رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا أمن مصر الغذائى.. الدستور فى جولة داخل حقول ومصانع «شرق العوينات»

حقول شرق العوينات
حقول شرق العوينات

- مصر تقتحم موسوعة «جينيس» بأكبر مزرعة نخيل للتمور فى العالم وأكبر «حوض رى»

- زراعات ضخمة من المنتجات الزراعية.. وإنشاء مصنع لإنتاج البطاطس محليًا وللتصدير

 

 

من نافذة الطائرة التى قطعت نحو ١٠٠٠ كيلومتر من القاهرة حتى مشروع «شرق العوينات» القائم بمحافظة الوادى الجديد، والقريب من الحدود الليبية السودانية التشادية- بدت رمال الصحراء، كطبيعتها، صفراء.. لكن ذلك اللون الذهبى كان على سنابل القمح الذى أتى موسم حصاده، لتسابق مصر به الزمن والأزمات العالمية محاولةً تقليل الاستيراد من القمح، وتحقيق الاكتفاء الذاتى للبلاد.

فى شرق «العوينات»، التى زارتها «الدستور»، كل شىء كان أخضر، حقول دوار الشمس والنباتات العطرية والفاكهة، كأنها معجزة من الخالق ساعدت فى تحويل الأراضى الصحراوية إلى مشروع قومى بعرق وجهد المصريين، بقيادة سياسية تعى أهمية المناطق الاستراتيجية فى شرق العوينات وتوشكى والفرافرة وغيرها من المناطق التى باتت تعمل ضمن منظومة تأمين الإنتاج، لتكون قاطرة الأمل لمصر وشعبها.

واللافت للانتباه أن القوات المسلحة، وعبر «الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية» التابعة لـ«جهاز الخدمة الوطنية»، لم تكتف فقط بزراعة المحاصيل فى هذه المناطق، بل تم إنشاء مصنع «سمايلى فرايز» لتحقيق الاستفادة القصوى من محصول البطاطس هناك لإنتاج البطاطس نصف المقلية، لتوفير الاحتياجات المحلية والتصدير للخارج، كنواة لمنطقة صناعية فى «شرق العوينات».. لا سيما وأن المستثمر كان فى السابق ينقل محصول البطاطس لمسافة أكثر من ألف كيلومتر لتوزيع المنتج أو تصنيعه بأشكال مختلفة، من مزارع البطاطس بشرق العوينات للقاهرة والجيزة وباقى المحافظات، وكانت الخسائر للطن الواحد من البطاطس تقدر بنحو ٥٠٠ جنيه، بالإضافة إلى الهالك ولوجستيات النقل.

ويشمل مصنع البطاطس منظومة متكاملة، بداية من التقاوى ثم زراعتها وحصادها، نهاية بالتصنيع، مع العمل على توفير أحدث ثلاجة فى الشرق الأوسط لتقاوى القمح بطاقة استيعابية ٦٥ ألف طن تقاوى، وذلك بعد دراسات أجريت لتحديد أفضل الحلول الاقتصادية بالنسبة لنقل البطاطس الخام لمنطقة أخرى لتصنيعها، أو إنشاء المصنع فى شرق العوينات ليتم الاستقرار على إنشائه هناك نظرًا للجدوى الاقتصادية، لا سيما أن الطاقة الإنتاجية لإنتاج مصنع البطاطس نصف المقلية تبلغ ١٠ أطنان من البطاطس نصف المقلية فى الساعة، وطنين من البطاطس المهروسة، بإجمالى إنتاجية ١٢ طنًا فى الساعة.

وحسب جولة لـ«الدستور» فى مصنع البطاطس، فإنه ينتج البطاطس نصف المقلية والمهروسة دون أن تلمس يد بشرية البطاطس، حيث إن المنظومة مميكنة بالكامل، كما أنها وفق معايير الجودة العالمية، بعدما تم توفير ماكينات هولندية ونرويجية ومن عدة بلدان حول العالم تعتبر أحدث ما تم التوصل إليه فى هذا الصدد، والتى تعمل على إزالة الحصى بشكل آلى، وتقشير البطاطس بالبخار، والفرز الإلكترونى لإزالة أى بطاطس لم يتم تقشيرها، أو يوجد مشكلة فيها، وصولًا لتدريجها وتقطيعها بتقنية دفع المياه، مع إزالة البطاطس صغيرة الحجم ليتم توجيهها للهرس، مع الفرز الإلكترونى بعد التقطيع، ووجود مرحلتين للسلق.

ويرتبط مشروع شرق العوينات بمدينة ٦ أكتوبر مرورًا بالداخلة والفرافرة، كما أنه مربوط بأسوان مرورًا بمدينة توشكى، كما يتم العمل على القطار السريع، الذى سيضم محطة رئيسية فى مدينة توشكى.

أما إنتاجية المشروع فستوجه للسوق المحلية والتصدير، ولم يكن ذلك ليحدث لولا الطفرة الكبيرة المحققة ضمن المشروع القومى للطرق، لا سيما أن المستثمرين كانوا يعانون مشاكل فى النقل من شرق العوينات وتوشكى والفرافرة، لكن تلك المشكلة باتت جزءًا من التاريخ بعدما تحولت وباتت كطرق القاهرة.

