خبير يكشف حقيقة استزراع اللحوم معمليًا

قال الدكتور فوزي أبودنيا، الأستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني بمركز البحوث الزراعية والمدير السابق للمعهد وخبير الإنتاج الحيواني، إن كثيرا من القلق يطفو على السطح هذه الآونة فيما يتعلق بالاستزراع المعملي للحوم، ويدور في الكواليس سؤال غاية في الأهمية: هل تشكل اللحوم المستزرعة في المعمل تهديدًا للتربية التقليدية للماشية؟ ولقد صار وضع كلمة "معملي" قبل أي منتج لحوم سوف يتم إنتاجه في المعامل من الأمور التي باتت تثار في المجتمع حاليا، هذه العبارة على ما يبدو أنها لم تتناسب مع المستهلكين لكن الشركات التي تتسابق لتكون أول من يبيع اللحوم المستزرعة في المعمل تعتمد على أسباب بيئية لإقناع الناس بخلاف ذلك.

وأضاف «أبودنيا»: «تطلق هذه الشركات للمستهلكين سؤالا، وهو: إذا كان بإمكانك شراء منتج له طعم ومذاق اللحوم، وكان أرخص ثمنًا، ولا ينطوي على موت حيوان سواء بالقتل أو الذبح، فلماذا لا تشتريه؟، إلا أن بعض الأصوات التي تعارض هذا التوجه ترد على تلك التساؤلات بأن هناك أسبابًا واضحة جدًا لعدم حدوث ذلك، حيث إن الدعوة إلى "طريق صناعي" للخروج من أزمة المناخ، عن طريق إنتاج الغذاء في المصانع، لا ينبغي أن تحل محل الزراعة الطبيعية وإنتاج الغذاء. في حين ترى الشركات التي تتبنى هذا الأمر أن المهم هنا هو أن لحوم الأبقار والضأن المنتج في المعامل عبارة عن بروتين طبيعي ويتم إنتاجه مع مراعاة صحة البيئة والمستهلك».

وأضاف أن بعض التقارير العلمية تشير إلى أن ازدياد تعداد السكان وتأثيرات التغيرات المناخية في العالم سيؤدى بحلول عام 2050 إلى أن معظم اللحوم لن تأتى من الحيوانات، حيث ينظر من قبل الكثيرين والمؤيدين لإنتاج اللحوم معمليا على أن صناعة الثروة الحيوانية واسعة النطاق "شر لا لزوم له"، وذلك على الرغم من أن هناك العديد ممن يختلفون مع هذا التوجه. بيد أن اللحوم المستزرعة في المعمل غير متاحة للشراء في أي مكان في العالم حاليا على الرغم من التوقعات المسبقة للمطورين بأنها ستكون معروضة للبيع تجاريًا في وقت قريب، ومع ذلك يتنافس العلماء المدعومون من قبل الشركات الكبرى على تحديد موقع في السوق، متسائلا: هل تعد اللحوم التي سيتم زراعتها في المعمل خطوة بعيدة المنال فعلا بالنسبة للمستهلكين، كما رأينا ذلك في الجدل الذي دار حول الأطعمة المعدلة وراثيًا؟.