رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولة بلينكن.. لماذا تعتبر زيارة وزير الخارجية الأمريكى مهمة لـ«إسرائيل»؟

 أنتوني بلينكن
أنتوني بلينكن

يصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، اليوم الاثنين، في زيارة تستغرق يومين، ضمن جولة بالمنطقة تشمل مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.

من المقرر أن يجتمع "بلينكن" برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية إيلي كوهين، ومسئولين آخرين رفيعي المستوى لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بالدعم الأمريكي لإسرائيل، خاصة في وجه التهديدات الإيرانية.

وسيجتمع الوزير بلينكن في الضفة الغربية برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومسئولين آخرين؛ لمناقشة العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية، وأهمية حل الدولتين، والإصلاحات السياسية، وتعزيز العلاقات الإسرائيلية مع الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.

زيارة بلينكين للمنطقة هي الرابعة له حتى الآن، وتأتي في وقت مهم.. الهجمات في القدس والاشتباكات في جنين ستكون من المواضيع التي سيواجهها.

أهداف بلينكن

حسب بيان وزارة الخارجية الأمريكية، فإن هدف الزيارة هو إجراء المحادثات بشأن مجموعة من الأولويات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا، وملف إيران، والعلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية، والحفاظ على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست".

كما سيناقش "بلينكن" التطبيع الإسرائيلي المتزايد في المنطقة والعلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية وأهمية حل الدولتين، بالإضافة إلى مجموعة من المواضيع الدولية والإقليمية. 

ومن المتوقع أن يشدد "بلينكن" في اجتماعاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين على الحاجة الملحة إلى أن يتخذ الطرفان خطوات للتخفيف من حدة التوترات التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء، كما سيناقش أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للمسجد الأقصى في القدس.

وسيناقش "بلينكن"، أيضًا، مع "نتنياهو" المخاوف الأمريكية بشأن خطط الحكومة الإسرائيلية الجديدة للإصلاح القضائي ستضر بالديمقراطية الإسرائيلية، حيث تصاعدت الانتقادات حول هذه القضية من رؤساء المنظمات اليهودية والمشرعين الديمقراطيين، بما في ذلك بعض أكبر مؤيدي إسرائيل في الكونجرس.

وتأتي الزيارة بعد فترة توتر بين إسرائيل وواشنطن بسبب دعم نتنياهو التوسع الاستيطاني وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية.

ماذا تعنى الزيارة لـ«إسرائيل والولايات المتحدة»؟

تعكس زيارة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل رغبة إدارة بايدن في التعاون مع الحكومة الجديدة في إسرائيل بشأن قضايا محددة، على رأسها المشروع النووي الإيراني، والقضية الفلسطينية، ومحاولة الأميركيين إحياء حلّ الدولتين.

كما أنها تعتبر زيارات تمهيدية للتحضير لزيارة نتنياهو الأولى إلى واشنطن، وهو في منصبه الجديد- القديم، كرئيس لحكومة إسرائيل. 

وبالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإن هناك واقعا جيوسياسيا جديدا يؤثر على مواقفها وقراراتها، مثل الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وكذلك ارتفاع أهمية النفط والغاز في الشرق الأوسط من جديد. 

فبالنسبة إلى الولايات المتحدة فإن الزيارة هامة لتعزيز مكانة إسرائيل، باعتبارها حليفا أساسيا لواشنطن في المنطقة. 

وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن الزيارة تعتبر خطوة هامة في ترميم العلاقات بين الحزب الديمقراطي ونتنياهو بعد فترة عداء أثناء عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

كما أن نتنياهو من جانبه، يريد أن يوحد جهوده مع الإدارة الأمريكية لخدمة الصراع ضد المشروع النووي الإيراني، وهو الذي كان من بين الأوائل الذين رأوا فيه تهديداً وجودياً لإسرائيل، ويعتبرها قضية حياته.

 لذلك، فإن هدف «نتنياهو» هو خلق ظروف تكون فيها إسرائيل وأمريكا على الخط نفسه حيال إيران، ظروف لم تكن ممكنة خلال فترة ولاية الرئيس أوباما، العدائية.

ماذا تعنى الزيارة لـ«الفلسطينيين»؟

بالنسبة إلى الفلسطينيين فإن الزيارة فرصة لعرض المطالب المتأخرة، ومن المتوقع أن يبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بلينكن بأن إسرائيل تتحمل المسئولية الكاملة عن التصعيد الأخير بسبب "عمليات التوغل والقتل اليومية" في الضفة الغربية.

كما سيكرر عباس مطالبته بأن تفي الإدارة الأمريكية بالتزاماتها ووعودها للفلسطينيين ، بما في ذلك الضغط على إسرائيل للامتناع عن الإجراءات أحادية الجانب، والتوسع الاستيطاني، وتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى.

كما سيجدد عباس مطالبته الأمريكية بإعادة فتح القنصلية الأمريكية العامة في القدس والبعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، اللتين أغلقتهما إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

كما أنه من المتوقع أن يضغط "بلينكن" على «أبومازن» لاستئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل.