رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عدم ثقة أم دين بالفضل؟».. معركة الكبار والجيل الجديد فى معرض الكتاب

أعمال طه حسين
أعمال طه حسين

من الملاحظ جدًا أنه في آخر نسخ لمعارض الكتاب حتى النسخة الماضية 54 كان التفوق فيها لكتب المفكرين الكبار، فهذا العام استحوذ طه حسين على أكبر كم من المبيعات في الهيئة العامة لقصور الثقافة وربما في معرض الكتاب بالكامل، نظرًا لأنه طرح في مجموعة جديدة تضم 21 كتابًا بسعر زهيد وفي طبعة جيدة، ولكن لم يكن طه حسين وحده من الكتاب الكبار في الطليعة، ففي معرض الكتاب برزت كتب الكبار لتجد لها مكانًا كبيرًا في المقدمة، بعدها وبفارق شاسع كانت كتب الشباب والروايات والأعمال الجديدة.

مبيعات وزارة الثقافة

بلغت مبيعات وزارة الثقافة بالكامل نصف مليون نسخة، وهو المعدل الأعلى بيعًا في تاريخ معارض الكتاب، ولهذا أسباب من ضمنها طرح الهيئة العامة لقصور الثقافة أعمال عميد الأدب العربي طه حسين، وعددها 21 كتابًا بسعر زهيد، كما طرحت من قبل رباعية لورانس داريل وهي سلسلة من أربع روايات للكاتب البريطاني لورانس داريل، نشرت بين عامي 1957 و1960، وهذه الروايات هي جوستين 1957، بالتازار 1958، ماونت أوليف 1958، كليا 1960.

كما طرحت سلسلة ذاكرة الكتابة العيد من الأعمال، وهناك كتاب صلاح عيسى "حكايات من دفتر الوطن" وهناك سلسلة "الهوية" والتي باعت الكثير جدًا من طبعاتها.

أما في هيئة الكتاب فقد استعانت الهيئة بالكتب القديمة والمخزنة لعمل جناح مخفض، والكتب صدرت في عهد من تولوا رئاسة الهيئة سابقًا مثل سمير سرحان وناصر الأنصاري وأحمد مجاهد، وغيرها من الأعمال التي أثبتت أن الكبار دائمًا صالحون لإثارة الدهشة.

كبار دور النشر الخاصة

طرحت دور النشر الخاصة العديد من كتب الكبار في معرض الكتاب، ومنها مثلًا ما طرحته دار الكرمة لأعمال الكاتب الكبير خيري شلبي، ودار الشروق لأعمال توفيق الحكيم، وديوان للنشر لمجموعة نجيب محفوظ، ومنشورات إبييدي لكتاب وقائع استشهاد إسماعيل النوحي لسمير ندا، وغيرها مما طرحته الدور الخاصة وكان الأعلى مبيعًا في معرض الكتاب.

كتب الأجيال الجديدة

طرحت دور النشر الخاصة العديد من الأعمال التي كان عليها إقبال كبير، وكان هناك مؤلفون باعت أعمالهم الكثير مثل حسن الجندي ومحمد عصمت ويحيى عزام ومحمد صادق ومحمد راضي، والكثير مثل هذه الأسماء في دور النشر الخاصة، ولكن إذا ما قيست كل هذه المبيعات بما باعه الكبار في المعرض فإن الغلبة تأتي للكبار قطعًا.

عدم ثقة أم دين بالفضل؟

وهذا الأمر يطرح سؤالًا كبيرًا يبقى معلقًا في الفراغ دون إجابة، هل فقد القارئ الثقة في الأعمال الجديدة والتي كانت تصبح الأعلى مبيعًا في معرض الكتاب، أم أن غلو أسعار الكتب رجح كفة الكبار، خاصة أنها الأقل سعرًا والأكبر قيمة، أم أن معظم القراء في حالة مراجعة لما يقرأونه؟، خاصة بعد انتشار الكثير من الدور التي تنشر بمقابل مادي فيخرج العمل الأدبي فقيرًا جدًا من كل المناحي، وهناك العديد ممن اشتروا المجموعة الكاملة مثلًا لطه حسين كانت لديهم بعض أعمال المفكر الكبير لكنهم آثروا شراء طبعة قصور الثقافة، وهذا يعني دينًا بالفضل لهذا المفكر الكبير.