رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس يلتقي الشعب المسيحي في روما بساحة القديس بطرس

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

أجرى قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، صباح اليوم الأربعاء، مقابلته العامة مع الشعب المسيحي في ساحة القديس بطرس بروما.

وألقى البابا فرنسيس عظة خلال مقابلته مع شعب روما المسيحي قال خلالها: "نوجّه نظرنا اليوم لا إلى شخصية واحدة، بل إلى صفوف الشهداء، رجال ونساء من جميع الأعمار واللغات والأمم بذلوا حياتهم من أجل المسيح. بعد جيل الرسل، كانوا هم بامتياز "شهود" الإنجيل. كان أوَّلهم الشماس اسطفانوس الذي رُجم خارج أسوار أورشليم".

تابع البابا فرنسيس، لكن لا يجب أن يُنظر إلى الشهداء كـ "أبطال" تصرفوا بشكل فردي، وكزهور تنبت في الصحراء، وإنما كثمار ناضجة وممتازة من كرم الله، الذي هو الكنيسة بشكل خاص، من خلال مشاركتهم المثابرة في الإفخارستيا، كان الروح القدس يقود المسيحيين لكي يقيموا حياتهم على أساس سر الحب هذا: أي على حقيقة أن السيد المسيح قد بذل حياته من أجلهم، وبالتالي كان بإمكانهم، لا بل كان عليهم، أن يبذلوا حياتهم من أجله ومن أجل الإخوة.

وأضاف: "يُسلِّط القديس أوغسطينوس غالبًا الضوء على ديناميكية الامتنان وتبادل العطايا المجاني. هذا على سبيل المثال، ما وعظ به بمناسبة عيد القديس لورنسيوس: "كان القديس لورنسيوس شماساً في كنيسة روما. حيث كان خادمًا لدم المسيح وسفك دمه هناك باسم المسيح. شرح الطوباوي يوحنا الرسول بوضوح سر العشاء الرباني قائلاً: "كما بَذَلَ المسيح نفْسَه في سَبيلنِا. فعلَينا نَحنُ أَيضًا أَن نَبذُلَ نُفوسَنا في سَبيلِ إِخوَتِنا". 

وتابع: لقد فهم لورنسيوس، أيها الإخوة، هذا كُلَّه. لقد فهم ذلك ووضعه موضع التنفيذ. وقد بادل فعلاً ما ناله على تلك المائدة. أحب المسيح في حياته، وتشبّه به في موته". هكذا شرح القديس أوغسطينوس الديناميكية الروحية التي كانت تحرِّك الشهداء.

أضاف الأب الأقدس يقول اليوم أيها الإخوة والأخوات الأعزاء نتذكر جميع الشهداء الذين رافقوا حياة الكنيسة.. فهم كما سبق أن قلت مرات عديدة، أكثر عددًا في زمننا مما كانوا عليه في القرون الأولى. ويذكرنا المجمع الفاتيكاني الثاني بأن "الاستشهاد الذي فيه يُصبح التلميذ شبيهاً بمعلمه الذي قَبِلَ الموت بكلّ حرية لأجل خلاص العالم، والذي يُصبح شبيهاً به في إهراق دمه لتعتبره الكنيسة عطيةً ساميةً، وامتحانَ المحبةِ المُطلق" إن الشهداء، تشبُّهًا بيسوع وبفضله، يجعلون عنف الذين يرفضون الإعلان مناسبة سُميا للحب، الذي يصل إلى حد مسامحة قَتَلَتِه.

تابع الحبر الأعظم: "يقول على الرغم من أن الاستشهاد "لم يُعط إلا لعددٍ قليلٍ، إنَّما على الكل أن يكونوا على استعداد ليعترفوا بالمسيح أمام الناس، وليتبعوه على درب الصليب عبر الاضطهادات التي لا تغيب في الكنيسة أبداً".. بهذه الطريقة يُظهر لنا الشهداء أن كلَّ مسيحي مدعو لكي يشهد للحياة، حتى وإن لم يصل به الأمر إلى إراقة الدماء، ولكي يجعل من نفسه عطيّة لله والإخوة تشبُّهًا بيسوع.

وأضاف الحبر الأعظم يقول أُريد أن مُذكِّرًا بالشهادة المسيحية الحاضرة في كل زاوية من زوايا العالم. أفكر، على سبيل المثال، في اليمن، أرض تجرحها منذ سنوات عديدة حرب رهيبة ومنسية تسببت في الكثير من الموتى ولا تزال حتى اليوم تجعل الكثير من الناس يتألَّمون، ولا سيما الأطفال. في هذه الأرض بالتحديد، كانت هناك شهادات إيمان منيرة، مثل شهادة الراهبات مرسلات المحبّة، اللواتي لا تزلن اليوم حاضرات في اليمن حيث تُقدِّمن المساعدة للمرضى المسنين والأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة. يستقبلنَ الجميع، من أي دين كانوا، لأن المحبّة والأخوّة لا تعرفان الحدود.

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول: “لنصلِّ إذًا لكي لا نتعب من أن نشهد للإنجيل حتى في أوقات الضيق. ليكن جميع القديسين والقديسات الشهداء بذار سلام ومصالحة بين الشعوب من أجل عالم أكثر إنسانية وأخوّة، في انتظار أن يظهر بالكامل ملكوت السماوات، عندما سيكون الله الكُلَّ في الكُل”.