رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاته الأولى.. «الصحفيين» تنظم حفل تأبين للكاتب الراحل ياسر رزق

نقابة الصحفيين
نقابة الصحفيين

نظمت نقابة الصحفيين، اليوم السبت، حفلا لتأبين الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق، وذلك في الذكرى الأولى لوفاته.

جاء ذلك بحضور أرملته الكاتبة الصحفية أماني ضرغام، وضياء رشوان نقيب الصحفيين، وأعضاء مجلس النقابة: محمد شبانة، وخالد ميري وكيل النقابة، وأيمن عبدالمجيد السكرتير العام، بالإضافة إلى إبراهيم أبوكيلة، وحماد الرمحي رئيس لجنة التدريب، ومحمود كامل، ودعاء النجار.

كما شارك في الحفل عدد من الكتاب والقيادات الصحفية، منهم عبدالله السناوي، ومصطفى بكري وعماد الدين حسين، وممدوح الصغير، وعبدالله حسن وكيل الهيئة الوطنية للصحافة.

وعرضت النقابة في بداية الحفل، الفيلم الوثائقي الذى أعدته وحدة الأفلام الوثائقية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن حياة الراحل ياسر رزق، الذي استعرض أبرز شهادات الكتاب الصحفيين عن رحلة ياسر رزق الصحفية، وطبيعة تعامله مع الوسط الصحفي وأسرته.

فيما وجه ضياء رشوان، نقيب الصحفيين الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على الفيلم الوثائقى الذى أعدته عن حياة الكاتب الصحفى الراحل ياسر رزق.

وقال رشوان  إن الكاتب الصحفي ياسر رزق واحدًا من عشرات الزملاء الذين رحلوا جميعًا عن صاحبة الجلالة خلال العامين الماضيين، مؤكدًا أن مجلس النقابة تلقى العديد من الطلبات لتنظيم حفل تأبين للكاتب الصحفي الراحل في ذكرى وفاته، واستجاب مجلس النقابة لطلبات الزملاء.

وأضاف خلال حفل التأبين أن النقابة ليست دار عزاء، أو محفل للتأبين، ولكنها دارٌ للمهنة، وتكريمٌ لأبنائها، ولذلك تحتفل اليوم بذكرى رحيل الكاتب الكبير، وهو زميل مهني ونقابي، تعامل معه المئات، والمئات الآخرين لم يتعاملوا معه ولكنهم أحبوه وتعلموا منه.

وتابع: "ياسر رزق رحل ولم أكن موجودًا في مصر، فكان الوجع مُضاعفًا، ولكني اليوم لا أرد له شيئًا، فهو لا ينتظر ردًا من أحد، كان مقاتلًا نقابيًا، ورجلًا وطنيًا، وأراد أن يختم حياته بكتاب سنوات الخماسين، نعده جزءًا من تاريخ مصر، وأظن أنه من أكثر الكتب قراءة الفترة الأخيرة".

وأكد نقيب الصحفيين أن الراحل ياسر رزق كان فاعلًا، ورحل ولكنه لم يرحل، بقى وسيبقى ليضيف المزيد.

وقالت الكاتبة الصحفية بمؤسسة أخبار اليوم أماني ضرغام زوجة الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق إن "أسرة الفقيد الراحل مرت بعام صعب، ولذا تأخر إعلان جائزة ياسر رزق ومؤسسة ياسر رزق للتنمية والتدريب، لكننا نعد بالإعلان عنهما من نقابة الصحفيين في غضون شهرين."
وأضافت إن الكاتب الراحل سيعيش بيننا لإخلاصه للمهنة والأفكار التي آمن بها ودافع عنها وعمل عليها بكل جدية، ولن يغب لأنه يزرع الخير وزرع عملا نقابيا متميزا سيبقى له طوال العمر. 
وتابعت "لن أتحدث عن الكاتب ًالصحفي فكان كتابا مفتوحا، وصمم على آرائه في لحظات كانت بها اختيارات صعبة وكان انحيازه لمهنته ولحبه لمصر ونقابة الصحفيين أهم من مصالح شخصية قد يبحث عنها البعض".
وتابعت "نحن كأسرة تعرضنا لعام صعب جدا، ووجع الفقد أثر فينا بشكل كبير، لكننا سنكمل مسيرة ياسر وسيظل بيننا ولن يغب ابدا".

