رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هجرة اضطرارية.. التغيرات المناخية تسببت فى اختفاء وظائف عدة عالميًا

تغير المناخ
تغير المناخ

في الآونة الأخيرة، ارتفعت مخاطر التغيرات المناخية على مستوى العالم بشكل ملحوظ، ولم يعد تأثيرها مقتصرًا على النظام البيئي والصحي فقط، بل امتد ليشمل تهديدات أخرى من حيث فقدان فرص العمل المختلفة، واللجوء للهجرة الاضطرارية في ظل الأزمة الراهنة.

وفي تحذيرات رسمية، صدرت عن منظمة العمل الدولية بالقاهرة، في نوفمبر ٢٠٢٢، تبين أن التغيرات المناخية لها تأثيرات ملحوظة على فقدان فرص العمل عالميًا؛ بسبب اختفاء وظائف عدة، وصعوبة استحداث وظائف جديدة في الوقت الحالي.

وأكدت المنظمة أنه رغم تضمين اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015 مواد تشير إلى استحداث وظائف جديدة تتماشى مع أزمة التغيرات المناخية الحالية، إلا أن الظروف الاقتصادية التي شهدتها دول العالم في الفترة الأخيرة جعلت تنفيذ الأمر صعبًا للغاية.

تداعيات سلبية


من جانبه، يقول يحيى عبدالجليل، خبير التغيرات المناخية، إن هناك علاقة وثيقة بين أزمة البطالة وتغير المناخ؛ لأنه كلما قل استخدام الاقتصادات المتقدمة للعمالة، زادت الموارد والطاقة التي تستخدمها، الأمر الذي يلعب دورًا كبيرًا في زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ويوضح "عبدالجليل"، في حديثه مع "الدستور"، أن هناك دراسات علمية سابقة أشارت إلى الآثار المحتملة لتغير المناخ على الاقتصاد الزراعي في مصر في عامي 2030 و2060، بالإضافة إلى قيمة الممتلكات التي يمكن أن تتضرر بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.

ويتابع: "تم تقدير الزيادة في عدد الوفيات وتقييم هذه الخسائر من تغير المناخ الناجم عن انخفاض جودة الهواء وزيادة الإجهاد الحراري، فضلًا عن خسائر السياحة من زيادة الحرارة وفقدان الشعاب المرجانية".


انخفاض ملحوظ

ويستكمل خبير التغيرات المناخية حديثه: "تشير التقديرات إلى أن الإنتاج الزراعي سينخفض ​​بنسبة 8٪ إلى 47٪ بحلول عام 2060، مع انخفاض العمالة المرتبطة بالزراعة بنسبة تصل إلى 39٪، ما يخلق دافعًا لدى العاملين في قطاع الزراعة للهجرة الاضطرارية في ظل الأزمة المناخية الراهنة".
ويضيف: "الإجهاد الحراري يمثل مشكلة أكبر بالنسبة للعمال الذين يبذلون جهودًا بدنية وأكثر بالنسبة للعاملين في الهواء الطلق، والعاملين في الزراعة والبناء، وفي جمع النفايات، وفي قطاعات السياحة والرياضة".
ويشرح "عبدالجليل": "تؤثر أيضًا التغيرات المناخية على العاملين في مصانع النسيج في المناطق الحارة، حيث لا يوجد مكيف للهواء، في ظل تنفسهم هواء القطن الذي من المحتمل أن يصيبهم بأمراض تنفسية، إن لم يتوخوا الحذر في ارتداء الأدوات الوقائية، كما تؤثر أيضًا بشكل ضئيل على العاملين في المكاتب".

ويختتم: "حتى وقتنا هذا، لا توجد حلول قوية من أجل مواجهة تأثر العمالة بالتغيرات المناخية الطارئة، كما يوجد عدد كبير من العاملين في القطاعات المختلفة لا يدركون معنى تغير المناخ أو كيفية التعامل مع تداعياته".

تحذيرات رسمية


ووفقًا لآخر إحصائية في عام 2022 من منظمة العمل الدولية، تحدثت عن وجود 73 مليون عاطل، من آثار التضرر بسبب التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن الاحترار المستمر للكوكب سيغير عالم العمل بشكل كبير بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أن يؤدي الاحترار العالمي إلى زيادة الإجهاد الحراري المرتبط بالعمل، وإلحاق الضرر بالإنتاجية والتسبب في فقدان الوظائف، بما يعادل 80 مليون وظيفة بدوام كامل.