رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة: الإسكندرية كانت أول مدينة يقام بها المقر البابوى

البابا تواضروس
البابا تواضروس

يستعد المقر البابوي بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية، لاستقبال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عقب العودة من رحلته ذات الطابع الطبي، التي انطلق إليها في دولة النمسا عقب انتهاء زيارته الرعوية والأخوية إلى الفاتيكان والكنائس القبطية الأرثوذكسية في روما.

هذا وأطلق الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية نشرة تعريفية بالمقر البابوي ومراحله، وقال إن أبرز تلك المراحل هي المحطة الأولى التي كانت في الإسكندرية بين السنوات 61 م وحتى 1047 م تقريبًا.

وقالت الكنيسة القبطية عبر موقعها إنه من الثابت تاريخيا أن القديس مار مرقس الرسول جاء إلى مدينة الإسكندرية عام 61م، وكانت الشرارة الأولى لبدء الكرازة، كما يروي لنا تاريخ الكنيسة أنه بينما كان يمشي ذات يوم على البحر مفكرًا ومتأملًا من أين يبدأ الكرازة في هذه المدينة العظيمة صاحبة الأكاديمية العظمي والمكتبة الكبرى، تهرأ حذاؤه من كثرة المشي فذهب إلى إسكافي يدعى «أنيانوس» لكي يقوم بإصلاحه، وفجأة دخل المخراز في يده فصرخ بطريقة لا شعورية من شدة الألم «يا الإله الواحد»، فانتهز القديس مرقس الرسول الفرصة وسأله: هل تريد أن تعرف الإله الواحد، فلما أجاب بالإيجاب، بدأ يشرح له قواعد الإيمان المسيحي حتى آمن واعتمد هو وأهله أجمعون، واتخذ من منزله مركزا للتبشير بالديانة المسيحية.

ولما ازداد عدد المؤمنين قام القديس مرقس الرسول برسامة «أنيانوس» أول أسقف لمدينة الإسكندرية، وبعد استشهاد القديس مرقس الرسول عام 68 م، دفن جسده الطاهر بكنيسة تدعى «بوكاليا»، ومقرها الحالي هو الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل، وأصبحت هي المقر الرسمي للآباء البطاركة، أما عن الإسكندرية نفسها فيذكر عنها علي باشا مبارك، في خططه «الجزء السابع»، أنها كانت قرية صغيرة للصيادين تدعى «راقودة»، ولما جاء الإسكندر الأكبر إلى مصر حوالي عام 322 ق .م قام بتأسيس مدينة الإسكندرية وسماها باسمه، وجعلها مركزًا للتجارة بدلًا من مدينة صور.

 وتحت كلمة «إسكندرية» يقول عنها «أميلينو»، في كتاب «جغرافية مصر في العصر القبطي»، إن الأقباط تمسكوا باسمها القديم (راكوتي) ، كما تحدث «سترابون» عن رخائها وتجارتها، وأنها كانت مدخلًا لمصر وتجارتها.

والاسم (راكوتي) مشتق من عبارات هيروغليفية معناها «التي بناها الإله رع»، كما تحدثت كثير من الوثائق القبطية القديمة عنها وعن أحيائها، وجاء عنها في كتاب يوحنا النقيوسي «تاريخ العالم القديم» وفي الفصل التاسع والخمسين: «عندما اعتلى الإسكندر بن فليب المقدوني أنشأ مدينة الإسكندرية الكبرى في مصر وسماها باسمه والتي كانت تسمى قبلا راكوتي في لغة المصريين». 

وخلال الاضطهاد الذي وقع على الكنيسة القبطية عقب مجمع خلقدونية عام 451 م؛ اضطر البابوات الثلاثة بطرس الرابع 34 (567- 569م) ودميانوس 35 (569- 605 م) وانسطاسيوس 36 (605- 616 م) إلى الإقامة مؤقتا في دير الزجاج غرب الإسكندرية حتى الفتح العربي لمصر عام 641 م، واستمر الآباء البطاركة مقيمون بمدينة الإسكندرية حتى عهد البابا شنودة الثاني البطريرك 65، ثم بدأت بعدها المحطة الثانية من رحلة الكرسي المرقسي.