رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فنلندا.. شوكة الناتو فى حلق الدب الروسى

الناتو
الناتو

أصبحت فنلندا، الجارة الشمالية الغربية لروسيا، رسميا، عضوا في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو ما يمكن اعتباره صفعة غربية للدب الروسي الذي قاد حربا مدمرة على أوكرانيا للحيلولة دون انضمامها إلى الحلف الذي يضم 30 دولة منها الولايات المتحدة.

وكان التخوف الروسي من انضمام كييف إلى الحلف، والحيلولة دون مجيء قوات وقواعد الناتو إلى الحدود الروسية، أبرز مبررات العملية العسكرية التي بدأتها موسكو في 24 من فبراير 2022، واجتياح الموج الأحمر أراضي الدولة الجارة، وانتزاع أقاليمها واحدا تلو الآخر.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قال إن: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قاد الحرب ضد أوكرانيا بهدف واضح لتقليص حجم الناتو.. واليوم يحصل على العكس تماما.

انتهاء حياد هلسنكي

ورغم تعرضها للغزو من قبل الاتحاد السوفييتي عام 1939، بقيت فنلندا على الحياد من الصراعات الدولية التي تلت الحرب العالمية الثانية، وانكفأت لتطوير قدرات جيشها وأسلحتها، لكن خارج التكتلات العسكرية الدولية، لكن الغزو الذي شنته موسكو على أوكرانيا العام الماضي دفع هلسنكي التي تتمتع بحدود بطول 1300 كم مع روسيا إلى الانضمام إلى الناتو.

الرد الروسي على إعلان انضمام فنلندا إلى حلف الناتو جاء متشنجًا، حين أعلن الرئيس الروسي، أن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، ما يعيد المخاوف المتزايدة من تحول النزاع في أوكرانيا إلى حرب دمار شامل، كأحد الخيارات الروسية في مواجهة ما تصفه بالتهديدات الأمنية لسيادتها عبر نشر قوات تابعة للناتو على حدودها.

أستاذ العلاقات الدولية الدكتور إسماعيل صبري مقلد، يرى أن انضمام فنلندا رسميا لتصبح العضو الحادي والثلاثين في حلف الناتو، أكبر وأقوى وأقدم تحالف عسكري دولي في التاريخ، وسوف يلقي انضمامها إلى الناتو بأعباء دفاعية ثقيلة ومكلفة على روسيا؛ نظرا لطول الحدود المشتركة بينهما، وذلك من إعادة نشر أسلحة وقوات وتعديل خطط واستراتيجيات دفاعية أصبحت تقتضيها هذه المتغيرات الأمنية الجديدة.

استراتيجية دفاعية

ويقول مقلد: مع انضمام فنلندا للناتو سوف يتزايد الاحتمال بأن  ينصب الحلف بعض قواعد أسلحته النووية داخل الأراضي الفنلندية بالقرب من الحدود الروسية؛ لتعزيز قدراته على الهجوم والردع، وبصورة لم يسبق لها مثيل، بعد أن تخلت فنلندا عن حيادها، وأصبحت حلقة مهمة من حلقات استراتيجية الناتو الدفاعية في أوروبا.

ويشير أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن ما تخوفت منه روسيا في أوكرانيا، وذهبت إلى الحرب عليها بسببه، وكان لا يزال مجرد احتمال لا أكثر، أصبح واقعا مؤكدا في فنلندا، وبدرجة أشد تهديدا لأمنها القومي من أوكرانيا. ولأن ما فعلته في أوكرانيا لن تستطيع أن تفعله في فنلندا بعد انضمامها للناتو لمخاطره وتبعاته الانتحارية الهائلة، وقريبا سوف تلحق بها السويد لتكتمل حلقات الحصار الغربي المضروب حولها، ولتصبح حينئذ في موقف أمني واستراتيجي أسوأ بكثير مما كانت فيه قبل حربها في أوكرانيا.