في ذكرى ميلاده.. «الدستور» تزور مكتبة الحكاء الكبير خيري شلبي

تحل هذه الأيام ذكرى ميلاد أديب المهمشين خيري شلبي، الذي أثرى الأدب العربي بصوته الخاص وإبداعاته الأدبية الرائقة، "الدستور" قامت بزيارة خاصة لمكتبته للتعرف على أبرز الأعمال التي ضمّتها ووصاياه فيما يخصها. 

تضم مكتبة خيري شلبي الضخمة عشرات الآلاف من الكتب، ولا تقتصر على غرفة مكتب الأديب الراحل بل إنها تتوزع على جدران المنزل كافة. 

ويوضح زين العابدين شلبي، نجل الكاتب الراحل، في حديث خاص لـ"الدستور" أن تلك المكتبة كانت هي النسخة الأخيرة بعد عدد من المكتبات كوّنها الكاتب الراحل على مدار حياته واضطر لبيعهم بسبب ظروف انتقاله إلى القاهرة وحاجته إلى المال، فباع مكتبته القديمة بمبلغ لا يتجاوز الثلثمائة جنيه، لكنه عاد لتكوينها من جديد قبل خمسة عقود وكان يعاود "فلترتها" من فترة لأخرى، فأهدى عددًا من الكتب التي لا يحتاجها إلى بعض المكتبات في قريته.

وصية خيري شلبي بخصوص المكتبة

يقول زين العابدين: وصّى خيري شلبي بأن تظل المكتبة كما هي وأن تظل مفتوحة لأحفاده وأولاده، فالمكتبة شاملة بشمول قراءاته في كل المجالات، إذ كان الأديب الراحل ذا ثقافة موسوعية ولا يقتصر في قراءاته على محال بعينه. كما أنه لم يكن يُفضّل وضع الهوامش في الكتب التي يقرأها لكنه كان يكتب بعض الملاحظات في أوراق خارجية يستعيدها في حالة كتابته لمقال عن هذا الكتاب أو يستعين بما سجّله من أفكار في مقالاته. 

ويُبين نجل خيري شلبي أن الكاتب الراحل لم يكن يتدخل فيما يرغب أولاده بقراءته ويترك لهم حرية القراءة بالمجال الذي يُفضلونه، وقد يوجّه لهم النصيحة بعناوين كتب في مجال يرغبون القراءة فيه ويضيف إلى مكتبته بعض الكتب التي يحتاجونها إن لم تكن موجودة. 

وقد أهدى العديد من الكُتاب أعمالهم إلى الأديب الراحل سواء من مجايليه أو الأجيال السابقة له، ومن أبرزها إهداء نجيب محفوظ لروايته "حديث الصباح والمساء" والتي قال فيها "الأستاذ خيري شلبي.. أول مرة أهدي إليك كتاباتي بعد أن تذوقتك وآمنت بك فنانًا كبيرًا". 

أبرز الكُتب في المكتبة 

يلفت زين العابدين في حديثه معنا إلى أن والده كان حريصًا على وجود أمهات الكتب في المكتبة والتي كان يجلبها من سور الأزبكية القديم والمكتبات القديمة في حي الحسين والسيدة زينب. وهناك عدد من الكتب التي كان يحرص على وجودها أمامه باستمرار مثل كتب طه حسين، نجيب محفوظ، يوسف إدريس، محمد حسنين هيكل بالإضافة إلى الكتب الموسوعية مثل لسان العرب وموسوعات خاصة بالتاريخ والأدب العالمي وجميع كتب السير الشعبية والسلاسل من الكتب مثل عالم المعرفة، والألف كتاب، واقرأ، والأدب العالمي للناشئين، وكذلك المجلات القديمة، موضحًا أن القراءة كانت أساسية في يوم والده؛ إذ كان يقرأ في اليوم من خمس إلى ثماني ساعات، ثم يكتب بعد ذلك لمدة ساعة أو ساعتين. 

صور من مكتبة خيري شلبي