رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تخليدًا لدور العمال في أمريكا.. قصة الاحتفال بعيد العمال

عيد العمال
عيد العمال

في يوم 1 مايو من كل عام يحتفل العمال في كافة أنحاء العالم بعيدهم السنوي، إذ يعد هذا اليوم احتفال نقابي تنظمه الحركات العمالية في العالم، كما تفرضه الدولة يوم إجازة رسمي في المؤسسات العامة والخاصة.. لكن لماذا جاء الاحتفال بعيد العمال في الأول من مايو كل عام؟. 

بعد الحرب الأهلية فى الولايات المتحدة، حدث توسع كبير فى مجال الإنتاج الصناعي، إذ كانت شيكاغو واحدة من أهم المراكز الصناعية الأمريكية آنذاك، فالعمال الذين يعد غالبيتهم من أصول ألمانية يحصلون على أجر لا يزيد على 1.5 دولار يوميا، ويعملون بمعدل لا يقل عن 10 ساعات يوميا، لمدة 6 أيام فى الأسبوع، وسرعان ما أصبحت المدينة مكانا لانتعاش التجارة والصناعة.

رد فعل أرباب العمل أنذاك كان سيئًا للغاية، إذ طردوا العمال من أعمالهم ووضعوا العمال المنتمين إلى نقابات في قوائم سوداء كي يمنعوا تشغيلهم في أي مكان، كما مارسوا بحق العمال أفعالا عنصرية. 

خلال فترة الكساد بين عامى 1882 و1886، كانت المنظمات الاشتراكية فى الولايات المتحدة ونقابات العمال عاملا هاما في اشتداد الصراع بين أرباب العمل والعمال، وفى الرابع من مايو، احتشد العمال فى الميدان فى مسيرة بدأت سلمية وبحضور قيادات عمالية نقابية وبمشاركة نحو 3000 عامل، ووجدوا أمامهم أعداد كبيرة من عناصر الشرطة.

وبعد ساعاتٍ، طالب رجال الشرطة بفض الاحتجاج، وأصر القيادى العمالى البريطانى صامويل فيلدن أن الاحتجاج سلمي، وخلال المحادثة المشحونة، انفجرت قنبلة يدوية الصنع بين الحشود، فقتل 12 شخصا، من بينهم عدد من أفراد الشرطة وكانت النتيجة اعتقال السلطات الأميركية 8 أشخاص من المتظاهرين، وبعد التحقيق تبين أن أحدهم صنع القنبلة.

صدر الحكم سريعًا بإعدام 7 منهم، بينما حكم على الثامن بالسجن 15 عاما، وأصدر حاكم حاكم إلينوى قرارا بتخفيض الحكم على 2 من المحكومين بالإعدام إلى حكم بالسجن المؤبد، بينما انتحر ثالث وهو فى السجن، بينما تم إعدام الأربعة الآخرين شنقا، وذلك فى الحادى عشر من نوفمبر 1887.

بعد ذلك أصبحت هذه الأحداث أصل الاحتفال بعيد العمال العالمى فى الأول من مايو، بحسب المؤرخ وأستاذ الدراسات العمالية وليام أدلمان.

جدير بالذكر أن مصر بدأت رسميًا فى الاحتفال بـ"عيد العمال" فى الأول من مايو 1964، بعد قرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، باعتبار هذا اليوم عطلة رسمية، وإقامة احتفال يتمثل فى إلقاء الرئيس خطابا سياسيا أمام قيادات النقابيين من العمال.