ من المدرسة ومراكز الشباب

أشار الناشر حسين عثمان، مدير دار نشر «ريشة»، إلى تأثير النجم المصرى محمد صلاح على الشباب والنشء، والذى جعلهم يفكرون فى الالتحاق بالأكاديميات الرياضية، مؤكدًا أن تلك الأكاديميات تضم مشروعات تحتاج إلى الدعم والاستمرارية.

وأشار «عثمان» إلى أن دار «ريشة» تستهدف فى المقام الأول التوثيق، لإعادة التأسيس للهوية المصرية، فى ظل اختلال المعايير لأن القيمة لا تجد من يدافع عنها.

وأضاف: «من هنا جاء كتاب (محمد صلاح.. سيرة نفسية)، الصادر مؤخرًا عن الدار، الذى استهدف فى المقام الأول تحليل تعبيرات اللاعب محمد صلاح عن انتصاراته ولغة جسده من منظور نفسى».

ولفت إلى موجة الإصدارات عن كرة القدم من قبل دور النشر المصرية، والتى كانت مواكبة لكأس العالم، موضحًا أنها ترتبط للأسف بأحداث رياضية كبرى خاصة فى ظل تراجع الاهتمام بالإصدارات الصحفية الرياضية المطبوعة، التى كانت قديمًا تدخل كل بيت مصرى، وتشكل مدارس كبرى فى الصحافة الرياضية.

وأكد أن مشروع الصحفى ياسر ثابت، والخاص بالتأصيل لرياضة كرة القدم، جعله يتوقف كثيرًا أمامه كمشروع يستحق أن يدرسه كناشر، خاصة فى ظل ما ذهب إليه «ثابت» من ارتباط بين كأس العالم والهوية.

وبسؤاله حول كيفية مواجهة ظاهرة التعصب الرياضى، قال «عثمان» إن البداية هى بعودة الرياضة للمدارس ومراكز الشباب، لأن هذا هو ما يسرع من مجابهة الظاهرة المستشرية فى الإعلام والمجتمع المصرى وشبكات التواصل الاجتماعى.

أشرف عبدالشافى: تثقيف المعلق وتوعية الجمهور بين فواصل الأشواط

استهل الكاتب الصحفى والأديب أشرف عبدالشافى، صاحب كتاب «المثقفون وكرة القدم»، حديثه فى «صالون الدستور» مستنكرًا تساؤلًا: «هل ينظر المثقف فى مصر للساحرة المستديرة باستعلاء؟»، وعلّق على ذلك بقوله: «لا أحد يسأل هذا السؤال إلا فى مصر»، فى إشارة إلى عدم وجود ما يفصل بين الكتاب واللعبة الشهيرة.

وأشار «عبدالشافى» إلى تجربة ألمانيا حينما نظمت كأس العالم، حيث دعت كل كُتابها الكبار قبل المباراة للحديث عن الثقافة فى البلاد، مشيرًا إلى أنه عكف على إعداد مشروع تقدم به أثناء عضويته فى المجلس الأعلى للثقافة عام ٢٠١٤ يتبلور حول كيفية جعل ثقافة كرة القدم جزءًا من ثقافة الشعب.

وأوضح أنه اقترح أن تتم توعية الجمهور وتثقيفه من خلال الفواصل بين الأشواط عند إذاعة أى مباراة كرة قدم، على أن تتضمن فعاليات بالأوبرا أو الإعلان عن منتدى ثقافى مهم للشباب، أو دعوة كبار الكتاب لمباريات مهمة، فى إطار تعريف الثقافة على أنها صناعة كبيرة ومهمة.

ولفت إلى أهمية استغلال نجم كرة القدم العالمى محمد صلاح، مؤكدًا ضرورة أن تسعى الدولة إلى توطيد العلاقة به واستغلاله بشكل جيد فى الدعاية لمصر، خاصة أن شعبيته كبيرة حول العالم.

وروى «عبدالشافى» أنه فى عهد وزير الثقافة جابر عصفور كانت هناك سيولة فى التواصل بين الوزارات، موضحًا أنه كان وقتها عضوًا فى المجلس الأعلى للثقافة، وتقدم حينها بطلب عقد بروتوكول بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة، لما لدى الأولى من منتديات ومراكز للشباب، إلا أن هذا الطلب قوبل بالجفاء من الجميع، فما كان منه إلا أن تقدم باستقالته من المجلس بعد ٦ أشهر على عضويته.

وبسؤاله حول اللاعب الذى أراد أن يكتب سيرته روائيًا، قال «عبدالشافى»: «اللاعب عبدالكريم صقر، الذى كان أصغر لاعب فى أوليمبياد برلين، وكان يستدعيه الملك فاروق ليستمتع بمهاراته فى كرة القدم، وهو صاحب أول هدفين فى كأس العالم، خاصة أن حياته مليئة بالدراما».

