رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير لـ«الدستور»: خفض تصنيف البنوك الأمريكية يهدد إدارة بايدن ويفرمل ارتفاعات الفائدة

بايدين
بايدين

قال أبوبكر الديب الخبير الاقتصادي، إن خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني تقييمها للنظام المصرفي الأمريكي من مستقر إلى سلبي على خلفية انهيار البنوك الثلاثة "سيليكون فالي وسيلفرجيت وسيجنيتشر" تمثل ضربة لمستقبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وتنذر بتراجع شعبيته وخاصة في إدارة الملف الاقتصادي، متوقعا أن تتسبب حوادث إفلاس البنوك الأمريكية في إجبار الفيدرالي الأمريكي على خفض أو تثبيت الفائدة في اجتماعه المقبل.
 

وأوضح الديب، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن قرار وكالة التصنيف الائتماني، يشكك في قوة القطاع المصرفي الأمريكي وقدرته على الاستمرار ما يمثل ضربة قاسية للاقتصاد الأمريكي.


وتوقع إصدار تقارير سلبية أخرى من المؤسسات الدولية المالية بشأن النظام المصرفي الأمريكي والسياسات النقدية التي تعالج من خلالها أزمة التضخم برفع أسعار الفائدة المتكرر، حيث إن سبب أزمة انهيار المصارف الأمريكية وعلى رأسها بنك سيليكون فالي ترجع إلى قرارات استراتيجية خاطئة لمسؤولي البنوك نفسها والسياسات النقدية التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي ما أدى إلى انهيار 3 بنوك جملة واحدة في غضون سبعة أيام هي: بنك سيلكون فالي وسيلفرجيت وسيجنتشر.
 

واستبعد تأثير إفلاس البنوك الأمريكية الثلاث على الدول العربية التي تودع أموالها السيادية الدولارية في الغالب لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لكن التداعيات الكاملة لم تتضح حتى هذه اللحظة خاصة في ظل عدم الكشف عن كامل العملاء أو البنوك التي ترتبط بالبنوك التي أعلنت إفلاسها وهو إجراء ربما تتخذه بعض البنوك أو الشركات للحد من حالة الهلع وفقدان الثقة.
 

وأشار إلى أن الودائع العربية مستثمرة بشكل آمن ضمن محفظة استثمارية قصيرة الأجل من جانب البنك المركزي الأمريكي ووفق أدلة الاستثمار القياسية التي تتجنب المخاطر المختلفة.
 

وذكر أن مصر على وجه الخصوص آمنة تماما من تداعيات زلزال بنك وادي السيليكون متوقعا أن يفرمل الإفلاس ارتفاعات الفائدة الأمريكية وكذلك الأوروبية والعربية، موضحا أنه لا تأثير سلبي لإفلاس بنك "سيليكون فالي" الأمريكي على القطاع المصرفي المصري، قائلا إن البنوك في مصر لا تمتلك أي ودائع أو معاملات مالية لدى "سيليكون فالي" المتخصص في تمويل الشركات التكنولوجية والناشئة.


وقال أبوبكر الديب، إن أزمة بنك وادي السيليكون تمثل زلزال اقتصادي وقد تتسبب في فرملة ارتفاعات الفائدة الأمريكية التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي منذ أشهر لمواجهة التضخم لكنها ستكون ذات تأثير محدود على الاقتصاد العالمي  الذي اكتسب خبرة كبيرة وأصبح لديه مناعة مستبعدا تكرار سيناريو إفلاس بنك ليمان براذرز عام 2008. 


وأوضح أن إفلاس البنك كان نتيجة للفائدة المبالغ فيها وتصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي مؤخرا أمام الكونجرس الأمريكي باستمرار ارتفاع الفائدة خلال الفترة المقبلة حيث يعد بنك وادي السيليكون Silicon Valley Bank المعروف اختصارا باسم SVB من أكبر البنوك الرائدة في تمويل الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا والابتكار في وادي السيليكون والعالم وتأسست الشركة المالكة لبنك وادي السيليكون في عام 1983 وهي تتخصص في توفير خدمات التمويل للشركات الناشئة والمتوسطة في قطاعات التكنولوجيا والاتصالات والرعاية الصحية والطاقة المتجددة والخدمات المالية.
 

وأكد أن بنك وادي السيليكون SVB لديه خبرة واسعة في تمويل الشركات الناشئة ودعمها في مختلف مراحل نموها بدءا من التأسيس حتى طرح أسهمها للاكتتاب العام ويوفر البنك الذي يعتبر أكبر ممول للشركات الناشئة للعملاء خدمات مختلفة من بينها الحسابات المصرفية والتمويل الرأسمالي والائتمان والخدمات المصرفية الاستثمارية.


وذكر أن أهم مميزات البنك هي الخدمات الاستشارية والتدريبية التي يقدمها للشركات الناشئة ومساعدة هذه الشركات على تحقيق أهدافها التجارية والتمويلية كما يوفر التواصل مع عديد من المستثمرين والشركاء.


وأضاف أن البنك متخصص في إصدار التقارير والأبحاث المتعلقة بالتكنولوجيا للشركات الناشئة والمستثمرين وهي مصدر معلومات مهم لفرص الاستثمار.


ولفت إلى أن هذا لزلزال يمثل أكبر انهيار مصرفي منذ الأزمة المالية فقد أغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت منخفضة يوم الجمعة الماضية وسط موجة بيع مع قلق المستثمرين بشأن أوضاع البنوك الأمريكية.


وأكد أن إفلاس البنك سيلقي بظلاله على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل بعد أن أثارت الواقعة مخاوف واسعة النطاق من امتداد تلك الأزمة إلى باقي القطاع المصرفي الأوسع.


ولفت إلى أن بنك "سيليكون فالي" الذي يقع مقره الرئيسي في كاليفورنيا واجه نقص السيولة منذ فترة عقب موجة رفع الفيدرالي الأمريكي للفائدة حيث قالت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، التي تحمي عادةً الودائع التي تصل إلى 250 ألف دولار، إنها تحملت حوالي 175 مليار دولار من الودائع المحتفظ بها في البنك الذي يحتل المرتبة السادسة عشر بين أكبر البنوك في الولايات المتحدة.


وأوضح أبوبكر الديب، أنه رغم تكبد البورصة الأمريكية خسائر فادحة إذ انخفض مؤشر إس آند بي 500 يوم الجمعة وسط مخاوف من انتشار عدوى الإغلاق إلى بنوك أخرى وخلال يومين خسرت أسهم البنوك الأمريكية 100 مليار دولار والأوروبية خسرت 50 مليار دولار  إلا أنه ورغم ذلك فإن النظام المصرفي الأمريكي ما زال قوي ومتين ما يمنع انتشار الأزمة أمريكا ودوليا.

 

ونوه أن الدول الأكثر احتمالية للتأثر بإفلاس بنك "سيليكون فالي"، هي بريطانيا وسويسرا وفرنسا وألمانيا لارتباط بنوكها به.


وأوضح الديب، أن التداعيات تظهر بصورة أكبر في إسرائيل نظرا لوجود أحد فروع البنك هناك واعتماد الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا على المصرف في تمويل مشاريعها.


وأشار إلى امتداد التأثير إلى الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن الحكومة الأمريكية ومجلس الفيدرالي الأمريكي قد يلجأن إلى تخصيص الكثير من الأموال لعمليات إنقاذ البنوك المتعثرة وخفض الفائدة أو تثبيتها وهي إجراءات من  شأنها أن تهدد قيمة الدولار الأمريكي عالميا مقابل العملات الأخرى.