رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ندوة «آفاق الشراكة الاستراتيجية الصينية-العربية» تؤكد أهمية دعم العلاقات

 القمة العربية -
القمة العربية - الصينية

أجمع عدد من السياسيين والدبلوماسيين والباحثين الصينيين والعرب على، أهمية الشراكة الاستراتيجية الصينية-العربية، والتنسيق المشترك والعلاقات المتنامية المتطورة بين الجانبين فى مختلف المجلات والمحافل الدولية، مؤكدين ضرورة استمرار الجهود واستغلال النتائج الايجابية التي تمخضت عن القمة العربية - الصينية مؤخرا للعمل علي تعزيز التضامن والتعاون بين الجانبين، ودعم تحقيق نهضة الأمة لكل منها، وتعزيز السلام والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، والحفاظ على العدل والإنصاف الدوليين ومواصلة التشاور السياسي وتبادل الدعم في القضايا المتعلقة بمصالحهما الجوهرية وهمومهما الكبرى، وتعزيز التضامن بينهما في المحافل الدولية المختلفة حول القضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك.

جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت بعنوان "واقع وآفاق الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية في العصر الجديد" تحت رعاية المجموعة الصينية للإعلام الدولي ونظمها مجلة الصين اليوم بالتعاون مع معهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية ونفذتها مجموعة بيت الحكمة للثقافة، وأداراها الدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لبيت الحكمة والخبير في الشأن الصيني، والتي تأتى تزامنًا مع انعقاد الدورتين السنويتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

ومن جهته، أكد المستشار السياسي بسفارة الصين لدي مصر تشاو ليانج، أن دولة الصين تدعم جهود الدول العربية للحفاظ على السيادة والامن وسلامة الأراضي، ولم يتغير يوما دعمُها الثابت والدائم للدول العربية بشأن القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا، مشيرا إلى أن الجانب الصيني يدعم الجانب العربي للاستفادة من الحكمة العربية لإيجاد الحل السياسي للقضايا الساخنة والمستعصية وإقامة إطار الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف ليانج أن الحضارتين الصينية والعربية تألقتا على طرفيْ قارة آسيا، وتعارفتا وتواصلتا عبر طريق الحرير القديم، وتشاركتا السراء والضراء في النضال من أجل التحرر الوطني، وتعاونتا في عملية العولمة الاقتصادية والتزمتا بالحق والأخلاق في التقلبات الدولية وكتبتا قصة رائعة للتلاحم والتنافع والتآزر بين شرق آسيا وغربها.

وأوضح أحمد سلام، المستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر لدى الصين، أن القمة العربية- الصينية الأولى، والتى عُقدت بالرياض في ديسمبر الماضي، شكلت نقطة تحوّل فارقة في تاريخ العلاقات الصينية- العربية، كما دشنت لمرحلة جديدة في مسيرة علاقات التعاون المتميزة بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية حيث وصف تقرير الخارجية الصينية الذى صدر قبيل انعقاد القمة هذه المرحلة بـأنها "العصر الجديد"، المكمل لتاريخ العلاقات العربية- الصينية المتجذرة والقائمة منذ أكثر من ألفي عام، تزامنا
مع انطلاق طريق الحرير القديم.

وأضاف سلام أن علاقات الشراكة الاستراتيجية العربية- الصينية القائمة على التعاون الشامل والتطور المشترك تهدف إلى التوجه نحو المستقبل، مشيرًا إلى أنه من المهم أن تنظر الدول العربية للصين كلاعب دولي يمكن الاعتماد عليه، في ظل بزوغ ونمو الأقطاب المتعددة، وإدراك دول المنطقة أهمية وضرورة تنويع علاقاتها، بما يضمن مصالحها الاقتصادية والسياسية على حد سواء.

كما أشار أحمد سلام إلي أهمية التأكيد على التعاون العربي- الصيني وصولا للفوز المشترك والاحترام المتبادل، والعمل على إيجاد حلول للمشكلات الإقليمية والدولية وبناء دول قوية متعاونة مع الاستفادة من التجربة التنموية الصينية، والتى تميزت بقدر كبير من الشمول للنواحي الاقتصادية والاجتماعية، والتي حقق الاقتصاد الصيني من خلالها نجاحات كبيرة، خاصة في مجالات تشجيع الصناعات، وزيادة التصدير، وجذب الاستثمار المحلي والأجنبي، والمحافظة على نمو اقتصادي مرتفع ومستدام ومتزن.

