رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالتزامن مع زيارة البابا.. ما هو تاريخ نشأة الرهبنة القبطية؟

كنيسة
كنيسة

قال البابا  تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال زيارته الكادينال ماريو جريك سكرتير سينودس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية، إن الهرم الثالث في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الرهبنة فالراهب الأول في العالم هو القديس أنطونيوس الكبير ومازال وديره موجود بالبحر الأحمر والرهبنة في الكنيسة رهبنة حيه سواء رهبان عبادة وصلاة.
 

وفي هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عن نشأة الرهبنة القبطية
 

وفقًا لموقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: أنه في القرن الثاني وفي عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس (138 ـ 161 م) تأتي أقدم الإشارات التاريخية عن وجود نُساك بوادي النطرون، حيث كان القديس فرنتونيوس ومعه سبعون ناسكاً يتواجدون بوادي النطرون راغبين في التقشف والعزلة، وفي بدايات القرن الرابع كانت نشأة الرهبنة القبطية، التي تعتبر هي الأم لكل رهبانيات العالم.

وتابع، في سنة 250م خرج القديس الأنبا بولا (حوالي 234 ـ 341م) قاصداً حياة الوحدة وكان عمره حوالي 16 سنة، وعاش في حياة الوحدة الكاملة حوالي 94 سنة، وقبل نياحته تقابل مع القديس الأنبا أنطونيوس سنة 341م، وتنيح وله من العمر حوالي مائة وعشر سنين، ويعتبر هو أول السـواح في مصر عموماً.

وأوضح أن في سنة271م القديس الأنبا أنطونيوس الكبير (251 - 356م) أب رهبان العالم ومؤسس الحياة الرهبانية وكوكب البرية اعتزل حياة العالم، وفي سنة 285م يعبر النيل تجاه الصحراء الشرقية، وهو ابن 35 سنة ليسكن في منطقة بسبير شرق النيل (مكان دير الميمون بالقرب من بنى سويف حالياً) وعاش هناك حوالي عشرين عاماً فى عزلة، وفي سنة 289م تعمق في الصحراء الشرقية، وفي سنة 305م خرج من وحدته الكاملة ليقود أول جماعة رهبانية (كينوبيون).

وتابع، وفي سنة 310م دخل القديس الأنبا باخوميوس (292 ـ 348م) في حياة الرهبنة، وفي سنة 318م أنشأ القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة أول جماعة رهبانية منظمة (أول دير) في طبانسين قرب فاو (في منطقة قنا في الصعيد الأعلى)، وفي سنة 315 اعتزل الأنبا آمون (أمونيوس) الكبير العالم، وفي سنة 325م أسس حياة الرهبنة في جبل نتريا (البرنوج)، ثم امتدت الرهبنة جنوباً إلى منطقة القلالي حوالي سنة 338م وكان من أشهر آبائها القديس مكاريوس الإسكندري (296 – 394م)، وفي سنة 340م تقريباً انطلق القديس أنبا مقار (مكاريوس) الكبير (300 ـ 390م) إلى الأسقيط بعد توحده لمدة عشر سنوات على أطراف إحدى القرى.

وأوضح، وقد قام القديس الأنبا مكاريوس الكبير بزيارة القديس الأنبا أنطونيوس مرتين، المرة الأولى عام 343م، والثانية عام 352م، وقد تتلمذ على يدي القديس مكاريوس الكبير القديسان مكسيموس ودوماديوس ابنا الامبراطور فالنتنيان الأول (364 ـ 375م) إلا أنهما تنيحا وهما فى سن الشباب، وكانا هما أول من تنيح من الرهبان في الأسقيط حوالي سنة 380م وجاء كثيرون وسكنوا حول مغارتيهما ببرية شيهيت وسموا ذلك الموضع دير الروم (برموس) وبني القديس مكاريوس الكبير كنيسة عظيمة في ذلك الموضع هى أول كنيسة بنيت في برية شيهيت، وأزدهرت الحياة الرهبانية في برية شيهيت، ولم تأت نهاية القرن الرابع الميلادي إلا وكان هناك أكثر من خمسة آلاف راهب في برية شيهيت وحدها.

وتابع، في الربع الأخير من القرن الرابع ، توجه كثير من الآباء والرحالة والمؤرخين إلى برية شيهيت للتعرف على الحياة الرهبانية، ففي سنة 373م زار نتريا والقلالى وشيهيت المؤرخ الإيطالي روفينوس (345 ـ 410م) ، ومعه القديسة ميلانية الكبيرة الإسبانية، وفي سنة 383 م زار مصر أيفـاجريوس البنطي ( 345 ـ 399م) ، وفي سنة 385 م زار نتريا القديس جيروم (ايرونيموس) (342 ـ 420م) ومعه القديسة باولا الإيطالية، وقد قام بلاديوس (364 ـ 431م) صاحب "التاريخ اللوزياكى"، والذي كان راهباً بجبل الزيتون بأورشليم بزيارة منطقة القلالي سنة 391م وظل بها لمدة تسع سنوات، والقديس يوحنا كاسيان (350 /360 ـ 440/ 445م) زار برية شيهيت سنة 399م، وغادرها مع صديقه جرمانوس سنة 400م، فانتقلت الرهبنة بسرعة مذهلة من مصر مهد الرهبنة المسيحية إلى ربوع العالم.
 

أضاف، كما ظهرت في القرن الرابع أيضاً تجمعات رهبانية أخرى فىي بسبير (دير الميمون قرب بني سويف)، وأوكسيرنكوس (البهنسا)، وأنطينوي (قرب قرية الشيخ عبادة بملوي)، وليكوس (بالقرب من أسيوط)، وشنوبسكيون (منطقة قصر الصياد بالقرب من قنا)، وغيرها.

ومن أشهر آباء الرهبنة في القرن الخامس القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين (333 ـ 451 م)، وبلغ عدد الرهبان والراهبات التابعين لأديرته حوالي 4 أو 5 آلاف، ويعتبر أكثر من أثري الأدب القبطي بكتاباته وعظاته باللغة القبطية.

وتابع: ومن قديسي القرن الخامس: القديس الأنبا بيشوي (320 ـ 417م) حبيب مخلصنا الصالح الذي توحد في شيهيت لمدة 57 سنة، والقديس الأنبا أرسانيوس (354 - 445م) معلم أولاد الملوك، الذي كان معلماً لأركاديوس وهونوريوس ابنا الأمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير (392 ـ 395م)، وقد صار أركاديوس إمبراطوراً (395 ـ 408م)، والإمبراطور أركاديوس هو الذي شيد بازيليكا ضخمة عند قبر القديس مار مينا العجايبي، وقد وصفت هذه البازيليكا لعظمتها، بأنها الأكروبول المسيحي القديم.