وقال عمر ياسر رزق نجل الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق، إن والده الراحل كرس سنين عديدة فى الدفاع عن مهنة الصحافة، ونقابة الصحفيين، لقناعته بأهمية دور النقابة فى مصر. 
وأضاف عمر أن والده كن لديه استعداد دائم للدفاع عن مهنة الصحافة لما تمثله من قيم وأهمية للعمل السياسي والاقتصادي وكل جوانب الحياة. 
وتابع:" خلال كتابه "سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص)، قام والدي بدور شاهد العصر وليس المؤرخ، داعيا إلى التمسك بالقيم التي دافع عنها الراحل ياسر رزق، قائلا:" كل ما قام به والدي كان خدمة للوطن.
وقال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، إن نقابة الصحفيين لا تستقبل اليوم عزاء أو تأبين الراحل ياسر رزق، ولكنه حفل تكريم له، وفي محبته، ولتاريخه الكبير والمؤثر في تاريخ مصر.

وأضاف خلال حفل تأبين أن الذاكرة العامة في النقابة لا يمكن أن تغيب عن المواقف النقابية التي اتخذها ياسر رزق، ولكنها تُعبّر عن شخصيته، وقد ترد بعض المطاعن التي قيلت بحقه عندما اقتُحمت نقابة الصحفيين عام 2016، ولكنه كان يومًا صعبًا عليه، واتخذ وقتها موقفًا مدافعًا عن المهنة والنقابة، وطالب بإقالة وزير الداخلية آنذاك، وكان رأيه وشجاعته نابعين من غيرته على مهنته ونقابته في وقت عصيب، وانحاز لهم، وتحمل مسؤولية وعواقب الموقف الذي اتخذه، ولم يكن أمرًا سهلًا عليه.

وتابع: "نقول ياسر رزق عندما نريد أن نتحدث عن الالتزام وشجاعة الموقف، ياسر رزق لم يُملى عليه، وكان شريكًا حقيقيًا في أمل وحُلم، وسجّل سهادة دقيقة عن فترة فارقة في حياة مصر بكاتبه سنوات الخماسين، والذي احتوى على وقائع، وهذا بعض ما يعرفه الكاتب الراحل، ولم يتحث فيه عن تاريخه، ولكن تحدث عن تاريخ مصر، ولم يكذب كذبة واحدة، ولم يدعِ ادعاءً واحدًا".

وأكد "السناوي" أن لا أحد يستطيع أن ينكر أو يتجاهل شهادة ياسر رزق، والذي كان يشعر بأن الموت اقترب منه، رغم أنه كان مطمئنًا بالتقارير الطبية الأخيرة الخاصة بالمرض، ولكن الموت كان إحساسًا داخله، وهو ما دفعه ليكتب كتابه الأخير.

وأضاف: "أعتقد أن ياسر رزق مات بالإرهاق أكثر من الأزمة القلبية أو أي مرض آخر، لإن حجم ما بذله قبل وفاته من ندوات وفضائيات وكتابه، كان كبيرًا وأكثر من اللازم، ياسر قد تختلف معه أو تتفق في بعض المواضع أو المواقف، ولكن أفضل ما يُنسب إليه هو العُمق الإنساني؛ فلم يأذِ أحدًا طوال عمله بمؤسسة أخبار اليوم، وكثيرون كانوا يتعرّضون لظروف تستدعي اتخاذ إجراءات بحقهم، ولكن لم يمضِ في عقاب أحد، وكان يصفح ويسامح".

ولفت "السناوي" إلى أن ياسر رزق كان أكثر رؤساء تحرير أخبار اليوم شعبية، ونجح في إدراتها، وتحويلها إلى مؤسسة ضخمة، وحقق بها نهضة غير مسبوقة، بالإضافة إلى مجلة الإذاعة والتلفزيون، والتي نجح أن يحقق فيها أعلى توزيع على مستوى الجمهورية.

وشدد على أن الكاتب الراحل ياسر رزق انحاز لثورة يناير، وواجه جماعة الإخوان الإرهابية، ولم يأخذ تعليمات من أحد، وكان يراها معركة مصر، رغم اتهام الكثيرين له، إلا أنه كان يتحدّث عن اعتقاده الشخصي، وكان يُعبّر عن أرائه وتصوراته، بالإضافة إلى موقفه في ثورة 30 يونيو، والتي كان شريكًا بها، وجزءًا من جبهة الإنقاذ، وكانت كلمته مسموعة ومؤثرة داخل قطاعات وساعة في الدولة، مؤكدًا أنه استحق احترام بالغ، وتقدير حقيقي من جميع الصحفيين والوطنيين في مصر.

وقال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، إنه لم يشهد شخص متميز انسانيا مثل الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق، مضيفا: له فضل انساني عظيم عليَّ وكنا سويا في الجامعة قريبين من بعض، وخضنا انتخابات سويا ضد الاخوان عام ١٩٨٥.

وتابع: ياسر رزق يحب العطاء لزملائه واصدقائه، وعلاقتي بياسر لم تنقطع حتى وفاته وهو لم يتغير في اخلاقه وجدعنته وطيبته، كما أن ياسر كان مخلص حقيقي لمهنته وكان وفيًّا لها، ومثل سيرته ستظل عطرة وخالدة.

وقال الكاتب الصحفي الكبير محمد بركات رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم الأسبق إن ياسر رزق لم يكن بالنسبة له صحفيا زميلا او أخا أصغر لكنه كان أكثر من هذه المسميات، مضيفا "باعتقادي أنه كان مثالا لما يجب أن يكون عليه الصحفي، وإذا كان الصحفيين الكبار مثل محمد حسنين هيكل ومصطفى أمين ومحمد التابعي كانوا نتاج عصر سمح بالتميز، فلا بد لي أن أقول إن ياسر كان مثالا لما يجب أن يتميز به الصحفي حتى لو لم يسمح المناخ بأن ينتج هذا التميز."


وأشار في كلمته باحتفالية التأبين أن "النقابة لا تحتفل بموت زميل وصديق ولكنها تحيي قيمة في هذه المهنة هي قيمة التفرد والنبوغ والحقيقة، فإذا تكلمنا عن مهنية ياسر سنجد أنها كانت مبكرة جدا، فترجع معرفتي الأولى بياسر رزق إلى بدايات السبعينات، حيث كنت في زيارة عمل إلى الإسماعيلية، لشيء كان متعلقا بإعادة إعمار منطقة القناة، لأجد بمكتب الاخبار اثنين من الصبية الصغار في المكتب وما يشغلهما هو مهنة الصحافة هما ياسر وأخيه خالد؛ وعندما عرفا أنني صحفي لم يتركا لي حديثا عن الصحافة والأحداث وعن أخبار اليوم، ووجدت في حديثهما أشياء لافتة للنظر بالنسبة لسنهما الصغيرة".
وتابع بركات إنه منذ هذه اللحظة آمن أنه أمام صحفي لابد أن يكون له تاريخ متميز في الصحافة، وإذا انتقلنا لما هو بعد ذلك في جريدة الأخبار، سنجد أن الوصف الوحيد الذي أطلقته على ياسر إننا أمام شاب دخلت أخبار اليوم والصحافة في رأسه، فكان يصعب أن نراه في مؤسسة أخبار اليوم في أي مكان أو في موقع حدث أو مهمة صحفية إلا وكأنه قد تلبس بهذا العمل.
وأردف بقوله "أقول اكل من يتطلع ليصبح صحفيا متميزا، إن ياسر رزق كان لا ينبت عن القراءة والاطلاع على جميع الكتب والمذكرات، ليس فقط بالقراءة ولكن بأن يضع يده على أهم الأشياء فيها، لافتا إلى أن نبوءة أن ياسر رزق سيكون له مستقبل متميز صحبها تميزه أخلاقيا، فيكفي أن نلمس هذا الحب بين الجميع."


وأما عن كونه راصدا للأحداث؛ قال بركات "إنه كان الاختيار الأول خلال الوقائع التي حدثت في ظل وجوده وهو صحفي، فعندما يحدث حدث أو واقعة أو مناسبة وطنية أو قومية أو حرب في أي مكان، فكان في ذهني مباشرة "نبعت ياسر"، وهذا لم يكن تفضلا، فأينما وجد ياسر رزق، وجد العمل المتميز، ولا أتكلم عنه لأنني كنت أخيه الكبير في أخبار اليوم أو مسئول، ولكن كل زملائه وإخوانه ورؤسائه شهدوا أننا أمام صحفي متميز بمعنى الكلمة على المستويات المهنية والأخلاقية والقيمية."
وبالنسبة لقصة مرضه، قال "إن الله سبحانه وتعالى يختار للناس ابتلاءات كثيرة، والحقيقة أننا نقول فلان جيد إلى درجة انه "ابن موت"، ونحن في نقابة الصحفيين لا بد ألا نؤبن أحدًا منا، لكن هنا مكان نذكر فيه محاسن وقدرات ونبوغ من أراد أن يكون نابغا وفرض من قدرته وإصراره أن يكون ياسر رزق".