رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبضة يدى.. التى لن تستطيع تجاهلها

تحاول العقلية الذكورية بكل الأشكال أن تحط من شأن المرأة سواء بتنميطها فى أشكال وقوالب محددة أو بمحاولة وصمها ببعض الصفات التى توحى بالضعف وعدم التمكن والكفاءة، وكانت الجمل المعتادة أن المرأة لا تستطيع الالتحاق بالشرطة أو الجيش، كما أنها لا تستطيع الالتحاق بالأعمال الشاقة، وقيادة المعدات الثقيلة.


مع مرور الوقت، وإتاحة الفرص الحقيقية للمرأة، نجد أنها استطاعت أن تثبت نفسها بجدارة غير مسبوقة، والتحقت المرأة بالشرطة والقوات المسلحة، رغم ما واجهته من تحديات، وأصبح وجودها فى المؤسسة الأمنية والعسكرية أمر طبيعى، وأثبتت نفسها أيضًا فى الأعمال الشاقة وقيادة المعدات الثقيلة وقيادة القطارات والسفن والطائرات، ولا أنسى مع ما سبق، المرأة المعيلة التى تعمل سائقة لتكتسب رزقها أو عاملة فى مصنع أو فى مخبز، أو التى تعمل فى مجال البناء و........... فلا يخلو عمل إلا وللمرأة بصمة وإنجاز فيه.


ضمن أهم مظاهر التمييز والظلم والقهر ضد المرأة مقارنتها بالرجل باعتباره معيارًا أو "مسطرة" المقارنة لبيان مدى استحقاقها فيما تتم مقارنتها به، وهى الفكرة المغلوطة نفسها التى يرددها العديد من أتباع العقلية الذكورية، بل وللأسف تقع العديد من النساء فيها بترديد مقولة (الست بـ 100 راجل)، وهو ما يؤكد التأثير السلبى للخطاب الذكورى بمفرداته وكلماته وأمثلته على المرأة نفسها قبل الرجل.

كانت الاتهامات سابقة التجهيز من خلال العقليات الذكورية المتسلطة هو طرح سؤال ساذج: هل تعرف المرأة أن تقوم مثل الرجل بعمل كذا وكذا؟ رغم أن أساس الجندر "قضايا النوع" والمساواة بين الرجل والمرأة وتمكين المرأة.. تحتم علينا عدم التمييز. غير أن ما يحدث من العقلية الذكورية ضد المرأة، يجعلنى أسأل هل يمكن للرجل أن يقوم بما تقوم به المرأة؟


أعلم أنه سؤال صادم للعقلية الذكورية الرجعية والمتخلفة، تلك العقلية التى لا تقبل أصلًا وجود المرأة أو مقارنته بها على اعتبار أنه أكبر من المقارنة والاختصاص، وربما لا تجوز من الأساس.


أتذكر هنا الاعتراضات التى أفصح عنها نواب البرلمان قبل انتخابات 2010 عندما علموا بنية الدولة فى تخصيص كوتا المرأة، ولم يصمتوا سوى بعد أن عرفوا أن نسبة الكوتا لن تنتقص من عدد مقاعدهم ولكن بالإضافة عليها، وأستطيع أن أقول إنهم مرروا الأمر بعدم ارتياح، ولكن الآن بعد إسهام المرأة فى ثورة 30 يونيو تحديدًا، واكتساب المرأة العديد من الحقوق، أصبح وجودها فى البرلمان أمر طبيعى، وبعد أن كانت المطالبات بوجود المرأة فى البرلمان، أصبح الحديث الآن عن تقييم دور النائبات لتطوير أدائهن وتمكينهن من المشاركة السياسية الكاملة.

نقطة ومن أول الصبر..
قوة المرأة.. ستظل فى قبضة يديها وقوة إرادتها وصلابة حكمتها.. وجدارة مكانتها ورهافة أحاسيسها ومشاعرها التى يفتقدها أشباه الرجال.