رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاهرة بعيون ناقد مغربى.. وهذه أسبابه فى أن "مصر أم الدنيا"

فؤاد زويريق
فؤاد زويريق

منذ تأسيس مدينة القاهرة وهي قبلة القاصي والداني من أطراف الدنيا الأربع، ولم يقتصر سحر القاهرة والشغف بها على الرحالة أو السياح من الدول الأجنبية، بل امتد للأشقاء العرب من المحيط إلي الخليج.

 

وفي كتابه «خواطر في حب القاهرة .. رحلتي إلي المحروسة»، يرصد الناقد الفني المغربي فؤاد زويريق أهم المعالم المصرية، سواء على مستوى البشر أو الحجر، عن المطبخ المصري وأهم أكلاته، شارع المعز ولمحات من الحارات المصرية، صور من الحياة المصرية اليومية، اللهجة المصرية وسحرها وسرها.

 

ويستهل «زويريق» كتابه مشيرًا إلى "المصري يبقي مصريا، فمصري ذاك الزمن هو مصري هذا الزمن، تغير الزمن وبقي المصري على حاله لم يتبدل ولم يتغير فيه شىء، طيب وشهم، مسالم ومتسامح، هو من أكثر الشعوب التي تماهيت معها وشعرت بأنني أستنشق نفس هوائها، وأرتشف نفس ثقافتها وهويتها. 

 

ويلفت «زويريق» إلى: إلى حد الآن سافرت مرتين إلي القاهرة، المرة الأولى كانت زيارة للتعارف، والمرة الثانية للاستكشاف، استكشاف كل التفاصيل الصغيرة، والجزيئات الدقيقة… تركت العنان لقلبي حتي يخط بأحاسيسه كل ما يشعر به. 

 

مصر ليست الأهرامات أو النيل أو المهرجانات الفنية أو الملتقيات الثقافية، مصر ليست هي الفنادق الفخمة والملاهي الليلية كما يعتقد بعض النخب العربية، مصر أرقي من ذلك بكثير، مصر لحم ودم وقلب يعشق ولا يكره، مصر شعب عظيم يدمن الإنسانية .

 

ــ لهذه الأسباب مصر أم الدنيا

وعن لقب «أم الدنيا» وكيف يفسره "زويريق" يقول: من باب المطار تلبسك تدريجيا عبارة «مصر أم الدنيا» وقبل نهاية رحلتك تجد نفسك أكثر إيمانا بها من المصريين أنفسهم. ليست هناك خلطة سحرية أو سر كما اعتقدت، اختلافها يبقي في كونها أما كباقي الأمهات، قدرتها علي احتوائك، علي معانقتك، علي احتضانك، علي عدم تركك تشعر بالغربة بين  أحضانها، على حنانها الذي يظهر جليا علي ملامح ناسها، علي طيبوبتها التي تجدها في معاملات أبنائها لك، علي دفئها المتدفق في كل ركن من أركانها .. هذا ما يجعلها أما وبلدا متميزا عن غيره. 

 

مصر ليس بلد ككل البلدان، بلد بروح ومشاعر وأحاسيس، مصر خلقت واختيرت دون باقي أخواتها حتي تحمل مشعل الأمومة، كي تكون أما، تلك الأم التي لا تفرق بين أهلها وضيوفها. 

 

ــ  نجيب محفوظ وأثره فى مسار فؤاد زويريق

وعن الملامح الثقافية لمدينة القاهرة يمضي «زويريق» مشددًا على: القاهرة من بين المدن القليلة جدا في العالم التي تنبض إبداعا وثقافة وتاريخا، تتجول فيها وبرفقتك أرواح شخصيات أدبية وفنية وإبداعية تحرسك وترشدك، انتمت إليها ذات زمن وأخرى ما زالت تنتشر فيها لحد الآن،  شخصيات مصرية أصيلة تجد بصماتها واضحة في كل ركن من أركانها، وفي كل شبر من أرضها، ورغم كثرة وتعدد واختلاف هذه الشخصيات فإنني اخترت شخصية نجيب محفوظ ذاك المبدع العبقري الذي كان له الأثر الكبير في مساري الأدبي، اختياري له لم يكن اعتباطا، بل من أجل أن أجتر في حضوره تاريخ حارات هذه المدنية، هو الذي برع في وصفها والكتابة عنها، أردته أن يبوح لي بسر افتتانه بعوالمها وفضاءاتها، أردته أن يصف لي شخوصها الشريرة والخيرة علي حد سواء، أردته أن يرسم لي لوحات تتغني بمفاتنها الفاطمية والخديوية، أردته أن يأخذني في جولة بين ميادينها وشوارعها، أردته أن يفك لي طلاسم خان الخليلي، وأن يشرب معي فنجان قهوة صباحية مصرية في مقهاه، مقهي الفيشاوي.

 

زيارتي  للقاهرة جعلتني أعيد مجددا قراءة كل روايات نجيب محفوظ، تلك التي جعلت حسي الثقافي المبكر ينتمي إلي وطن يعج بالحياة، فكيف لثلاثيته أن تفارقني؟ وكيف لـ«زقاق المدق» أن يتركني؟ وكيف لـ«خان الخليلي» أن يغادرني؟.

خواطر في حب القاهرة .. رحلتي إلي المحروسة
خواطر في حب القاهرة .. رحلتي إلي المحروسة