رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعيد المصري: الهوية بوصلة الحركة في إدراك الحاضر والتوجه نحو المستقبل

سعيد المصري خلال
سعيد المصري خلال الندوة

قال الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع، والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلي للثقافة، خلال ندوة “طه حسين وقضايا الهوية”، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب: «عندما نتحدث عن الهوية فأننا نستدعي خطاب متكرر في الثقافة العربية، خطاب أزلي، معبر عن أزمة بدأت معالمها الأولي في بدايات القرن العشرين».

وأوضح أستاذ الأنثروبولوجيا الثقافية: «ما تزال أسئلة العرب حول الهوية والبحث عنها وتحديدها مسألة قائمة حتي اليوم، ولقد عاش طه حسين في وقت كانت الأسئلة حادة بعد الاستقلال والتحرر من الاستعمار، فكان يقول أن المشكلة ليست في التحرر من الاستعمار وإنما أن نتجه نحو المستقبل، وكان حديث الهوية ومازال حديث أزمة حتي الآن، لأن حسب ما كتب في كتاب طه حسين (مستقبل الثقافة العربية)، أنه ليست هناك أمة تستطيع أن تحدد مسارها علي الوجه الأكمل دون أن تعرف هويتها. فالهوية هي بوصلة الحركة في إدراك الحاضر والتوجه نحو المستقبل بخطي ثابتة». 

ــ طه حسين وقضايا الهوية

وتابع المصري: «الهوية بحسب التعريفات المتداولة في العلوم الاجتماعية، هي مجموعة من الخصائص والسمات، حيث ينظر الإنسان إلي ذاته بنظرة مختلفة عن غيره، وتنظر الجماعة إلي ذاتها الحضارية أو الثقافية مختلفة عن غيرها وهكذا الحال بالنسبة للأمم. إذن مفهوم الهوية متعلق بالغيرية، ومفهوم يتعلق بالنظرة الثقافية للغير».  

ولفت المصري إلى أن طه حسين كان يشير إلي أنه يستخدم تعريف أعتبره أنه معبر عن الهوية، غير أن طه حسين لم يستخدم هذا المصطلح صراحة، واستخدم مفردات أقربها وأوضحها مفهوم العقل المصري، والعقل العربي، والعقل الأوروبي. مفهم العقل هنا هو مفهوم العقل المعرفي كما كما نعرفه نحن، لكن طه حسين لم يحدده صراحة، وتركها للقارئ ليفهمها من بين السطور، فلم يقدم تعريفا عن الهوية، ولكن نفهم من بين سطور مؤلفات طه حسين خاصة في كتابه مستقبل الثقافة المصرية، أن مفهومه عن الهوية غريبا جدا.

وأوضح صاحب كتاب “تراث الاستعلاء”: «كان طه حسين يتساءل أسئلة من نوعية: هل هويتنا مرتبطة بالشرق أم بالغرب؟ وانتهي الجدل إلي أننا أقرب إلي غرب من الشرق، وأخذ طه حسين يتغزل في الغرب وأخذ منه طريقنا إلي أن المستقبل الحقيقي لن يكون آمنا إلا بما حذت به شعوب الغرب في أوروبا، من خلال ما حدده بدقة في العلم والثقافة». 

وشدد المصري: «اعتبر طه حسين أن التعليم هو القاطرة الأولي في هذه الحركة، وفي مقارنة طه حسين بين شعوب جنوب شرق آسيا مثل اليابان، والتي هي مختلفة تماما في هويتها عن الغرب وتحذو حذو الحداثة الغربية، ونحن الأقرب إلي هذا العالم فلماذا لا نتجه إلي من هو أقرب إلينا؟». 

يرى طه حسين القول أن القواسم المشتركة بين الغرب والشرق، وما بين العقل المصري والعقل الأوروبي تكاد تكون واحدة، وحللها تحليلا جيدا الــ 60 صفحة الأولي من كتابه مستقبل الثقافة المصرية، وينتهي إلى تعريف غريب جدا، ويقول يبدو أن الكائن الإنساني نشأ متطلعا نحو الحداثة بالمفهوم الغربي، هو هنا في هذه الحالة يقول علينا أن نحذو حذو أوروبا في طريق الحداثة، والغرب وهو هو المصير الوحيد الذي لا مفر منه.