رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تحذير "الصحة العالمية".. كيف تتجنب خطورة بدائل السكر الصناعية؟

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية

حذرت منظمة الصحة العالمية من استخدام بدائل السكر الصناعية فترات طويلة، لأنه قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأزمة قلبية، أو سكتة دماغية، وأمراض مزمنة أخرى، كما أشارت المنظمة إلى أن بدائل السكر لا تساعد في تقليل الوزن أو الدهون في الجسم، وقد تكون له تأثيرات غير مرغوب فيها على المدى الطويل.

وفي بيان رسمي، أوصت منظمة الصحة العالمية بتقليل تناول السكريات المضافة إلى أقل من 10% من إجمالي مجموعة سعرات حرارية يومية، وأفضل من ذلك أن تقل إلى 5%، والاعتماد على السكريات الطبيعية الموجودة في الفواكه والأطعمة والمشروبات غير المحلاة.

بدائل السكر الصناعية قد لا تكون خيارًا صحيًا أفضل من السكر الطبيعي؛ بل قد تحمل مخاطر على المدى الطويل. في هذا التقرير، نستعرض خطورة بدائل السكر الصناعية على صحة الإنسان، ونقدم بعض التوصيات لتقليل استهلاكها.


مخاطر مؤكدة
 

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد عبدالجواد، استشاري أمراض السكري، أن بدائل السكر الصناعية هي مواد تحلية تستخدم بدلًا من السكر الطبيعي؛ لتقليل السعرات الحرارية أو تأثير السكر على مستوى الجلوكوز في الدم، ولكن لديها بعض التأثيرات السلبية المحتملة، ومنها زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتهابات المعدة والأمعاء، والحساسية والصداع.

وشرح "عبدالجواد" في حديثه لـ"الدستور"، أن استهلاك السكر بكميات كبيرة قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل زيادة الوزن، وتسوس الأسنان، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، لذا يلجأ بعض الأشخاص إلى استخدام بدائل السكر الصناعية، وهي مواد تحلية تحاكي طعم السكر، ولكن بسعرات حرارية أقل أو معدومة.
 

وأضاف: "بدائل السكر الطبيعية قد تكون أكثر قبولًا للمذاق وأقل ضررًا للصحة، لكنها تحتوي على سعرات حرارية وكربوهيدرات، وقد تؤثر على مستوى السكر في الدم أو الإنسولين، لذا يجب استخدامها بمقادير معتدلة ضمن حصص السكر الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية".
 

تصنيف بدائل السكر
 

وأكد استشاري أمراض السكري أنه يمكن تصنيف بدائل السكر الصناعية إلى ثلاثة أنواع رئيسية، أبرزها المحليات الغذائية، وهي مواد تحلية تحتوي على سعرات حرارية وتؤثر على سكر الدم، مثل العسل، أما النوع الثاني فهو السكريات الكحولية أو المحليات منخفضة السعرات، وهي مواد تحلية تحتوي على سعرات حرارية أقل من السكر، وتؤثر بشكل أقل على سكر الدم، مثل سوربيتول، وإيريثريتول، وزيليتول.


أما عن النوع الثالث والأخير، يقول: “المحليات الصناعية، وهي مواد تحلية لا تحتوي على سعرات حرارية ولا تؤثر على سكر الدم، مثل الأسبارتام، والسكرالوز، وقد تكون بدائل السكر الصناعية  مفيدة لبعض الأشخاص، مثل مرضى السكري أو من يحاولون خفض وزنهم، إلا أنها قد تحمل أيضا بعض المخاطر والآثار الجانبية”.


آثار جانبية

ونوّه "عبدالجواد" إلى الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام بدائل السكر الصناعية، وهي زيادة شهية التناول للأطعمة المحلاة والمُعالَجة، والتأثير على نشاط البكتيريا المفيدة في الأمعاء، بالإضافة إلى التسبب في اضطرابات هضمية، مثل الانتفاخ، والغازات، وإسهال، فضلًا عن تأثيرها على نظام التمثيل الغذائي وزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري من النوع الثاني.

واستكمل: "تؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان المثانة والدماغ والدم، كما تحدث تغييرًا في مستويات السكر في الدم والإنسولين، مما قد يؤدي إلى مقاومة الإنسولين أو انخفاض سكر الدم، فضلًا عن تأثيرها على المزاج والنشاط والذاكرة والتركيز، مثل الاكتئاب أو فرط الحركة أو نقص الانتباه أو صداع أو دوخة".

وتابع: "تؤثر بدائل السكر الصناعية أيضًا على على زيادة خطر التسوس، وصحة القلب والأوعية الدموية، وزيادة خطر الإصابة بالجلطات والنوبات، لذا نوصي دائمًا بالحذر في استخدام هذه البدائل، والتقليل من استهلاك السكريات المضافة بشكل عام، والاختيار بحكمة ووعي".

وفي ختام الحديث، شدد استشاري أمراض السكري، على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع، يحتوي على سكريات طبيعية من الفواكه والخضروات والحليب، وشرب الماء أو المشروبات غير المحلاة، وفي حالة الشك أو الحيرة، يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للحصول على المشورة المناسبة.