رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمضان النجوم.. محمد الموجي يفطر في القسم بسبب "اللصوص الحمر"

محمد الموجي
محمد الموجي

عن ذكرياتهم مع شهر رمضان، نشرت مجلة "الكواكب" في عددها الـ 501، ذكريات لبعض أهل الفن مع شهر النفحات الروحية، ومن ضمن هؤلاء المبدعين، الملحن محمد الموجي، والذي استهل حديثه قائلًا: "كان هذا في عام 1946 وكنت أنا وزوجتي قد خرجنا في إحدي دور السينما في حفلة الثالثة، ركبنا ترام "2" لنعود إلى منزلنا في العباسية، والوقت رمضان، وأنا صائم، والترام مزدحم جدًا، وسبب ازدحامه هذه الجنود الحمراء للجنود الإنجليز الذين كانوا يلوثون أرض الوطن في هذه الفترة".

علقة ساخنة لعسكري إنجليزي على يد محمد الموجي 

باختصار وصل بنا الترام إلى ميدان الجيش، وفجأة سمعت صراخًا صادرًا من ديوان السيدات، وكان الصراخ يحمل صوت زوجتي قائلة: "ألحقني يا سي محمد.. حوش جوني يا سي محمد" وأسرعت في لمح البصر إلي مصدر الصوت، إلي زوجتي، فوجدتها منزوية تحتمي بركن العربة، وأحد الجنود الإنجليز يمسك بخناق الكمساري يحاول انتزاع حقيبة الإيراد من تحت إبطه، فرحت أفرق بينهما، ولكن الإنجليزي كان باردا بطبيعته لدرجة "التلامة" فقاتل كثيرا من أجل الحقيبة.. وفجأة وجدت عددا آخر من الجنود الحمر يتدخلون من أجل لصوصية زميلهم، فضربني واحد منهم لكمة أطارت صوابي، وبعدها فقدت صوابي فعلا، رحت بلا وعي أضرب الجندي الإنجليزي بكل ما أوتيت من حقد المواطن المصري المغلوب على وطنه.

ويمضي “الموجي” مضيفا: وتدخل بقية المصريين، فأشبعنا الإنجليز ضربا ولكما و"روسية" وفي زحمة الضرب، نظرت إلي زوجتي نظرة معناها: "أنزلي أنت روحي البيت" فنزلت.. وجاء البوليس فاقتادنا جميعًا إلى القسم وهناك ظل التحقيق حتى انطلق مدفع الإفطار، وتناولت طعام الإفطار في القسم.

ويشدد “الموجي” على: أنني رغم مضي ما يقرب من 15 عامًا على هذا الحادث، إلا أنني لا زلت استشعر حلاوة اللقمة التي أكلتها يومها، لقد كانت ممزوجة بطعم الانتصار على مجموعة من اللصوص الحمر.

ــ لماذا حقدت “كريمان” على رمضان؟

بدورها قالت الفنانة “كريمان” عن ذكريات طفولتها الرمضانية: منذ عشرين عاما، وكنت طفلة طبعا لم أعرف بعد ما هو شهر رمضان. وكان إحساسي به أن العربة الكارو تقف أمام بيتنا فيسرع الخادمان إليها، ويأخذان في إنزال الأكياس الكبيرة المليئة بالجوز واللوز والمشمش ولفات قمر الدين وأقماع السكر والدقيق، إلى آخر القائمة التي يسيل من أجلها لعاب طفلة في مثل سني.

أذكر أنني في أول شهر رمضان منذ عشرين عاما هجمت علي هذه الأكياس بكل فضول طفولتي لأخذ نصيبي من محتوياتها، ولست أدري حتي الآن لماذا نهرتني أمي قائلة: "لا يا حبيبتي، دا مش عشانك، دا عشان رمضان" واتغاظت جدا من "رمضان" هذا الذي أخذوا يحملون له كل هذه الأكياس ليضعوها له في ركن كبير من "الصندرة".

 وتخيلت “رمضان” يومها  رجلا عملاقا مفتول العضلات مبروم الشوارب، يرتدي جبة وقفطانا ويمسك بيده عصا كبيرة، وقررت أن أنتقم من هذا المنافس الخطير في شخص أمه. أجل كانت عندنا سيدة خادمة اسمها "أم رمضان"، فانتهزتها فرصة وحملت عصا أبي الكبيرة، ودخلت عليها الحمام وهي تقوم بغسيل الملابس، ثم أنهلت عليها ضربا. وأنا أصرخ مغتاظة: "أبقي خلي رمضان ينفعك بقي، خليه ييجي هنا وأنا أقطم لك رقبته.