رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تاريخ الفتوات فى مصر».. الفيشاوى فتوة حى سيدنا الحسين

مقهى الفيشاوي
مقهى الفيشاوي

تتوزع خريطة الفتوات فى مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952، حيث كان هناك رجال هم الفتوات، بينما كان هناك بعض المناطق التى فيها النساء هن الفتوات.

أشهر فتوة في حي الحسين كان المعلم فهمي الفيشاوي، الذي تبوأ عرش الفتونة في الحي بعد معركة حامية الوطيس مع فتوة الحي السابق مهدي العجمي، والذى أقام بالإسكندرية بعد أن كبح جماحه، ولكن مهدى لم ينس ثأره عند فهمي فدبر له بعد أن رحل إلى الإسكندرية مكيدة محكمة الأطراف فأبلغ وزارة الحربية أن فهمى مطلوب للتجنيد وأنه يراوغ القسم ويختفى عن أعين رجاله فرارًا من عيون البوليس وبالفعل سلم فهمى للحربية بعد أن عثر عليه مختفيًا فى الجبل بواسطة اثنين من المخبرين أشهرا فى وجهه المسدس وقبضا عليه.

وبحسب محمد عبدالوهاب الشهير بـ"أوسكار"، الذى أعد بحثًا بعنوان "فتوات زمان" يقول: "تم تجنيد فهمي ولم يعد فى إمكانه النجاة من قيود الجندية إلا إذا دفع بدلًا عسكريًا قدره مائة جنيه، لكنه كيف يستطيع الحصول على هذا المبلغ الكبير وقد أصبح فى المعسكر بين الجنود لا يملك غير ثيابه وبضعة قروش. تسلل إليه واحد من أتباعه "مشاديده" فنام مكانه وفر هو هاربًا فى سواد الليل .. فطاف بهؤلاء الأتباع يجمع منهم المبلغ المطلوب ولم ينقض الليل حتى حصل على المبلغ كاملًا ورجع فى غفوة الفجر إلى مكانه وطلب فى الصباح الباكر مقابلة قوماندانه، ويعرض عليه المبلغ كى يصبح حرًا من الجندية ومتاعبها وسأله القومندان كيف حصل على هذا المبلغ وهو لم يفارق المعسكر فأجابه كان فى جيبى يا فندي ومن المدهش أن المعلم فهمى لم تقيد ضده سابقة واحدة".

وبدأ الفيشاوي حياته ببوفيه صغير، ثم أهدته إحدى الأميرات مساحة من الأرض عام 1760 وتم الترخيص له عام 1798 لبناء مقهى، وكان المقهى في بداية نشأته يتكون من ثلاث حجرات على مساحة 400 متر.

وتميز المقهى بتقديم مشروب الشاي، فبعد مائة عام من إنشاء المقهى أصبح مشروب الشاي من أشهر علاماتها، خاصة عندما انفرد بتقديم الشاي ...تعرض مقهى الفيشاوى لاستقطاع جزء كبير من مساحته بسبب توسيع ميدان الحسين وكان من رواد الفيشاوي منذ إنشائها جمال الدين الأفغاني، عمر مكرم، عبدالله النديم، عبدالعزيز البشري، ونجيب محفوظ الذي تم إطلاق اسمه على أحد أركان المقهى المصمم من الأرابيسك، وهو نفس الركن الذي كان يجلس به لكتابة أشهر رواياته.

وجاء توزيع خريطة الفتوات كالتالى: فى حى الناصرية كان هناك ثلاثة فتوات يتنازعون الحكم فيها، وهم: "أبوطاجن، وحسن الأسود، وأحمد منصور"، وفى باب اللوق والبلاقسة يوجد ثلاثة فتوات، هم: "عبده الجياشى، وفرج الزيني، ومرجان السقا"، وفى حى الحنفى "حسن جاموس، وحافظ الهواري"، وفى المحجر "حسن الخشن"، وفى الخطابة "حنفى حلوف"، وفى المغربلين "عزيزة القحلة وابنها محمد"، وفى قواديس وباب الخلق "المعلم محمود الفلكي"، وفى سوق السلاح "المعلم عبدالغنى"، وفى الدراسة "المعلم حسن كسلة"، وفى حى سيدنا الحسين "المعلم فهمي على الفيشاوي"، وفى العطوف "ابن وهدان"، وفى باب البحر "سيد عواد"، وفى الجمالية "أولاد منتهى، والمعلم بدوى العلاف وشقيقه على"، وفى الجيزة "المعلمة جليلة سكسكة"، وفى الإسكندرية "المعلم سلامة سلبو" فتوة اللبان، وفى رأس التين والسيالة "المعلم أبوخطوة"، وفى انسطاسى "المعلم زغلول".