كما قدم حسين إسماعيل، نائب رئيس الطبعة العربية لمجلة "الصين اليوم"، تعريفا بالدورتين السنويتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وأهميتهما للصين والعالم وخاصة الدول العربية وما يمكن أن يسفر عنهما من قرارات تدعم العلاقات العربية الصينية، وأشار إلى أن الصين أعلنت في ديسمبر الماضي تعديل إجراءات الاستجابة لكوفد- 19، حيث خفضت الصين مستوى إدارة المرض من الفئة "أ" إلى الفئة "ب".

وأضاف المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير جمال رشدي، أن القمة العربية الصينية التي عقدت بالمملكة العربية السعودية كانت قفزة في تاريخ العلاقات الثنائية بين الجانبين، حيث أن الجانبين يتمتعان بجذور تعاون تاريخية، مشيرًا الى ان حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية في وقت سابق بلغ ٣٦ مليار دولار، وهو الذي لا يليق بحجم الاقتصاد بين الجانبين، ولكن بالتدرج والتنشيط نما حج التبادل التجاري ليصل إلى ٣٣٠ مليار دولار، وهناك خطط ليتجاوز ٤٠٠ مليار دولار.

وأكد رشدي أن التعاون الصيني العربي ليس موجه ضد أي طرف وهو نابع من المصلحة المشتركة بين الطرفين، ويركز على موضوعات لا تهم الجانبين فقط بل العالم أجمع.

ومن ناحيته، قال المدير العام لمعهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية الدكتور محمد كمال، إن العالم يسعى لبناء نظام دولي جديد كون النظام الدولي الحالي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد معبرا عن العالم الذي نعيش فيه الآن، موضحًا أنه ليس من مصلحة الصين والعرب وأي دولة في العالم العودة للتنافس بين الكيانات الكبرى ولا يجب وضع العالم في الاختيار بين القوى الكبرى بل يجب أن يكون للدول حق الاختيار.

وأضاف نائب رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي قاو آن مينج، أن الصين والدول العربية تعاونا بشكل كبير في الآونة الأخيرة وحققتا إنجازات باروة في العديد من المجالات كان أهمها بناء الملعب الرئيسي لنهائيات كأس العالم قطر 2022، وبناء منطقة التعاون الاقتصادي "تيدا" السويس، بالإضافة إلى بناء مشروع مصفاة ينبع بين الصين والسعودية، مشيرًا إلى أنه يجب على كل من الصين والدول العربية الإصرار علي تحديد موقفها لكي يصبح الطرفان قوة إيجابية هائلة للحفاظ على السلام العالمي وتعزيز الإنصاف والعدالة، التطوير الفعال للشراكة الإستراتيجية الصينية العربية.

كما أكد رئيس دار مجلة الصين اليوم، هو باو مين في كلمته، أن الصين والدول العربية لهما تاريخ ظويل من الحضارة الرائعة، كما تسارعت وتيرة التعاون البراغماتي الصيني العربية، فب إطار مبادرة الحزام والطريق، موضحًا أن بكين تولي أهمية كبيرة لعلاقتها مع الدول العربي، وعلى استعداد لبذل المزيد من الجهد لخلق مستقبل أفضل.

كما شارك في الندوة نخبة من المسؤولين في مصر والصين وأكثر من عشر دول عربية، حيث ناقشوا كيفية تعزيز العلاقات الصينية العربية وتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين بما يعود بالنفع على شعوب الدول العربية والصين، وخاصة بعد الانعقاد الناجح للقمة العربية الصينية الأولى في الرياض والقمة الصينية الخليجية والتي شارك فيها عدد من الرؤساء والقادة من الدول العربية والرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينج.

وقد تحدث في الندوة أيضا الدكتورة بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس، والسفير علي الشريف رئيس اتحاد جمعيات الصداقة العربية- الصينية، والدكتور حسن عبد الله الدعجة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسين بن طلال بالأردن، والدكتور قاسم المحبشي أستاذ فلسفة التاريخ والحضارة بجامعة عدن، والدكتور حسام الدين سالم جابر الباحث والمحاضر في العلاقات الدولية بالبحرين، والدكتور ما فو ده والأستاذ في جامعة شيآن للدراسات الدولية بالصين، ووارف قميحة رئيس جمعية طريق الحوار اللبناني- الصيني، وعلق على الندوة وعماد الأزرق رئيس مركز التحرير للبحوث والدراسات الدولية، والدكتورة فاتن الدوسري من البحرين المتخصصة في العلاقات الدولية، والدكتور شيماء كمال أستاذ اللغة الصينية.