وأشار إلى أن ما تسبب فى تعطل هذا المشروع هو غياب الوثائق عن اللاعب الراحل؛ خاصة أنه لا توجد غير قصة وحيدة عن حياته كتبها الصحفى إحسان عبدالقدوس، أشار خلالها إلى زاوية إنسانية من حياته وأنه وقع فى غرام بنت يونانية، مما أثر عليه كلاعب بسبب حبه الكبير لها، حتى انتهت أسطورته.

وبسؤاله حول أسباب تراجع الأعمال الأدبية فى مصر والوطن العربى التى تناولت الساحرة المستديرة، أشار إلى أن هناك مجموعات قصصية كثيرة حول الأمر، منها: المجموعة القصصية «الأهلى والزمالك» للكاتب إيهاب دكرورى، ورواية «واحد صفر» لأحمد الصاوى.

ولفت إلى أن السبب فى ذلك قد يعود إلى أن حياة اللاعبين ليست درامية حتى يهتم الناس بها، موضحًا أن ما يسعى إليه ككاتب هو أن يصاحب الرياضى المثقف حتى يصبح لاعبًا مثقفًا، وقال: «إننا ككتّاب نريد من كرة القدم أن تنصف الأدب، فهى القاطرة وليس العكس».

وبسؤاله حول كيفية مواجهة ظاهرة التعصب الرياضى، أكد «عبدالشافى» أن الحل يتمثل فى تثقيف المعلق الرياضى، وألا يتحدث فى الكرة المتخصص فقط، مؤكدًا أن المحرر الرياضى يعد جزءًا أساسيًا من الأزمة فيما يتعلق بتأجيج التعصب فى كرة القدم.

محمد عبدالفتاح السباعى: خصخصة الأندية والمزيد من الأعمال المترجمة عن الكرة 

قال الكاتب الصحفى والمترجم محمد عبدالفتاح السباعى، الذى صدرت له مؤخرًا ترجمة كتاب «تاريخ شعبى لكرة القدم»، للفرنسى ميكائيل كوريا، إن ترجمته للكتاب تعود لاقتناعه التام بأن كرة القدم مرتبطة بالسياسة، وإن هذا ما دفعه للبحث عن كتاب يدعم رأيه، إضافة إلى حبه لكرة القدم بعدما لعبها فى عدد من الأندية فى الإسكندرية، وفى المملكة العربية السعودية.

وأشار «السباعى»، أثناء حديثه فى «صالون الدستور»، إلى أنه بدأ عمله الصحفى كمحرر رياضى بحكم خلفيته الرياضية، ومن ثم تحولت اهتماماته للشئون الخارجية منذ حصوله على منحة لدراسة الأدب الفرنسى، موضحًا أنه عندما قرأ كتاب ميكائيل كوريا وجد فكرة التقاطع ما بين السياسة والرياضة، ولاحظ أن هذا ما كان يبحث عنه، ومن ثم شرع فى ترجمته إلى اللغة العربية.

وأوضح أن كتاب «كوريا» يقدم رسالة مهمة حول أن كرة القدم يمكن استخدامها فى مواجهة الاحتلال كما حدث فى الجزائر، وضد العنصرية كما حدث فى البرازيل، مؤكدًا أن المشجع يمكن أن يصبح صانع قرار بدلًا من اختزاله فى دور المستهلك السلبى.

ولفت إلى أن الأعمال المترجمة إلى اللغة العربية عن كرة القدم تحتاج للمزيد، خاصة أن هناك كتبًا كثيرة تستحق الترجمة.

وتابع: «لا يزال فى جعبة التاريخ الشعبى لكرة القدم المصرية الكثير، فهو لم يبح بكل أسراره بعد، وهنا تظهر لدينا مشكلة تواجه الباحثين والكتّاب بشكل عام، وهى صعوبة الحصول على الوثائق والغوص فى أرشيفات المؤسسات والجهات الحكومية التى لا تمنح بسهولة إذنًا لمن يريد مطالعة خبايا أرشيفاتها».

ونوه «السباعى» إلى أنه لا بد من بيع وخصخصة الأندية فى مصر، لأن رأس المال الخاص سيؤدى إلى حصول اللاعب على ما يستحقه، وهو ما سيعينه على الفوز.

واستطرد: «جزء من أزمة رياضة كرة القدم فى مصر يعود للمبالغ الطائلة، والمُبالغ فيها، التى تُدفع للاعبين لا يستحقون ربع هذه الأموال، ناهيك عن أن هناك ناديًا واحدًا يأخذ نصيب الأسد من أموال الرعاية، بينما هناك أندية جماهيرية شعبية تعانى كى تدفع مرتبات بسيطة للاعبيها».

وأكد أن الحل لهذا الاشتباك يتمثل فى أن الدولة يجب أن تقف على مسافة واحدة من جميع الأندية وأن يكون الدعم بالتساوى.