رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نزار قبانى فى ذكرى وفاته: هذه مشكلتنا مع الشعر القديم

نزار قباني
نزار قباني

بينما تحل ذكرى وفاة الشاعر العربي البارز نزار قباني، نسترجع رأيه في مشكلات الشعر القديم حسبما رآه ورؤيته لأسباب تفوق الشعر الحديث عليه، لا سيما وأنه كان أحد أبرز رواد القصيدة الحديثة عربيًا.  

مشكلة الشعر القديم

رأى قباني أن المشكلة في الشعر القديم أنه منح الشكل الأهمية الكبرى والتركيز على الغلاف الخارجي للفظة بحيث فقدنا قيمنا الإبداعية في الزخرفة.

وتابع: "الشعر الجديد أو المعاصر كان من أعظم فضائله أنه خفف ديكتاتورية الحرف واللفظة، إنه كسر القالب الجبسي الذي فرض علينا أجيالًا، وأقام تعادلًا بين المضمون والغلاف الخارجي، فظن الشاعر المعاصر أنه كسر القالب الصيني الذي كان يعيقه عن الحركة، ولم تعد اللفظة لديه إلا بعيدة، وقد تخلى أيضًا عن الازدواجية في حياته الداخلية ومن النفاق الاجتماعي وأصبح أكثر ارتباطًا بجوهر الحياة وبالقضايا التي تحيط به محليًا وعالميًا". 

موسيقى الشعر

وعن الموسيقى في الشعر قال: الإنسان هو الذي يخلق موسيقاه، والذي سمح للشاعر العربي القديم وهو في ظروفه البدائية التي تعلمها أن يخلق موسيقاه يسمح للشاعر العربي المحاط بإطاره الحضاري الجديد أن يصنع هو الآخر موسيقاه.

وأضاف: لا أعني بخلق موسيقى الشعر خلق أشياء من العدم، وإنما أؤمن أنه بالإمكان استعمال بحور الشعر العربي وتفعيلاته مفاتيح صوتية يمكن أن نركب منها معادلات موسيقية لا حصر لها. 

جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت بالمشاركة مع شعراء آخرين من بينهم أدونيس وأنطون كرم، والتي حملت عنوان "قيمة الشعر العربي الحديث على الصعيد العالمي"، ونشرت بتاريخ 01 يناير 1967 في مجلة "الآداب". 

مميزات القصيدة الحديثة

وعن مميزات القصيدة الحديثة مقارنة بنظيرتها القديمة، قال قباني: أريد أن أسجل نقطة أخرى من مميزات القصيدة المعاصرة إنها استطاعت أن تزيل الازدواجية بين اللغة المحكية واللغة القاموسية، وهذا ربما كان من أعظم الأعمال التي حققتها القصيدة المعاصرة فهي باعتمادها لغة الحوار العامي أنهت حالة الانفصام في داخلنا وهكذا تلوح هذه القصيدة اليوم وكأنها بعض وجودنا.  

ومما قاله الشاعر أنطون كرم عن الشعر الحديث، واتفق معه فيه نزار قباني، قوله: أعتبر أن منجزات هذا الشعر تختصر في استرجاع هوية الشاعر بعد أن ازدوجت شخصيته قرونًا طويلة، وتعميق القضية المتعلقة بالفرد والقومية والإنسان، واستنباط الشكل الشعري الملائم لتجربته والمنبثقة عنها، واعتباره أنه ملتزم في عصر حامل الرسالة، وتبدل الأبعاد التخييلية وتوسيعها وتصيد الظلال من المعاني والتدرج في المفهوم الغيبي.