رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توكيل حصرى من السماء

أهتم منذ فترة بمتابعة بعض العبارات والكلمات التى تنتشر على السوشيال ميديا فى الكثير من البوستات لخطورة تأثيرها، ولأنها تمثل آراء واتجاهات تتسرب للمجتمع فى غفلة من الزمن.

يروج لتلك الأفكار بشكل طبيعى وسلس وبسيط رغم خطورة تأثيرها الذى يتسبب فى أفضل الأحوال إلى انقسام أبناء البلد الواحد. وقد رصدت بعض هذه العبارات التى تمثل تهديدًا للمواطنة والدولة المصرية بجمهوريتها الجديدة بعد التخلص من الحكم الدينى المفترض. ومن الأمثلة الدالة على ذلك: (كله سلف ودين) وهى العبارة التى انتشرت للإيحاء بتكفير الكتاب والمبدعين والمفكرين من شيوخ الحسبة فى مصر، بعد أن أصبح أسهل الطرق وأيسرها هو رفع قضايا تندرج تحت ازدراء الأديان. وهو أمر طبيعى لما وصلنا إليه من منطق تكفير كل من يختلف معنا فى ظل الخلط المتعمد بين حرية الرأى والتعبير وازدراء الأديان ومحاولة اختزال الاختلاف فى بعض الآراء المرتبطة بالحقوق باعتباره اختلافًا دينيًا وليس اختلافًا فى الرأى.

وجدت البعض يكتب (كل الأديان السماوية لا تعترف ببعضها البعض)، فى محاولة لإحداث فجوة وشقاق لا لزوم له، يوحى بأنه لا سبيل للحوار والتعايش والتعامل. وهى محاولة تحاول صرف النظر عما نحتاجه من التركيز على القيم والمبادئ الإنسانية التى تمثل مساحات مشتركة لنشر التعددية وقبول الاختلاف دون الدخول فى مواجهة انتصار دين على دين أو التشكيك فى دين لصالح صحة دين أو التشكيك فى دين لتأكيد حقيقة دين. والحد من امتلاك الدين واحتكاره لبعض له، ذلك البعض الذى يمارس دور وكلاء السماء على الأرض. وأحذر هنا من انتشار الدراسات بل بمعنى أدق الدراسات المزيفة غير المتخصصة من مواقع وصفحات مجهولة الهوية للمقارنة بين الأديان. وللأسف الشديد، أن مثل تلك الدراسات لا ترتقى لأى شكل من أشكال البحث العلمى سوى بتحفيزها على التطرف والتعصب والطائفية، ويكون تأثيرها مباشرًا فى الشارع المصرى الذى أصبح الدين عنده هاجسًا يوميًا فى العديد من تعاملاته.

لا أوافق على ما يقوله بعض الأشخاص من أن مثل تلك الدراسات هى نوع من حرية الرأى والتعبير، فهى حقيقة تندرج تحت مظلة ازدراء الأديان وتكدير الاستقرار الوطنى. وهى قضايا لا يمكن التهاون فيها وتجاهلها.. لأنها ليست قاصرة على شخص ودين بل تستهدف أمن الوطن نفسه.

 

نقطة ومن أول الصبر..

حوّل وكلاء الأديان حياتنا إلى جحيم بسبب تطرفهم وتعصبهم وآرائهم الغريبة.

لقد أصبح وجودهم سببًا لابتعاد الناس عن الدين بسبب كوارثهم التى تسيء للدين قبل أى شيء آخر، ولا تمثل صحيح الدين.