رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدكتور محمد عثمان خبير التسمين والإنتاج الحيوانى: نستهلك 900 ألف طن لحوم سنويًا

الدكتور محمد عثمان
الدكتور محمد عثمان

قال الدكتور محمد عثمان، خبير بالأبقار الحلاب والتسمين والإنتاج الحيوانى، إن أزمة ارتفاع الأسعار تعود إلى أسباب عالمية، لكن يتوجب على الحكومة تشديد آليات الرقابة للسيطرة على الارتفاعات فى الأسواق المحلية.

وأوضح أننا ننتج نحو ٥.٥ مليون طن من الألبان سنويًا، وسنحتاج لرفعها إلى ٧.٥ ملايين طن بحلول عام ٢٠٢٣ لتغطية الاستهلاك المحلى.

وأوصى خبير الإنتاج الحيوانى بمراقبة منظومة تخزين وتوزيع اللقاحات المضادة للأوبئة لحماية الثروة الحيوانية، مع تكثيف جرعات التوعية الموجهة لصغار المربين لتعديل أنماط التغذية واتباع الأساليب الحديثة فى التسمين أو إنتاج الألبان.

■ كيف أثرت أزمة الأعلاف على قطاع التسمين وإنتاج الألبان؟

- ارتفاع الأسعار هو مشكلة عالمية فلا دخل للدولة بها ولا للمربى، ولكننى دائمًا متفائل وأعتقد أن هناك العديد من الفرص تكمن فى الأزمات، لذلك أود أن أطرح بعض الحلول على الجانب القومى وعلى جانب المربى والمزارع.

بداية وكأساس لمنظومة الإنتاج فإن التوافق نحو الهيكل العام للإنتاج الحيوانى ودعم المشروعات المكثفة بشرط وجود كل عوامل الاستدامة بما يخلق مجتمعًا منتجًا.

وهناك القليل من هذه المشروعات فى مصر، ولكن نجدها الأكثر مقاومة لهذه الظروف فقد كان للتكامل بين النشاط الزراعى وتوفير نسبة من المدخلات المحلية إلى جانب نشاط الإنتاج الحيوانى وانتهاء بالتصنيع والإنتاج - نموذج رائع للمستهدف من هذا النشاط.

ولا بد من مشاركة هذه النماذج المدنية الناجحة وصاحبة الخبرة بهذا المجال والاستعانة بها لمزيد من المشروعات.

أيضًا على الجانب القومى فإن التوسع بزراعة المحاصيل الأساسية مثل الذرة والصويا بات أساسيًا إلى جانب العديد من الخامات والبدائل المحلية.

أما بالنسبة للمربى الصغير وبكل صراحة نجده يفتقر إلى اتباع أحدث أساليب الرعاية والتغذية المثلى للأبقار مرتفعة الإنتاج بما لا يحقق المستهدف من تربيتها، لذلك لا بد من ربط مراكز تجميع الألبان بمراكز خدمية متخصصة لدعم أسلوب التربية وتطبيق معايير التغذية السليمة والإشراف على التلقيح الصناعى والعمليات الإنتاجية الأخرى.

يعد ما سبق بمثابة رؤية عامة وعن أهم النصائح للمربين بالفترة الحالية فهناك مقولة «أول المكسب هو وقف الخسارة»، فهناك العديد من الخسائر غير المرئية لا بد من الوقوف عليها، وهى على سبيل المثال تقليل الفاقد من تغذية الحيوانات وتقليل الإصابة بالأمراض ومكافحتها والاهتمام بجودة المنتج النهائى.

أيضًا الاستعانة بمستشارى التغذية المتخصصين لدعم تغذية الأعلاف والخامات المحلية بما يحقق بعض التوازن الاقتصادى دون التأثير على الإنتاج المستقبلى للحيوان.

