رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ارحموا ولي الأمر ووفروا على الأهالي».. مبادرة يطلقها معلم.. كيف استجاب زملاؤه؟

أرشيفية
أرشيفية

تزامنًا مع بداية الفصل الدراسي الثاني، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وما يتحمله أولياء الأمور من أعباء كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية التي يضطرون إلى إلحاق أبنائهم بها، أطلق معلمًا مبادرة من خلال مقطع فيديو يدعو فيها زملاؤه للمساهمة في التوفير على الأهالي بعضًا من هذه الأعباء على كاهل أولياء الأمور، بالتخفيض من أجورهم في المجموعات المدرسية والدروس الخصوصية.

 

"الدستور" تواصلت مع صاحب المبادرة، وهو المعلم الأستاذ حسين البصيلي أستاذ اللغة العربية بالمرحلة الثانوية.

 

أكد حسين في حديثه أنه قد دعا إلى هذه المبادرة انطلاقًا من إيمانًا حقيقيًا منه بضرورة الشعور بولي الأمر الذي أصبح يتحمل حاليًا من الأعباء المادية والنفسية ما يفوق طاقته، في ظل ارتفاع الأسعار العالمي، والذي تأثرت به مصر في كافة المجالات، ومنها بالطبع مجال التعليم، إذ ارتفعت أسعار الكتب الخارجية، وكذلك مصروفات المدارس، والدروس الخصوصية، وجميع مستلزمات الدراسة.

  

وتابع حسين، أنه لاحظ في الفترة الأخيرة من خلال العديد من الشواهد أن المستوى المادي لأغلب أولياء الأمور والطلبة قد تدنى، وهو ما وضح على العديد من سلوكيات الطلبة وأولياء الأمور، موضحًا أن ولي الأمر حاليًا أصبح يقتطع من قوت يومه لكي يعطي ابنه درسًا خصوصيًا، ويوفر له كافة ما يحتاجه من أجل إتمام تعليمه.

 

تابع أنه قد بدأ تطبيق المبادرة بنفسه، إذ أنه وفي حال شعر بأن الطالب الذي يأخذ لديه "المجموعة المدرسية" من أسرة غير مقتدرة ماديًا، فإنه إما يعفيه بشكل كامل من قيمتها المادية، أو يعفيه من جزء منها، ويتحمل هو الأخر.

 

كما لفت إلى أنه وجد كذلك تفاعلًا ملحوظًا من العديد من زملائه مع مبادرته والذين قد بدأوا في تخفيض أسعار المجموعات الدراسية، وكذلك بعض الدروس الخصوصية، كما لم يطالبوا الطلبة بشراء العديد من الكتب الخارجية الإضافية.

 

وتعليقًا على مبادرة الأستاذ حسين أملت سمر إبراهيم إحدى أولياء الأمور أن يتم الأخذ  في الاعتبار مثل هذه الدعوات التي تمثل رأفة ورحمة بأولياء الأمور في ظل هذه الظروف الاقتصادية العصيبة، موضحة أنه مع الأسف في ظل ارتفاع الأسعار يلجأ بعض المعلمين إلى استغلال هذه الأزمة ورفع أسعار الدروس الخصوصية، قائلة: "هما عارفين إن إحنا ما نقدرش نستغني عن الدروس الخصوصية علشان ولادنا".

 

 

بينما ترى سميرة عبد العظيم ولية أمر أحد الطلبة بالصف الثاني الإعدادي أن الدروس الخصوصية قد استنزفت أولياء الأمور خلال الفترات الماضية، وأصبح ولي الأمر بين نارين إما أن يوقفها ويخاطر بمستقبل ابنه العلمي، أو أن يستجيب لها ويخسر القدرة على تحقيق أي نوع من أنواع الرفاهية المادية له ولأسرته، بل أن يعيش مديونًا حتى يكمل أبناؤه تعليمهم.

 

ولفتت سميرة إلى أهمية مثل هذه المبادرات التي تدعو إلى تقليل أسعار الدروس الخصوصية والمجموعات الدراسية على أولياء أولياء الأمور في هذا التوقيت مشيرة إلى أنه تأتي أهميتها كذلك من أنها قد جاءت من المعلمين أنفسهم "شهد شاهد من أهلها" وهو ما يعني شعورهم أخيرًا بولي الأمر وما يتحمله من أعباء.

     

 

 من جهة أخرى كان قد أعلن وزير التربية والتعليم، الدكتور رضا حجازي، عن أسعار المجموعات المدرسية قائلًا: "لا تهدف وزارة التربية والتعلم في مجموعات الدعم المدرسية لأن تكون تجارة أو تحقيق الربح المادي".

 

كما أضاف: "الوزارة تحصل 5% من حصيلة مجموعات الدعم المدرسية لصالح صندوق دعم ورعاية المعلمينو2% لصيانة أماكن مجموعات الدعم المدرسية و80% يحصل عليها المعلم و1.5% لمدير المدرسة إضافة إلى توزيع باقي الحصيلة على المشاركين في عمل مجموعات الدعم المدرسية".

وحسب إعلان الوزير كانت الأسعار كالآتي، بالنسبة لصفوف الشهادات العامة الحد الأدنى 20 جنيهًا والأقصى 80 جنيها للمجموعة المدرسية الرسمية العربي، للمجموعات من خلال لجنة من مجالس الأمناء والإدارات التعليمية والمديريات.

 

أما مدارس اللغات المبلغ من 30 جنيهًا حد أدنى و100 جنيه حد أقصى، وأكد حجازي، أن الحصة لن تقل عن ساعة و30 دقيقة، أما صفوف النقل الحد الأدنى 20 جنيهًا وحد أقصى 50 جنيهًا ومن 30 حتى 60 جنيهًا للغات، على أن تخفض نسبة 50% من أبناء العاملين بالتربية والتعليم وأبناء الشهداء والأيتام والمصابين بعجز كلى بعد تقديم المستندات.