رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: القاهرة أدارت الإجلاء باحترافية.. وتكاتف الأجهزة سر النجاح

السودان
السودان

أشادت مجموعة من الخبراء بنجاح مصر فى إجلاء المواطنين من السودان، رغم الظروف الصعبة هناك والاشتباكات المستمرة، مؤكدين، لـ«الدستور»، أن الدولة تعاملت بحكمة مع هذا الملف.

قال الدكتور محمد مصطفى أبوشامة، خبير الشئون العربية، إن أجهزة الدولة بذلت مجهودات كبيرة للتعامل بحكمة مع الوضع المعقد فى السودان منذ اندلاع الأزمة الداخلية هناك، موضحًا: «جرى تشكيل مجموعة عمل، قوامها مختلف الوزارات والأجهزة المعنية، لتوفير ممرات آمنة لعبور ١٠ آلاف مصرى إلى أرض الوطن سالمين».

وأضاف «أبوشامة» أن إعلامنا الوطنى- ممثلًا فى قناتى «القاهرة الإخبارية» و«إكسترا نيوز»- ينقل مشاهد من وصول المصريين عبر معبر أرقين الحدودى، على مدار الساعة، وشاهدنا مصر تساعد جنسيات أخرى فى العبور بسلام، ووفرت لهم الدولة سبل الراحة والأمان، وفى مقدمتهم الأشقاء السودانيون.

ولفت إلى أن مصر تتحرك وفقًا لخطة محكمة للتعامل بشكل مناسب مع هذه الأزمة، بهدف حقن الدماء فى السودان، والمحافظة على البلد الشقيق من تداعيات هذه الاضطرابات الداخلية فى سياق حماية أمن مصر الإقليمى.

وأوضح أن معركة المصير التى تواجه السودان غير معروفة نهايتها، فالأحداث تتلاحق بصورة يصعب معها التنبؤ بما هو قادم، ولا شك فى أن عمليات إجلاء هذا العدد الكبير من المصريين محفوفة بمخاطر كثيرة، لكن ثقتنا فى أجهزة الدولة كبيرة.

وتابع: «ندعو الله أن يحفظ الشعب السودانى، الذى يواجه مأساة إنسانية كبيرة فى ظل تراجع حاد فى الخدمات ونقص فى المواد الغذائية وتوقف معظم المستشفيات عن العمل».

من جهته، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الجهود التى بذلتها مصر لإجلاء رعاياها من السودان تعكس قدرة وإمكانات الدولة وامتلاكها كل الوسائل اللوجستية القادرة على ضمان أمن المصريين فى الداخل والخارج.

وأضاف «أحمد»: «هذه العملية تمت باحترافية، وكانت مصر من أوائل الدول التى أجلت رعاياها، خاصة الجنود الذين كانوا فى مهمة تدريب مشتركة مع القوات المسلحة السودانية، ما عكس قوة مصر».

وأوضح أن هذه الجهود عكست حرص مصر على رعاياها فى الخارج، وقدرتها على تأمين عودتهم وتوفير كل سبل الأمن والاستقرار لهم، فمصر دائمًا فى كل المواقف الصعبة وفى كل التحديات تكون حريصة على تأمين عودة أبنائها إلى بلدهم.

وتابع: «عملية إجلاء المواطنين من السودان مستمرة، بسبب وجود عدد كبير من المواطنين المصريين فى السودان، وتخضع لتقييم الأوضاع الأمنية، ومصر حريصة على ألا يصاب أى مصرى بمكروه، سواء من المواطنين العاديين أو من الدبلوماسيين».

وأشار إلى أن التحدى الأخير الذى يواجه مصر والدول الأخرى هو حالة الوضع الأمنى فى السودان واستمرار الاشتباكات، ما يهدد بوجود مخاطر أمنية على عملية الإجلاء عبر الجو، فى ظل ضرب مطار الخرطوم ومخاطر الملاحة الجوية وتوقفها فى السودان، إضافة إلى صعوبة النقل البرى بسبب طول الطرق وتعرضها للقصف أو وجود عمليات مسلحة عليها قد تعرض الرعايا للخطر، وكلها موضوعات تتعامل معها مصر بحرفية فى ظل تكاتف كل أجهزة الدولة بتوفير سبل الأمن للرعايا.

واعتبر أن كل المؤشرات فى السودان تؤكد أن الطرفين فى السودان يتجهان إلى التصعيد، وأن فرص حل الأزمة فى المدى القصير تبدو ضئيلة فى ظل الرهان على الخيار العسكرى واستمرار الاشتباكات، ووجود عمليات كر وفر والسيطرة على المقرات السيادية.

وقال: «لا تزال الأوضاع تتفاقم مع دخول المعارك أسبوعها الثانى، والدول الغربية بدأت تقلق بشأن قدرتها على إنقاذ الدبلوماسيين من هناك».

وتابع: «الجيش السودانى لن يقبل الهزيمة، وسوف يحافظ على الدولة، وبالتالى فى ظل الأوضاع الأمنية المعقدة قد تطول الأزمة، وهذا قد يؤثر سلبًا على عمليات الإجلاء».