رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عفيفى فى صالون "الدستور": الدراما التاريخية أمن قومى.. ويجب مراجعة هذه الفتوى

دكتور محمد عفيفي
دكتور محمد عفيفي فى صالون الدستور الثقافي

رحب المؤرخ الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة بدعوة جريدة "الدستور" للمشاركة فى الندوة الأولى من صالونها الثقافى بعنوان "الدراما والتاريخ"، نظرًا لأهمية هذا الموضوع فى الوقت الراهن. 

وأكد عفيفي ان الدراما تعد من موجبات أمن قومي؛ نظرًا لطبيعة المنافسة الإقليمية فى تقديم هذا النوع من الدراما ليس فقط سوريا أو تركيا ولكن إيران، خاصة وأنها متقدمة جدًا على مستوى وجود أبرز المتخصيين فى مسالة الماكياج التاريخي هم فى إيران.

وبسؤال الدكتور محمد عفيفي هل عندما أقبل مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهرعام 1972 على إصدار فتوى حرم بموجبها تمثيل الصحابة وآل البيت و"الخلفاء الراشدين" والعشرة المبشرين بالجنة في المسلسلات التليفزيونية أثر بشكل كبير على تراجع إنتاج هذا النوع من الأعمال، قال إن التاريخ الذى صدرت فيه الفتوى هو تاريخ مفصلى ملىء بالتحولات سواء فى مصر أو فى الأقليم، وصعود التيارات الدينية الوهابية ومواجهة الشيوعية، مشيراً إلى أن "الفتوى هى ابنة عصرها"، ومع ذلك فالفتوى متجددة.

وأضاف "عفيفي"، خلال ندوة "الدراما والتاريخ" ضمن فعاليات "صالون الدستور الثقافي" بقاعة ندوات "الدستور"، أمس الاثنين، أن الآن أصبح الأمر مختلفا عما قبل، بدليل أن السعودية تستعد لإنتاج مسلسل عن معاوية بن أبى سفيان، وهو تحول خطير ومهم وهو ما يجعلنا نطالب بضرورة إصدار فتوى جديدة من مجمع البحوث الإسلامية لإيجاز الأعمال الدرامية التاريخية، وهو عبء يقع عليه، ومع ذلك أتصور أنه قادر على ذلك فى ضوء المتغيرات والتحولات التاريخية التى تشهدها المنطقة ككل.

وانعقد الصالون الثقافي لمؤسسة “الدستور” بقيادة الإعلامي الدكتور محمد الباز رئيس مجلسي إدارة وتحرير الدستور، وبحضور المؤرخ والأكاديمي الدكتور محمد عفيفي، والمؤرخ والأكاديمي الدكتور جمال شقرة، والكاتب والسيناريست محمد هشام عبية، وقدم الندوة الكاتب الصحفي والباحث الأكاديمي حسام الضمراني.

تناولت الندوة نظرة المؤرخين الأكاديميين لعودة الدراما التاريخية مرة أخرى بقيادة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وأوجه الاتفاق والاختلاف بين الاعتماد على المتخيل التاريخي فى الأعمال الدرامية التاريخية مقابل الاعتماد على مراجع أكاديمي متخصص فى الحقبة التاريخية محل التناول فى الأعمال الدرامية.

كما تناولت الإجابة على سؤال “هل وجود مراجع تاريخي يعطي ضمانة لعدم وقوع في أخطاء تاريخية.. وهل يسهم صناع الدراما في الخلط بين التاريخ والدراما”.

فى الوقت نفسه، قدم ضيوف الندوة إجابات على العديد من التساؤلات حول المطلوب من أعمال درامية تاريخية الفترة المقبلة، وتصوراتهم فيما يتعلق بالميزانيات الضخمة لإنتاج هذه الأعمال الدرامية التاريخية، وهل نحن فى حاجة إلى أن تتماس الدراما التاريخية مع واقعنا المعاصر أم لا، كما ناقشت الندوة المسافة ما بين التاريخي والمتخيل، ورؤية المؤرخين تجاه الأعمال التاريخية التى تقدم طرحا مزورا للشخصيات والأحداث والتاريخية وكيفية مجابهتها.