رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عنكبوت مقدس

كل امرئ لاق ما يفر منه في فراره - الإمام علي- نهج البلاغة.

بهذه الكلمات يبدأ تتر المقدمة للفيلم الإيراني الحائز على عدة جوائز من المهرجانات العالمية آخرها ترشحه لجائزة أفضل فيلم من مهرجان كان، وحصوله علي جائزة أفضل ممثلة زهراء أمير إبراهيمي، وهي أول ممثلة إيرانية تحصل على جائزة مهرجان كان، والفيلم من إخراج الإيراني علي عباسي، المولود في طهران، نفس مدينة المخرج رفيع المستوي عباس كيروستامي، والممنوع من دخول إيران، فتم تصوير الفيلم في المملكة الأردنية بديلًا للأماكن الأصلية في إيران.

فيلم "عنكبوت مقدس" مبني على قصة حقيقية حدثت بين عامي 2000-2001 عن قاتل متسلسل "سعيد حناي" الذي يستهدف فتيات الليل بما يعتبره مهمة إلهية تستحق البطولات، حيث قام بقتل 16 فتاة بمدينة "مشهد"، ونجت الفتاة رقم 17 وهي الصحفية التي تنكرت في شكل فتاة ليل وأوقعت به، مع الدعم الشعبي له بما قدمه من أعمال تطهير شوارع المدينة المقدسة من الخطايا. 

يبدأ الفيلم بمشاهد عري متتالية لا تضيف شيئًا للخط الدرامي الذي من المفترض أن يركز على قصة القاتل، وليس اللقطات العارية التي لا تبدو ضرورية في تحريك الحبكة، فالقصة تدور حول قاتل، وليست عن ما تمر به الفتيات ويواجهنهن في حياتهن، ومن بعدها يسرد الفيلم بلونه الداكن حياة سعيد/ مهدي باجستاني عامل البناء الذي يجوب شوارع مدينة مشهد ليلًا على دراجته البخارية ليلتقط واحدة من بائعات الهوى إلى منزله في أثناء غياب زوجته وأطفاله الذين اعتادوا تناول العشاء لدي عائلة زوجته، تسافر الصحفية رحيمي/ زهرة أمير إبراهيمي إلي مشهد وهي ثاني أكبر مدينة مقدسة في العالم للتحقيق في القضية، تكافح رحيمي بين التمييز ضد المرأة وضباط الشرطة الذين يستخفون بها ويحاولون استغلالها لكنها تصمم على استكمال رحلة البحث إلي أن تصل لفكرتها الناجحة التي مكنتها من الإيقاع بالقاتل متلبسًا إذ حاول خنقها بيديه العاريتين وليس بغطاء رأس الضحية الذي اعتاد على استخدامه في خنقهن وإنهاء حياتهن، ومن ثم يحمل ضحيته ويضعها خلفه علي دراجته بوضع رأسي وكأنها شوال من البطاطس أو حقيبة نفايات ويلقيها في حقل الطماطم الذي يقع علي مقربة من منزله.

ورغم اعتراف سعيد بجرائمه إلا أنه يصبح بطل مشهد أمام الرأي العام بقوله إن كل ما فعله هو تطهير الشوارع من أشكال النساء غير اللائقات اللاتي أدانهن الله وتم تنفيذ عقوبة الجلد والإعدام في أبريل 2002.