رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زين عبدالهادي: لا يمكنني إنتاج أي شكل من أشكال الأدب أو العلم دون موسيقى

دكتور زين عبد الهادي
دكتور زين عبد الهادي

تعقيبًا على صورة الدكتور أحمد زويل، وهو يدخن “الشيشية” بمقهى الفيشاوي، وارتباط التدخين أو غيره من الطقوس بالإبداع والكتابة، قال الدكتور زين عبد الهادي، المشرف العام على مكتبة العاصمة الإدارية: لا أظن أن كل المبدعين لديهم طقوس للعمل، ولكن ربما بعضهم لهم بعض العادات التي يتمسكون بها من أجل الإبداع، ومن أجل خيال حر له أفكار فريدة، الكثير من المبدعين يمكنهم الكتابة والتسجيل في أي لحظة، ولا يكاد يتوقف خيالهم عن العمل، وتربطني بالكثير منهم بعض الحوادث التي تؤكد أن المبدع يعيش في خياله الخاص والذاتي جدًا.

وأوضح “عبد الهادي” في تصريح خاص لـ“الدستور”: لقد قرأت عن أكثر الأدباء الذين يمتلكون هذا النوع من الطقس الذاتي الذي لابد أن يكون حاضرًا حتى يستطيع الخروج إلى مجرات الخيال المتوازية، يتفق في ذلك العلماء والفنانين والأدباء، ومع ذلك فلا أظن أنه يمكنني إنتاج أي شكل من أشكال الأدب أو العلم دون موسيقى.

هذه الموسيقى غالبًا ما ترتبط بالمدى التاريخي الزمني الذي يتحدث عنه العمل، كما أن هناك طقوس تفرض نفسها، تسمى طقوس الحالة، بمعنى ليس لدي أمر ثابت كطقس ولكن كل عمل له طقسه الخاص جدا، فأنا مثلًا أكتب الآن عن العشرينات والثلاثينيات في مصر، أنا محاط بثقافة الثلاثينيات كلها، صور، بوسترات، أغلفة كتب، موسيقى، من كل دول العالم، الأنترنت منحني الفرصة لذلك وزياراتي للخارج تضيف أيضا الكثير إلى ما أكتبه.

ولفت “عبد الهادي” إلي: الحقيقة أنا متمسك بأمرين في الإبداع، الصورة والكلمة (كتابة وحروفا أو أصوات مسجلة)، أحتاج بعد ذلك لقراءة متصلة حول الموضوع، شخصياتي أنا أحبها جميعًا فترافقني طوال العمل وأنا أكتبه، تأكل معي وتسير معي وتحدثني، هكذا ربما أقرأ بعض أبحاث في علم النفس عنها وعن تحولاتها، علم الاجتماع أيضا مهم للغاية للتعرف على البيئة ثم يقفز التاريخ والجغرافيا، لا شيء يفوتني، الكتابة الإبداعية لا خيال فقط فيها بل هي حالة معرفية متكاملة، يجب التعامل معها بصدق شديد، وأجمل ما في الموسيقى الأعمال الموسيقية الطويلة كالسيمفونيات، ليس أجزاء منها، بل كلها كاملة، لأن تحولات السيمفونية تعطي المبدع الكثير من الإيحاءات، كل الأعمال التي كتبتها أفكر دائما أن أعيد كتابتها، لقد كنت بخيلا، لكنه كان أقرب للحرص منه للبخل، الحرص على مشاركة القارئ لي في الإبداع والتخيل.

واختتم “عبد الهادي” مؤكدا: الزيارات للمتاحف أيضا تساعدني على تكوين مخيلة جيدة للعمل الذي أكتبه، ربما زيارة الأماكن وتنسم رائحتها، الأمر مرهق لكنه يوحي بالقدرة على الاتحاد مع الموضوع، اقرأي سارتر وكامو، وجيمس جويس ونجيب وتوفيق الحكيم لتعرفي كيف كانوا يعانون كثيرا من أجل أن يتسم ابداعهم بالصدق، دون الصدق يزول كل الفن والأدب.