وقال مسئولو المشروع، لـ«الدستور»، إنه قد تم الانتهاء من استصلاح ١٩٠ ألف فدان فى منطقة شرق العوينات، لافتين إلى أنه من المخطط زيادتها لـ٢٢٠ ألف فدان بنهاية العام الجارى ٢٠٢٣، بمجموعة من أجود المحاصيل الاستراتيجية التى تحتاجها البلاد، وأبرزها محصول القمح، موضحين أنهم بدأوا استصلاح الأراضى الصحراوية فى منطقة «شرق العوينات» أواخر تسعينيات القرن الماضى، بـ١٠ آلاف فدان.

كما تم استصلاح ٨٠ ألف فدان خلال الفترة من أواخر التسعينيات حتى ٢٠١٢، وصولًا لاستصلاح ١٠٠ ألف فدان فى الفترة من ٢٠١٤ حتى نهاية عام ٢٠٢٢، بإجمالى ١٩٠ ألف فدان، مع استصلاح ٣٠ ألف فدان إضافية من المقرر حصادها خلال شهر أكتوبر المقبل، كما أنه من المخطط استصلاح ٦٠ ألف فدان إضافية عام ٢٠٢٤، ليبلغ إجمالى المساحة المزروعة فى «شرق العوينات» ٢٨٠ ألف فدان نهاية العام المقبل.

وتشمل المنتجات، حسب مسئولى المشروع فى شرق العوينات، محاصيل استراتيجية تحتاجها مصر، مثل القمح والبطاطس وعباد الشمس لإنتاج الزيوت وغيرها من المحاصيل المهمة، موضحين أن هذا المشروع يتكامل مع مشروعات الشركة الوطنية لاستصلاح الأراضى فى توشكى، والتى تم تكليفها بها فى يناير ٢٠١٧، حيث تم الانتهاء من استصلاح ٢٥٠ ألف فدان فى توشكى، وتمت إضافة ١٠٠ ألف فدان فى أول ٥ أشهر من العام الجارى، ليبلغ إجمالى المساحة المستصلحة فى توشكى فى آخر ٥ سنوات ٣٥٠ ألف فدان.

ولفت المسئولون إلى الانتهاء من استصلاح ١٥٠ ألف فدان إضافية حتى نهاية العام الجارى، بإجمالى نصف مليون فدان تم استصلاحها فى توشكى، ومن المقرر استصلاح ١٥٠ ألف فدان فى عام ٢٠٢٤، ليبلغ إجمالى المساحة المستصلحة هناك ٦٥٠ ألف فدان بنهاية العام المقبل.

وتستعد شرق العوينات، أيضًا، لبدء موسم حصاد القمح بمساحات شاسعة فى منطقة شرق العوينات، ليس ذلك فقط، بل إنه من المرتقب الإعلان عن دخول مصر موسعة جينيس للأرقام القياسية العالمية برقمين جديدين، وذلك فى أكبر حوض رى فى العالم، وأكبر مزرعة نخيل للتمور فى العالم تشمل مليونًا و٥٠٠ نخلة، والتى ستنتج أكثر من ٥٠ نوعًا من التمور، ومن المقرر الوصول لنحو ٢.٣ مليون نخلة مزروعة مع الانتهاء من العام الجارى.

وتبلغ مساحات القمح المزروعة ٣٠٤ آلاف فدان قمح حتى الآن، بإنتاجية بين ٧٠٠ و٧٥٠ ألف طن، ومن المقرر إضافة ٢٣٠ ألف طن قمح بحلول أكتوبر المقبل، لتبلغ الإنتاجية قرابة ٥٣٠ ألف طن قمح، بإنتاج يتجاوز المليون طن، وتعمل «الشركة الوطنية» على ترشيد استهلاك المياه، عبر استخدام أساليب الرى الحديثة، والعمل على توفير الكميات التى تحتاجها المحاصيل الاستراتيجية باستخدام محطات الرى الحديثة التى عملت عليها الدولة، لمجابهة تحدى الفقر المائى الذى تواجهه مصر.

وأعلن مسئولو المشروع، عبر «الدستور»، عن ترحيبهم بالقطاع الخاص والمستثمرين ممن يسعون للتعاون مع الشركة.

استئناف تصدير النحل المصرى إلى السعودية

أعلنت وزارة الزراعة، أمس، عن اسئناف تصدير أول شُحنة من النحل المصرى إلى المملكة العربية السعودية، وذلك فى إطار الاهتمام بملف تصدير نحل العسل للخارج، مع تفعيل إجراءات الحوكمة والرقابة وتطوير منظومة التتبع الإلكترونى للشحنات المُصدرة عن طريق مكتب الحجر البيطرى التابع للهيئة العامة للخدمات البيطرية بمطار القاهرة الدولى. يأتى ذلك نظرًا لما تتمتع به سلالات نحل العسل المختلفة الموجودة داخل مصر من صفات إنتاجية متميزة، حيث تتم تربيتها وتحسين أدائها وفقًا للممارسات الجيدة التى تضمن سلامتها وخلوها من الأمراض وارتفاع مستوى إنتاجيتها. قال الدكتور إيهاب صابر، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إن التصدير جاء بعد قيام الأطباء البيطريين التابعين للهيئة العامة للخدمات البيطرية بتوقيع الكشف عليها وفقًا للقوانين الصحية البيطرية، حيث ثبُتت سلامتها ومطابقتها المواصفات الفنية وخلوها من أى إصابات.