رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروم الملكيين يحتفلون بحلول تذكار برفيريوس أسقف غزّة

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل كنيسة الروم الملكيين اليوم بحلول تذكار برفيريوس أسقف غزّة، وهو ولد في تسالونيكي من أسرة عريقة في الغنى والشرف سنة 347، انتحل الحياة الرهبانية في مصر ثم في فلسطين، جاء المدينة المقدسة وأنارها بكلامه، حتى إن أسقفها يوحنا رسمه كاهناً سنة 392. ثم رسمه يوحنا متروبوليت قيصرية فلسطين أسقفاً على غزة سنة 395، فكان فيها مثال الأسقف والراعي. انتقل إلى الله في مثل هذا اليوم من سنة 420.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "سَتَرَوْنَ ملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان".. يصعدون بالنسبة لهم، وينزلون بالنسبة لنا، أو بالحريّ ينزلون معنا. هذه الأرواح المباركة ترتفع من خلال التأمّل في الله، وتنزل لتعتني بنا وتحفظنا في كلّ طرقنا يصعدون إلى الله للاستمتاع بوجوده؛ وينزلون نحونا طاعةً لأوامره، إذ أمرَهُم بأن يعتنوا بنا. ومع ذلك، بنزولهم نحونا، لا يتمّ حرمانهم من المجد الذي يجعلهم سعداء، بل يرون دائمًا وجه الآب.

حينما يصعدون للتأمّل بالله، يسعون إلى الحقيقة التي هم بها ممتلئون بلا انقطاع برغبتهم فيها، والتي يرغبون دومًا بها بامتلاكهم إيّاها، وعندما ينزلون، يمارسون الرَّحمة تجاهنا بما أنّهم يحفظوننا في كلّ طرقنا. لأنّ تلك الأرواح المباركة هي خادمة الله أُرسِلَت لنا لتأتينا بالعون؛ وإنّها في هذه المهمّة، لا تؤدّي الخدمة لله، بل لنا نحن إنّها تقتدي في ذلك بتواضع ابن الله الذي لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدُم، والذي عاش بين تلاميذه، كما لو كان خادمهم

أعطى الله أمرًا لملائكته، ليس بنزعك عن طرقك، لكن بحفظك فيها بعناية، وبقيادتك في طرق الله بتلك التي هم أنفسهم يتبعونها، سوف تقول لي كيف يكون ذلك؟ يعمل الملائكة، وبطبيعة الحال، بكلّ نقاوة وفقط بالمحبّة؛ أمّا أنت، على الأقلّ، المقيَّد والعالِم بما تقتضيه حالتُك، فانزل وتنازل لقريبك بأن تبرهن عن رحمة تجاهه، ثمّ ارفع رغبتك، مقتديًا دائمًا بالملائكة، وبكلّ حماس قلبك، حاول جهدك لترتفع نحو الحقيقة الأبديّة.