رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حكموا عليها بأكل ديك رومي".. كواليس تصوير فيلم " ليلى"

عزيزة أمير
عزيزة أمير

الذين يذكرون بداية تاريخ السينما المصرية، يذكرون بلا ريب فيلم "ليلى" فهو أول فيلم مصري كامل مثلته وأنتجته فقيدة السينما، عزيزة أمير، وقد لاقت الفقيدة من المصاعب والمفآجات الطريفة، ومنها حكاية الديك الرومي.

فيلم ليلى 

حدث منذ بداية العمل في فيلم " ليلى" أن أسندت مهمة تصويره إلى أحد الهواه، وقد كان يقوم بالتصوير بالحركة البطيئة، فلما عرضت الأجزاء التي صورت من الفيلم، ظهر أن الممثلين يتحركون بسرعة كبيرة فإذا مشي الممثل مثلا، بدا وكأنه يجري، وإذا تكلم بدا كأنما شفتيه ترتعشان، واضطرت عزيزة أمير إلى إعادة تصوير الفيلم الجديد، بعد أن أسندت مهمة التصوير إلى مصور إيطالي.

تصوير مناظر خارجية للفيلم

وبحسب ما جاء في مجلة الكواكب، كان على مخرج هذا الفيلم والممثلين، أن ينتقلوا إلى الريف، بقرب هرم سقارة لتصوير بعض المناظر الخارجية للفيلم، فلما حطوا رحالهم هناك، تجمع القرويون حولهم، وراحوا يستطلعون الكاميرا، فلم يعرفوا أنهم يلتقطون صورا، أخذوا يندسون عنوة بين الممثلين لكى يظهروا في الصورة.


ولم تقتصر مضايقة الفلاحين على هذا، بل كانوا كلما أوهمهم المصور أنه التقط لهم صوره يطالبونه باستلامها فورا، كما يفعل المصورون الجوالون.


وحدث في أثناء اندماج عزيزة أمير في التمثيل أمام الكاميرا، أن أسرعت نحوها إحدى القرويات وأمسكت بها، وراحت تتفرس فيها شكل غريب، فلما رأت الدهشة على وجه عزيزة، قالت لها: “ما تخافيش يا ست، أنا أصلي حامل، وعايزة أخلف بنت حلوة زيك تمام”.


وبالطبع “باظ” المشهد، كما “باظت” أعصاب عزيزة بسبب القروية الجريئة، وحدث مرة أخرى أثناء التصوير، أن اقتحم المشهد شيخ معمم، وأمرهم غاضبا بأن يكفوا عن التصوير، لأنه حرام، وعبثا حاول الجميع إقناعه بأن التصوير من الفنون الجميلة، وأن الله يحب الجمال، وأخيرا لم يجدوا بدا من الانتقال إلى مكان آخر.


على أن أظرف ما حدث، حينذاك أن علم عمدة سقارة بوجود هيئة الفيلم على مقربة من عزبته، فأرسل مندوبه إليهم يدعوهم إلى بيته ليتناولوا طعام العشاء.


ولم تجد عزيزة أمير ومن معها غضاضة في تلبية دعوة العمدة الكريمة، وتوجهوا إلى منزله حيث استقبلهم الرجل بمنتهى التكريم والترحيب، ومدت لهم مائدة عشاء حافلة بما لذ وطاب من أصناف الطيور والفطائر الفلاحي.

قسم العمدة بأكل الديك الرومي
وكان العمدة أثناء تناول الطعام يداوم الإلحاح على عزيزة بأن تتناول ما يقدمه لها بيده من الأطعمة، حتى شبعت، فأرادت أن تنهض عن المائدة، ولكن العمدة أصر على أن تتناول مزيدا من الطعام، وعادت عزيزة تحاول التخلص، وتقسم بأنها لم تعد تستطيع تناول أي شي، وفجأة صاح العمدة بكرمه الحاتمي طب على الطلاق لا أنتى واكله الحته الديك ده.

العمدة يحلف بالطلاق

 وأشار العمدة إلى الديك الرومي الذي كان ما يزال بكامله تقريبا على المائدة، وأسقط في يد عزيزة، ولم يعد أمامها حل للمشكلة بعد أن أقسم العمدة بالطلاق إلا أن تأكل الديك، ولكن كيف تستطيع ذلك؟.
وانقلبت العزومة إلى “عكننة” شديدة، إذ لم تجد عزيزة وزملائها حل سوى أن يبيتوا في بيت العمدة، حتى تأكل الديك كله، كي لا يقع بيمين الطلاق الذي أقسمه العمدة الكريم جدًا.
وظل الجميع في بيت العمدة يومين، حتى أتت عزيزة على الديك، فأوفت بذلك عقوبتها.