رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثون: زيارة البابا تواضروس للفاتيكان حدث تاريخى وفريد جدًا

البابا تواضروس
البابا تواضروس

يتأهب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لزيارة روما والفاتيكان فى الفترة من 9 إلى 14 مايو المقبل، ليلتقي بابا الفاتيكان البابا فرنسيس فى صباح يوم 10 مايو، فى لقاء يجمع بين رأسي الكنيستين.

وقال ماركو الأمين باحث في التراث الكنسي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن زيارة البابا تواضروس لروما وإلقاءه كلمة أمام جموع الشعب فى الفاتيكان حدث تاريخي وفريد جداً، يعيدنا بالذاكرة لوقت ما كان اثناسيوس رئيس أساقفة الإسكندرية فى روما، ونقل لهم خلاصة الفكر اللاهوتي السكندري والصوفية الأرثوذكسية.

وتابع الباحث في التراث الكنسي أن البابا تواضروس الثاني سيزور روما كسفير عن كنيسة الإسكندرية يقدمها بحب لكل مسيحيي العالم ويعرفهم بها وبجمالها، وواحدة من أهم الأحداث بعد إلقاء الكلمة العامة، وهو أنه لأول مرة أي قائد ديني غير كاثوليكي يقيم قداسا داخل كاتدرائية يوحنا لاتران.

وتابع: إن العلاقات بين روما والإسكندرية تشهد فى عهد فرنسيس وتواضروس ملحمة تاريخية وفصلا عظيما غير مسبوق، وهي نتاج للتقارب الكبير الذي بدأ على عهد القديس كيرلس السادس وتجلى الآن فى احتفال رؤساء أقدم كرسيين رسوليين بيوم الصداقة والمحبة التي تجمعهما.

- كمال زاخر: زيارة البابا تواضروس تجدد التواصل مع الفاتيكان

من جهته، قال كمال زاخر المفكر القبطي، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: نتطلع فى الزيارة القادمة للبابا تواضروس أن ينتصر فى اتجاه التوافق الإيماني بحسب رغبة السيد المسيح التي أعلنها فى صلاته الأخيرة كما سجلها القديس يوحنا فى إنجيله.

وأضاف "زاخر" أنه تأتى زيارة البابا تواضروس الثاني للفاتيكان فى سياق مشوار طويل ممتد الى حبرية البابا كيرلس السادس، والذى تواصل مع البابا بولس بابا الفاتيكان، وتوافقا على عودة رفات القديس مرقس لمصر، وأوفد لهذا الغرض وفدا رفيع المستوى برئاسة الأنبا مرقس مطران أبوتيج (الراحل) وعاد الوفد ومعه الرفات المقدسة يوم الاثنين ٢٤ يونيو ١٩٦٨ وكان فى استقباله قداسة البابا كيرلس بمطار القاهرة.

وتابع: فى عهد البابا شنودة الثالث يتجدد التواصل مع الفاتيكان ويسافر قداسة البابا إلى الفاتيكان فى زيارة تاريخية تدفع جهود التواصل، وكانت فى مناسبة مرور ١٦٠٠ عام على رحيله، ووقّع البابا شنودة اتفاقاً يقر باتفاق الكنيستين فى العديد من القضايا اللاهوتية التى كانت محل خلاف بينهما، وعاد البابا إلى مصر ومعه الرفات يوم ١٠ مايو ١٩٧٣، وبعد مرور ٤٠ عاما على هذه الزيارة يقوم البابا تواضروس بزيارة الفاتيكان فى ١٠ مايو ٢٠١٣، وفيما يمكن اعتباره ردا للزيارة يزور البابا فرنسيس مصر ويعقد اتفاقا مع البابا تواضروس يؤكد ما سبق إعلانه، واتفقا على عدم إعادة معمودية كلاهما عند الأخرى، وهى جزئية قوبلت برفض عنيف من جناح المتشدد من مجمع الكنيسة فتم حذف هذه الفقرة وصدر الاتفاق بدونها.

وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع مرور عشر سنوات على الزيارة الأولى التي قام بها البابا تواضروس الثاني إلى الفاتيكان، وتحديدًا في 10 مايو 2013، والتي أتّت بعد أشهر قليلة من انتخاب البابا فرنسيس والبابا تواضروس.

وقد وصف البابا فرنسيس هذه الزيارة، في كلمته آنذاك، بأنّها "تقويّ روابط الصداقة والأخوّة التي تربط بالفعل كرسي بطرس وكرسي مرقس".