رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاة عائشة التيمورية.. ماذا قالت مي زيادة عن شعرها؟

عائشة التيمورية
عائشة التيمورية

تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتبة والشاعرة عائشة التيمورية التي ولدت في 1849 وتوفيت 1902. 

كان والد عائشة هو إسماعيل تيمور باشا وهو رجل علم وسياسة وثقافة، وحينما لمس منها ميلًا مبكرًا نحو الكتابة والقراءة منحها من وقته للتعليم وأحضر لها اثنين من الأساتذة؛ أحدهما يعلمها الخط والقرآن والفقه، والآخر يعلمها الصرف والنحو واللغة الفارسية. 

مي زيادة وعائشة التيمورية

وكتبت الكاتبة اللبنانية مي زيادة عن الأديبة الراحلة كتابًا حمل عنوان "عائشة تيمور"، معتبرة أن الحديث عن شخصية نسائية غنية مثل عائشة يتيح التطرق إلى موضوعات عدة في الأخلاق والأدب والاجتماع. 

وتحدتث زيادة في كتابها عن كتابات عائشة التيمورية من شعر ونثر، ولكنها قالت إن الأديبة الراحلة كانت تتكلم بلهجة الرجل، وذلك يرجع إلى عادة الضغط على المرأة وإخراس صوتها، كما أنها قلدت الرجل في معانيه وفي لهجته لأن الرجال احتكروا جميع أنواع القدرة والإبداع والتفوق، واستحوذوا على جميع مناحي السلطان والسيطرة والنفوذ. 

وأشارت زيادة إلى أنه رغم ذلك، فإن الطبيعة النسائية ظهرت عند عائشة في الخجل الذي يُشعر المرأة أحيانًا بالضآلة أمام من تحب، كما يشعرها بأن هذا الرجل الذي اختارته هو الذي يملأ الدنيا حياة ويفيض عليها النور.

مرجع الفضل إلى التيمورية

وقالت زيادة عن الكاتبة الراحلة: إذا قُدر للمرأة المصرية أن تلج باب الشعر والأدب وتمعن في المسير في ما وراءه من فسيح المسافات، كان مرجع الفضل إلى التيمورية التي نشرت أول علم في الجادة غير المطروقة، وبكرت في إرسال الزفرة الأولى أيام كانت تكتم الزفرات وكان إرسال الصوت في عالم الأدب يحسب للمرأة عارًا وجريمة. 

وتابعت: “يوم ينمو الأدب النسائي في هذه البلاد فيجيء حافلًا بحياة فنية غنية، ستظل أناشيد عائشة؛ هذه الأناشيد الساذجة، لذيذة محبوبة كترنيمة المهد القديمة التي همهمت لنا بها أمهات أمهاتنا، شجية مطلوبة كشدو القصب القائل في ظلِّ النخيل: إن وراء المشاغل والهموم، يلبث القلب البشري معذبًا بظمأ لا يرتوي، مثقلًا بحنين لا يعرف الاكتفاء والنفاذ”.

لم تتعمق في فكرة أو في عاطفة

ولفتت زيادة إلى أن عائشة في شعرها لم تتعمق في فكرة أو في عاطفة، بل اكتفت بالناحية المطروقة ورضيت بالتعبير المألوف، ومع ذلك فهي المرأة المصرية الوحيدة في عصرها التي أقدمت على ما لم تدرك أهميته يومئذ مئات الألوف من النساء ومن الرجال أيضًا.

وأوضحت أن أشعار عائشة الأخلاقية تعتمد على إعطاء نصائح لتشرح ماذا تعني بالأخلاق الحسنة، ومنها عدم الركون إلى المملقين، وترك البخل والقناعة وحفظ اللسان، كما أنها تحدثت عن الراحة الكبرى التي توجد في الصلاة والالتجاء إلى الله، وهذه العاطفة وصلت ما بين شعرها الأخلاقي وشعرها الديني. 

وتابعت زيادة: “نحن من شعر عائشة الأخلاقي في دائرة صغيرة لا تنفحنا بمتين الحجة أو بمكتمل الرأي القائم بنفسه، بل نعثر فيها على الكلمات المسكنة من صبر وتجلد وإنذار بأن الأيام متقلبة لا تدوم على حال”.