رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد رولد دال وجيمس بوند.. تعديلات لإزالة المحتوى العنصري من كتابات أجاثا كريستي

أجاثا كريستي
أجاثا كريستي

أشارت صحيفة "التليجراف" إلى أن أعمال كاتبة الغموض والجريمة الشهيرة أجاثا كريستي التي ولدت في القرن التاسع عشر وتوفيت في 1976، ستخضع  للتحرير والتعديل بما يتوافق مع الحساسيات الجديدة. 

وبينت التليجراف إلى أنه من المقرر أن تطلق دار النشر "هاربر كولينز" الإصدارات الجديدة من أعمال كريستي، والتي تشمل السلسلة الكاملة لألغاز ميس ماربل وروايات بوارو.

تعديلات غير مهمة 

لفت تقرير نشره موقع "reason" إلى أن التعديلات على الأرجح غير مهمة، مثلما هو الحال مع التعديلات الأخيرة لأعمال كاتب الأطفال رولد دال وإيان فليمنج مؤلف "جيمس بوند"، إذ ثمة عدد قليل من القراء يطالبون بهذه التعديلات من جهة أخرى، فإن القراء الذين يتم توظيفهم لإعادة كتابة النصوص ومنع الإساءة يجعلون الأعمال الأدبية أقل تنوعًا. 

 في رواية "الموت على النيل" لكريستي وصفت بعض الشخصيات بأنها نوبية، وهى المجموعة العرقية من منطقة النوبة في شمال إفريقيا، لكن التعديلات حذفت الوصف، وأيضًا حذفت كلمة يهودي في رواية "قضية استايلز الغامضة" والتي تشير إلى إحدى الشخصيات اليهودية بالفعل، فضلًا عن الخادم الذي تم تعيين كونه أسودًا ليصير في النسخة المعدلة بلا عرق على الإطلاق.

رأى كاتب التقرير أن ثمة اختلافًا بين تغيير الإشارات العرقية التي اختفت صلاحيتها أو الإشارات التي تسيء إلى جنس معين على وجه التحديد وبين حذف كل الإشارات إلى العرق التي تصف الشخصية، متسائلًا: من الذي يشعر بالإهانة بمعرفة عرق شخصية معينة؟ هل يجب أن تتوقف الكتب عن الاعتراف بالأفارقة واليهود والهنود؟

وتابع المفارقة الكبرى هي أن العديد من التقدميين غاضبون من محاولات الجمهوريين لإزالة الإشارات إلى شخصيات المثليين في المدارس والمكتبات العامة. فضلًا عن ذلك، فقد دفع أحد قوانين تقييد المحتوى العنصري في المدارس ناشرًا إلى حذف الإشارات إلى عرق "روزا باركس"؛ رائدة الدفاع عن حقوق السود في أمريكا. 

وعلق الكاتب على ذلك بقوله: هذه التصرفات من الجمهوريين حمقاء. إنها أيضًا نسخة طبق الأصل مما يفعله ناشرو الكتب بكريستي ودال وآخرين. 

كانت التغييرات التي أُدخلت على كتب دال قد قادت إلى انقسام المعجبين بأعماله حيث جادل البعض بأن إعادة كتابة الأدب الكلاسيكي شكل من أشكال الرقابة، ليرد الناشر بإعلانه أنه سيصدر نسختين؛ واحدة معدلة والأخرى كلاسيكية، كي يتسنى للقراء اختيار ما يلائمهم.