رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهر الخير أيام الملكية.. حكاية مطعم فاروق لتقديم أشهى المأكولات للفقراء

مطعم فاروق الخيري
مطعم فاروق الخيري

يعرف شهر رمضان بأنه شهر الخير والبركات، وفيه تقام الصلاة وتقدم الذكاة والصدقات، وهو ما يكشفه لنا التاريخ، عن حكايات الرحمة ومساندة الفقراء، خاصة في هذا الشهر، ولهذا ستناول في السطور التالية، قصة أشهر مطعم خيري عرفته مصر أيام الملكية.

حكاية مطعم فاروق الخيري

يقع هذا أثر هذا المطعم، حاليًا، في شارع الجيش بمنطقة باب الشعرية، في محافظة القاهرة، وتعود قصة افتتاحه في عهد الملك فاروق، ليصبح أول مطعم  يقدم أشهى الوجبات للفقراء في القاهرة.

ووفقًا لجريدة المصور عام 1941، اهتم المطعم بناء على أوامر الملك، بتقديم أجود الوجبات والطعام للفقراء، في شهر رمضان، وتنوعت الوجبات فيه من اللحوم والفراخ وكلها بالمجان لغير القادرين من المصريين وأبنائهم، كما كان هناك طاقم، تم تعيينه خصيصًا للخدمة حسن المعاملة للمحتاجين وتقديم الوجبات لهم بأفضل طريقة.

مطعم فاروق الخيري

أما من يستطيع الدفع، فكان يقدم لهم المطعم، الوجبات بأسعار زهيدة، فكانت الفرخة كاملة بالرز والخضروات والسلطات سعرها تعريفة، وكان لا يخلو من موائد الطعام التي تفرد بطول ساحة المطعم لكل عابر سبيل، كما نشرت "المصور" حكاية عائلة قادمة من حي سكني بسيط وحتى وصولهم إلى مطعم الملك فاروق.

ورصدت المجلة حكاية الأسرة المصرية، أثناء تناولهم مختلف أنواع الطعام الشهي، بل وأخذوا بعض الطعام من اللحوم والأصناف المتنوعة، معهم للعودة به إلى المنزل، وذلك مجانًا.

ومؤخرًا، زار الملك أحمد فؤاد الثاني، ابن الملك فاروق، عددًا من المواقع الأثرية والمتاحف في مصر، وبعض المحافظات مثل الأقصر، ولم ينس زيارة مطعم والده الخيري.

مطعم فاروق الخيري

ماذا حدث للمطعم الآن؟

تم إغلاق المطعم الذى كان مقصدًا لكثير من الفقراء في مصر، بعد 20 عامًا من افتتاحه، وتأميم المكان ومصادرته عام 1952م الذي كان يعتبر ضمن أملاك الملك، حيث كان يموله بنفسه، ومن ثم لم يمكث الطهاة فيه طويلًا، لعدم الحصول على رواتب، فغادروه تاركين المكان فارغًا.

ثم تلاشت معالم المطعم الشهير، وتحول المكان إلى مبنى تابع "للشئون الاجتماعية" ليستخدم كمنفذ لصرف المعاشات، وبعدها تم نقل المنفذ وبقيت اللافتة المكتوب عليها "مطعم الملك فاروق الخيري" إلى اليوم، تلك اللافتة التي شهدت أحداثًا كثيرة في أيام الملكية.