رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لب أبيض والمشي والاستماع للراديو».. كُتاب يكشفون لـ«الدستور» عن طقوسهم في الكتابة

دكتور زويل على مقهى
دكتور زويل على مقهى الحسين

ما بين الاستماع إلى الموسيقى، اختيار أنواع أقلام وأوراق بعينها دون غيرها، واختيار أماكن بعينها كمقهى محبب، أو حتى ركن خاص في البيت، تختلف طقوس الكتابة والإبداع.. حول مدى ارتباط الكتابة بالتدخين، وهو ما أثارته صورة الدكتور أحمد زويل وهو يدخن “الشيشة”.

 

 الــ “الدستور” استطلعت آراء الكتاب حول طقوسهم في الكتابة والإبداع.  

 

ــ المقهى ولقاء الأصدقاء 

بداية قال الدكتور الناقد سيد ضيف الله: في الحقيقة هناك عادات تصاحب القراءة فأنا أحب القراءة وأنا جالس على كنبة معينة تفرد كسرير اشتريتها منذ ربع قرن وهي عندي المكان الذي أتزين له لأنني سأجلس فيه مع نفسي خاصة عندما أفرد قدمي على الفوتيه وأمامي الكتاب على ترابيزة صغيرة وعليها حامل للكتاب سواء كان ورقيا أو إلكترونيا على التابلت، وإلى جواري صينية عليها قهوة سادة والأقلام التي أحبها وورق أبيض وكروت بحث.

 ويعتبر طقس اللب الأبيض بدون ملح عندي ترويضا لنفسي لإدخالها إلى هذه الكنبة والانغماس في قراءة كتاب معين.. وعندما يولد الحافز للكتابة انتقل للمكتب ومعي كوب نسكافيه سادة بدون سكر وبدون لبن وأبدأ في ترتيب بطاقات البحث والأوراق للكتابة على الكمبيوتر الموجود على مكتبي. 

ولفت “ضيف الله” إلى هذا هو الوضع الطبيعي، لكن في فترات الانقطاع عن القراءة والكتابة أعرف أنني أحتاج لمقابلة واحد من أصدقاء معينين على المقهى وأدخن ساعتها شيشة تفاح لأعود بعدها مباشرة إلى المكتب وأرتب الكتب الموجودة عليه حتى يجذبني كتاب ما كأنه كان ينتظرني وأعود به إلى كنبتي وترابيزتي الصغيرة مع فنجان قهوة سادة على صينية صغيرة بجواري.

 

ــ الراديو يعيد الذكريات

من جانبها قالت الكاتبة صفاء عبد المنعم: المزاج الشخصي أن أحب شرب الشاى كثيرا رغم ضرره على صحتى ولكن لا أتخيل الحياة دون كوب الشاي.

كذلك أحب المشي خصوصا في حالتي التفكير والغضب..عندما يكون هناك موضوع أو أسئلة مهمة تلح على رأسي أحب السير لمسافات طويلة دون أن أشعر بالتعب أو الإرهاق.

وعندما أغضب أو أحزن أفضل السير لمدة زمنية كبيرة حتى أقوم بتكسير الغضب الداخلي وتفتيته، ثم أعود بعد ذلك وأجلس فى مكان حميم إلى قلبي مثل كورنيش النيل أو مقهى هادئ حتى أعود إلى طبيعتى وينتهى الغضب تماما.

طقوس الكتابة، ربما لا يكون عندى طقس ثابت لحظة الكتابة أو ساعات محددة، الكتابة عندى تأتى كما تشاء ليلا، نهارا.. فى بعض الأحيان كنت أستيقظ من النوم أكتب ثم أعود للنوم ثانية.. ربما أفضل كثيرا سماع الأغاني القديمة، فأنا أحب سماع الراديو لأنه يعيد إلي ذاكرتى أشياء جميلة ومحببة إلى قلبي، وتكون دافعا أحيانا للكتابة.

 

ــ جدول منتظم بمواعيد الكتابة

ومن جانبه قال الروائي شريف شعبان: عادة ما يتبع المفكرون والكتاب عادات بعضها يبدو مألوفاً والبعض الآخر له طابع الغرابة وهو ما يتعلق بالحالة المزاجية والإبداعية التي بسببها يخرج لنا العمل الأدبي أو الفكري بهذا الشكل الفريد.. وعندما انتشرت صورة العالم الجليل  الدكتورأحمد زويل وهو يدخن الشيشة واشتراكه مع بعض المبدعين مثل نجيب محفوظ وسعاد حسني في شرب الدخان لضبط الحالة المزاجية، تبادر إلى ذهني بعض عاداتي المرتبطة بالكتابة، فعادة ما أضع لنفسي جدولاً لعملية الكتابة حيث أكتب مرتين في اليوم من الساعة 10 صباحاً وحتى الـ12 ظهراً، ثم من العاشرة مساءً وحتى 12 منتصف الليل.

وأوضح “شعبان”: وعلى عكس بقية الكتاب والمفكرين فإنني لا أدخن ولا أتعمد شرب القهوة أو الشاي سوى في مناسبات متباعدة لا تتعلق بالكتابة، لكني اكتفي بالينسون في الشتاء وعصير الجزر في الصيف وزجاجة المياه التي لا تفارقني صيفاً أو شتاءً.. ومع اعتدال الحالة الجوية أقوم بجولة حول المنزل أو السير على كورنيش النيل لتجديد الطاقة وتنشيط الذهن. 

وإذا ما كنت أكتب نصاً روائياً أقوم بتمثيل الشخصيات التي أكتبها وأحول حجرة المكتب إلى خشبة مسرح، وإذا كنت  أقوم تحضير محاضرة ما، أتخيل جمهوري الذي أقوم المحاضرة أمامه أو أتلوها أمام زوجتي لتصحح لي عملية إلقاء المحاضرة من طريقة نطق وانفعالات.. وعادة ما أضع في جيبي مذكرة صغيرة أكتب فيها أية ملاحظات أو أفكار قد تطرأ على ذهني في أي مكان خارج المنزل وإذا نسيت تلك المذكرة فإنني أكتب على أي شيء أمامي مثل ورقة المناديل أو تذكرة مترو قديمة أو أي شيء أجده في جيبي أو أكتبه بشكل إلكتروني على الهاتف المحمول. وإذا كنت في كافيه أو مطعم فإنني أطلب من النادل ورقة وقلم كي أدون أفكاري. 

وتابع: أما عن العادات الغريبة التي قرأت عنها بعض من المفكرين المفضلين لديّ والتي اختلف فيها عنهم فوجدت أن كل من الكاتب الأمريكي مارك توين والروائي الانجليزي جورج أورويل والمخرج الأمريكي وودي ألن يفضلون الاستلقاء على السرير أثناء الكتابة، بينما فضل الشاعر الألماني جوته والكاتب الأمريكي ارنست همنجواي والكاتبة الانجليزية فيرجينيا وولف الكتابة وهم في وضع الوقوف.. أما فيكتور هوجو فكانت يخلع كل ملابسه حتى لا يخرج من المنزل وينهي النص المراد كتابته.. أما دان براون صاحب شفرة دافينشي فكان يقف رأساً على عقب إذا ما شعر بوجود writing block أو قفلة كتابة ولكني جربت تلك الطريقة ولم تجدي معي.