رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة مصرية فى الرياض

داخل فندق هيلتون بالرياض الذي استضاف المنتدى السعودي للإعلام يومي ‏‎ 20و21 فبراير الجاري عبر ما يقرب من 35 فاعلية حضرها الكثير من الخبراء ‏والمتخصصين داخل وخارج المملكة، وتناولت في معظم أطروحاتها التحول الكبير ‏الذي يحدث للأعلام داخل الثورة الرقمية وكيفية التعامل معه ومواكبته وتأثيره ‏السلبي والإيجابي على مجمل الأوضاع.‏

وقد حضرت إلى فندق هيلتون لمقابلة بعض الأصدقاء المصريين الذين تمت دعوتهم ‏من قبل المنتدي، وما لفت نظري ونظر كل الحضور بشدة هو ما وصلت له ‏الحالة السعودية ثقافيًا من تطور وتقدم كبير للغاية، ووضح ذلك في طريقة التنظيم ‏والتعاطي الثقافي مع أحدث التغييرات، والعنصر البشري ومدي تعمقه داخل ‏الدوائر الثقافية، بالإضافة إلي الإقبال والنهم السعودي للوصول إلي ما هو أبعد في ‏العمق الثقافي والفني، بعد أن تحررت بالعلم من كل موروثات الماضي وصناعة ‏جيل جديد بمكونات علمية وثقافية يواكب المتغيرات العالمية السريعة التي تقودها ‏الثورة الرقمية، واختفاء أي أشلاء أيديولوجية من الموروث القديم تمامًا.‏

وفي ذلك المكان تقابلت مع الأصدقاء الكاتب الصحفي الدكتور سامح محروس، ‏مدير جريدة الجمهورية، والكاتب الصحفي الأستاذ أيمن عبدالمجيد، مدير تحرير ‏روز ليوسف، والكاتب الصحفي الكبير الأستاذ حاتم زكريا، أمين اتحاد الصحفيين ‏العرب، والدكتور أسامة زايد، نائب مدير تحرير الجمهورية، والكثير من ‏الشخصيات الإعلامية المصرية الأخرى، وأثناء تواجدي أعلن المنتدي السعودي ‏للإعلام عن القيام بزيارة للضيوف إلي مدينة الملك عبدالعزيز المالية، حيث ‏اصطحبنا المنظمون عبر أتوبيس مخصص، وفي الطريق دارت مناقشة ما بين ‏الإعلاميين المصريين والسعوديين عما يشاع عن العلاقة بين مصر والسعودية، ‏وتناول أطراف الحديث الكاتب الصحفي سامح محروس، مدير تحرير الجمهورية، ‏وفند المقال الذي كتبه رئيس تحرير الجمهورية الكاتب الصحفي عبدالرازق ‏توفيق (والذي أحدث لغطًا) بأنه لم يتطرق من بعيد أو قريب بشكل مباشر أو غير ‏مباشر للمملكة، والدليل علي ذلك بأنه ذكر اسم دويلة تساند وتدعم الأبواق ‏الإرهابية، وأن السعودية أكبر مساحة جغرافية عربية ودولة كبيرة، ولا ينطبق ‏عليها هذا المسمى وأنها هي من تتصدر المشهد لمقاومة ومحاربة الإرهابيين، ‏والذي حدث أن القنوات المعادية ومنصات اللجان الإلكترونية للإرهابين هي من ‏أشعلت الموقف، وتدخل في النقاش الأستاذ ايمن عبدالمجيد، رئيس تحرير روزا‏ليوسف، بأسلوبه الشيق والراقي، وأكد علي عمق العلاقات التاريخية بين الجانبين، ‏وأنهما جناحا الأمة، وأن تلك العلاقة مستهدفة من الأعداء في الخارج، لما تمثله ‏من حائط صد ضد المؤامرات، وأن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي قد اهتم بذلك ‏الأمر وتناوله في كلماته، مشددًا علي عمق تلك العلاقات وعدم المساس بها وأنها ‏أبعد ما تكون لخدمة مصالح الأمة. ‏

وقد وصلنا إلى مدينة الملك عبدالله المالية، وهي تجسيد حي لما وصلت له ‏المملكة من مكانة كبيرة، فذلك المكان هو أكبر المشاريع المالية في الشرق الأوسط، ‏ويستهدف تحويل الرياض للعاصمة الاقتصادية والمالية للشرق الأوسط، حيث ‏بداخلها 59 ناطحة سحاب، تبلغ مساحة المركز 1.6 مليون متر مربع، وستضم ‏المقار الرئيسية لهيئة سوق المال والبنوك والمؤسسات المالية والكثير من ‏الخدمات الأخرى، ولقد صادف توقيت الزيارة الاحتفال بيوم التأسيس للمملكة، ‏وأثناء التجول تطلع الحضور على المعروضات التى تمثل الثقافة والتراث ‏السعودي، وكان هناك مسرح يستعرض ذلك التراث ودور القادة السعوديين عبر ‏كل تاريخها، وهنا صرخ المسرح صرخة علم وعمل وقال "العمل لا يكتمل إلا بالعلم ‏والسيف لا يضاهيه غير القلم". انتهت زياراتنا للمدينة، وبعدها اصطحبت ‏الأصدقاء الدكتور سامح محروس والأستاد حاتم زكريا والأستاذ أيمن عبدالمجيد ‏والدكتور أسامة زايد، للتجول في مدينة الرياض لشراء بعض المتعلقات، وتحولت ‏الرحلة إلي أمسية مصرية خالصة بقيادة الرجل الرائع الأستاذ حاتم زكريا، الذي ‏تجلي بعظمة روحه المصرية البسيطة والجميلة "ضحك وفرفشة". انتهي تجوالنا ‏بالرياض لمدة ساعتين تقريبًا، ورجعنا إلي الفندق حيث ودعت الأصدقاء علي أمل ‏لقاء آخر.‏