"كثيرون يغفلون عن معرفتها".. كيف اهتمت مصر بإنشاء عيادات لاضطرابات النوم؟

ربما لم يعرف الكثيرون أن الدولة لم تكتف بالرعاية الصحية الخاصة بالأمراض المعروفة، ولكنها اهتمت كذلك بالتخصصات التي لم يعرفها الكثيرون على الرغم من أهميتها، مثل اضطرابات النوم، التي  شهد الجميع ما تسببت فيه من قتل الفنان مصطفى درويش في فاجعة هزت المجتمع المصري، بعد أن كتب منشور على “الفيسبوك” يقول فيه: "هو أنا الوحيد اللي مش عارف أنام" ليفاجئ ذويه بموته إثر أزمة قلبية مفاجئة.

إذ أطلقت وزارة الصحة عيادات لعلاج اضطرابات النوم بعدد من المحافظات كان أحدثها ما أعلنت عنها مؤخرًا محافظة الشرقية والكائنة في مستشفى الصدر بالزقازيق، والتي تعمل بأحدث أجهزة طبية فى هذا التخصص.

ما هي اضطرابات النوم؟

اضطرابات النوم، تعرف بأنها اضطرابات عقلية لأنماط نوم الإنسان أو الحيوان، وقد تكون اضطرابات النوم خطيرة لدرجة تتعارض مع الوظائف الحيوية، والاجتماعية، والعاطفية للمصاب إذ أنها تؤثر على صحة الإنسان، وتسبب العديد من المضاعفات التى تصل لخطر الوفاة.

جمال فرويز: لابد من التوعية بوجودها وأماكنها

وعن إطلاق عيادات النوم في مصر، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب التنفسي في تصريح خاص لـ"الدستور" إن أمر في غاية الأهمية ولكن ينقص زيادة وعي المواطنين به، مشيرًا إلى أنه مازال الكثير من المواطنين لا يعرفون عن تلك العيادات شيئًا على الرغم من وجودها منذ عدة سنوات وتقديمها الخدمات بأعلى جودة.

أما عن "اضطراب النوم"، أوضح فرويز أنه لا يعد مرضًا بحد ذاته ولكنه عرضًا مصاحب للعديد من الأمراض، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الحالات التي تندرج جميعها تحت اسم "اضطراب النوم" مثل عدم النوم بشكل نهائي أو النوم بشكل مفرط فيه في أي وقت ودون رغبة الإنسان، وكذلك النوم عدد ساعات قليلة ثم عدم القدرة على النوم مرة أخرى، وأيضًا التأخير في النوم يعد أيضًا اضطرابً به، وكذلك المشي أثناء النوم، وغيرها من الاضطرابات.

أما عن عدم عدم النوم بصورة نهائية والحديث الكثير في عدة موضوعات، أوضح فرويز أنها ترجح الإصابة بمرض الهوس، بينما النوم المفاجئ ودون رغبة الشخص وفي أي مكان يرجع في الغالب حسب فرويز إلى الإصابة بأحد أنواع مرض الصرع.

بينما الأشخاص الذين ينامون لساعات قليلة ثم يستيقظون ولا يستطيعون النوم مرة أخرى فغالب الأمر إصابتهم بمرض الاكتئاب حسب فرويز.

ولفت إلى أن كافة هذه الترجيحات تصح ولكن إذا تم استبعاد الأسباب الفسيولوجية لاضطرابات النوم مثل نظافة مكان النوم وملائمة درجة الحرارة، عدم تغيير مكان النوم، وتناول المكيفات بكثرة، وكذلك عدم المرور بأوقات تدعو للقلق مثل فترات الامتحانات وغيرها.

وتابع فرويز أن عدد ساعات نوم الطفل الرضيع هي 18 ساعة والتي تقل تدريجيًا من 7:9 ساعات حتى سن 25 سنة، ومع الكبر في العمر يقلل عدد ساعات النوم الطبيعية التي ينبغي الالتزام بها إذ أنه كل 5 سنوات تقل عدد سنوات النوم نصف ساعة، إذ أن معدلات الحركة تتفق طرديًا مع زيادة عدد ساعات النوم، ومع الكبر بالعمر تقل الحركة فبالتالي تقل عدد ساعات النوم.

وأكد الطبيب النفسي أن هذه الاضطرابات لها علاج ويمكن بسهولة أن تعمل مراكز وعيادات اضطرابات النوم على تقديم العلاج للمصابين، مما ينتج عنه تقليل أعداد الإصابات بالمتوفين بالأزمات القلبية نتيجة اضطراب النوم، مؤكدًا ضرورة التوعية المستمرة من جانب الدولة بوجود هذه العيادات والإعلان عن أماكن تواجدها باستمرار بدلًا من استمرار معاناة الأشخاص المصابين باضطرابات النوم، أو اللجوء إلى وصفات مجهولة قد تكون ضارة من قبل بعض أنصاف الأطباء وغير المتخصصين.

أول عيادة حكومية متخصصة في علاج النوم بمصر

وكانت قد أسست مستشفى الطب النفسي ومكافحة الإدمان بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة منذ عدة سنوات أول عيادة لعلاج اضطرابات النوم "بطب النوم" لعلاج الأرق والشخير.

وتتكون عيادة طب النوم من سرير بسيط وجهاز لرسم المخ أثناء النوم وجهاز آخر لضبط معدل التنفس أثناء النوم ومنع الشخير، وفيها يبدأ الكشف بتحدث الطبيب مع المريض عن حالته الصحية والمشاكل التي يعاني منها أثناء النوم، وكذلك المشاكل النفسية التي يمر بها، والتاريخ المرضي لأسرته وعدد أفراد أسرته الذين يعانون من الأرق، وأيضًا عدد ساعات النوم للمريض، هل يشرب المريض القهوة أو الشاي، كما تقدم العيادة خدمات كثيرة "بنقدم خدمات كتير منها رسم مخ كامل أثناء النوم، ورسم لحركة العين أثناء النوم ورسم العضلات، وتحديد نسبة الأكسجين في الدم ورسم قلب وقياس مستوى التنفس وحاسات لضغط الدم، تخرج نتائج الفحوصات على الكمبيوتر والذي يضم ملف كامل بحالة المريض.

كذلك وفي عام 2020 أعلنت الصفحة الرسمية لجامعة عين شمس عام 2020 عن تقديم خدمة طبية متكاملة إذ وفر مستشفى عين شمس التخصصى عيادة أمراض النوم، ونوهت الجامعة عبر بيانها أن اضطراب النوم يمكنه التأثير على صحتك العامة وسلامتك ونوعية حياتك كما يزيد خطورة حدوث مشكلات صحية أخرى وبالتأكيد تجاهلك المشكلة قد يتسبب في تفاقمها.