رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الأعلى للآثار" يفتتح سبيل أحمد أفندى سليم وقبة الخلفاء العباسيين

وزيري
وزيري

افتتح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، اليوم الخميس، سبيل أحمد أفندي سليم بحي السيدة زينب، وقبة الخلفاء العباسيين بحي الخليفة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمهما وتطويرهما.

حضر الافتتاح الدكتور أبوبكر أحمد عبدالله، المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، ومحمود عبدالباسط، مدير عام مشروع القاهرة التاريخية.

وقال «وزيري» إن افتتاح اليوم يعد استكمالا لما شهده قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار من افتتاحات عدة في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يؤكد اهتمام وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، بافتتاح مزارات أثرية جديدة للسائحين الوافدين إلى مصر للاستمتاع بمعالمها الأثرية بصفة عامة، والإسلامية بصفة خاصة، ولا سيما تلك الواقعة في نطاق القاهرة التاريخية، لما تمثله من أهمية كمقصد سياحي متميز حول العالم.

من جهته، قال هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف المشرف العام على مشروع القاهرة التاريخية، إن أعمال الترميم التي تمت بسبيل أحمد أفندي سليم وقبة الخلفاء العباسيين جاءت في إطار مشروع إنقاذ مائة مبنى أثري، وتحت إشراف منطقة آثار جنوب القاهرة والإدارة العامة للقاهرة التاريخية.

وأضاف أن الأعمال التي تمت بسبيل أحمد أفندي سليم تضمنت معالجة الجدران واستبدال الأحجار التالفة، وإزالة الطبقات المستحدثة، ومعالجة الأرضيات والأسقف الخشبية، وصيانة وترميم العناصر الزخرفية والنصوص الكتابية، وترميم أشغال الرخام، بالإضافة إلى معالجة شبابيك التسبيل المعدنية وتأهيل الموقع العام، ورفع كفاءة شبكة الكهرباء والإنارة في جميع الفراغات الداخلية للأثر، فضلا عن إنارة الواجهات والساحة الخارجية (اللاند سكيب) بعد عمل سور حماية للأثر، ليكون واجهة تراثية للمنطقة ليعبر عن أصالة حي السيدة زينب، حتى يتسنى لقاطني المنطقة الاستمتاع بتغيير جمالي ومنظور بصري جديد وفارق بالمنطقة.

أما عن أعمال ترميم قبة الخلفاء العباسيين، فأشار سمير إلى أنها تضمنت معالجة الحوائط الحجرية بالتدعيم الإنشائي والتهوية، وترميم ومعالجة الأبواب الخشبية، ومعالجة الحوائط الحجرية، وإزالة الأملاح، وترميم ومعالجة الأشرطة الكتابية، والشبابيك الجصية، والسقف، فضلا عن أعمال الكهرباء ومنظومة الإضاءة بالقبة.

وقال الدكتور أبوبكر أحمد عبدالله، المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، إن سبيل أحمد أفندي سليم أنشأه أحمد أفندي سليم، نقيب الأشراف في عهد الوالي العثماني قرة محمد باشا، في المنطقة التي كانت تعرف قديماً بحكر الخازن، وذلك عام 1111هـ/ 1699م، ويتبع السبيل في تخطيطه النمط المحلي المملوكي في تخطيط الأسبلة، ويتكون من مساحة مستطيلة الشكل يتم الدخول إليها من باب مستطيل يؤدي يسارًا إلى حجرة التسبيل ويميناً إلى السلم المؤدي إلى الكُتاب الموجود أعلى السبيل. ويحتوي السبيل على واجهتين، ويعلو حجرة التسبيل الكُتاب الذي خصص لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم الخط والكتابة، ويطل على الشارع بواجهتين، كل واجهة تتكون من عقدين يرتكزان على عمود أوسط مثمن.

وعن قبة الخلفاء العباسيين، قال أبوبكر أحمد عبدالله إنها تتمتع بأهمية تاريخية وأثرية كبيرة، أنشأتها شجر الدر زوجة السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب، وذلك عام 640هـ/ 1241م، وكان الحوش الذي يوجد بداخله القبة يعرف في العصر الفاطمي بتربة بني المصلي، وتعتبر من أبدع القباب الضريحية بمصر، وتخلو القبة من أي نصوص كتابية تبين تاريخ الإنشاء، وهي عبارة عن مربع طول ضلعه تسعة أمتار ونصف تقريباً، تعلوها منطقة انتقال عبارة عن مثلثات كروية ذات أهمية خاصة نظراً لأصالتها وعدم تجديدها في عصور لاحقة. 

وأضاف أنه يزين جوانبها شبابيك جصية مغشاة بالزجاج الملون، كما أنها مزخرفة بألوان مائية على الجص بألوان متناسقة تتمثل في اللون الأخضر والأحمر والذهبي والأسود تعتبر قمة في الجمال والذوق الفني الرفيع، وتضم القبة الضريحية ثمانية توابيت، وعددا من شواهد القبور لاثنين من الخلفاء العباسيين، وستة شواهد لستة من أبناء الخلفاء العباسيين، وتسعة شواهد لأحفادهم، بالإضافة إلى شاهد قبر لابن من أبناء السلطان الظاهر بيبرس البندقداري.