■ ما أبرز السلالات المنتشرة لدينا فى مزارع التسمين فى مصر؟

- فى مقدمتها سلالات دول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وأوروجواى، أما عن الأبقار الحلاب فتأتى دول الاتحاد الأوروبى مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا، إضافة للولايات المتحدة الأمريكية.

على مستوى المربى الفرد نجد أن السلالة المحلية باتت فى تناقص واضح وصارت بما يعرف بالأبقار الخليط وتمثل ٧٧٪ من تعداد الماشية، وكذلك نجد الجاموس يمثل باقى النسبة، وعن المزارع النظامية المكثفة لإنتاج الألبان فمعظمها من سلالة الهولشتين الأمريكى أو الأوروبى إلى جانب القليل من السيمنتال والمونبيليارد.

وبالنسبة للتسمين فالأغلب من الخليط وكذلك السلالات المنتجة للحوم مثل السيمنتال والأنجوس الشاروليه.

■ كم يبلغ حجم استهلاك مصر من اللحوم سنويًا؟

- طبقًا للإحصائيات الرسمية، فإن معدل استهلاك مصر من اللحوم الحمراء بلغ ٩٠٠ ألف طن سنويًا فى المتوسط العام موزعة بين ٤٣٠ ألف طن مستوردة و٤٧٠ ألف طن منتجة محليًا. 

■ مع قرب شهر رمضان ما توقعاتك لأسعار اللحوم الحمراء؟

- بالتأكيد أثرت أزمة ارتفاع سعر الأعلاف الفترة السابقة على الكثير من المربين بما يعطى مؤشرات لنقص المعروض فى شهر رمضان، إضافة لزيادة متوقعة فى الأسعار، لذلك لا بد من مراقبة فعالة لأسعار الخامات والأعلاف، وتوفير جزء من خلال الاستيراد.

■ كم يبلغ حجم إنتاج مصر من الألبان سنويًا؟ وهل يغطى الاستهلاك المحلى؟

- تشير الإحصائيات الرسمية إلى أننا ننتج نحو ٥.٥ مليون طن من ألبان الأبقار والجاموس وفق أرقام عام ٢٠٢٠، ولكن دعينا نتفق على معيار استهلاك الفرد السنوى من الألبان طبقًا لإحصائيات التعداد السكانى ومقارنتها بالمعدلات العالمية حتى نتمكن من توضيح الأمر.

بداية نجد أن معدل استهلاك الفرد السنوى بمصر وصل إلى ٥٥ لترًا، بينما المتوسط العالمى يقارب ٩٠ لترًا، ومن المتوقع مع الزيادة السكانية المتوقعة بعام ٢٠٣٠ ووصول التعداد السكانى لما يقارب ١٢٠ مليون نسمة أن يقل هذا المتوسط.

لذلك من المعطيات السابقة نجد أنه يتوجب علينا رفع إجمالى الإنتاج السنوى إلى ٧.٥ مليون طن، أى ما يعنى العمل لإنتاج مليونى طن إضافية خلال السبع سنوات القادمة بما يحقق أيضًا ارتفاع معدل الاستهلاك إلى ٦٥ لترًا سنويًا.

■ ما أبرز الأمراض المنتشرة فى مصر التى تهدد مستقبل صناعة التسمين أو إنتاج الألبان؟

- هناك العديد من الأمراض المستوطنة بمصر التى تهدد الثروة الحيوانية بشكل مستمر ودائم بالرغم من الجهود المبذولة فى مقاومتها، ومن أبرزها الحمى القلاعية، والتهاب الجلد العقدى، وحمى الثلاثة أيام، وحمى الوادى المتصدع.

■ مقترحات لمواجهة التحديات التى تواجهها مصر فى صناعة الألبان؟

- حتى يتسنى لنا الوقوف على التحديات الفعلية نجد أننا عادة ما نستخدم التعبيرات الوصفية بصفة عامة ونفتقد للغة الأرقام ووجود قاعدة بيانات وحصر شامل للأعداد والمشكلات.

أنا أتفق تمامًا أننا لن يمكننا إدارة ما لا نستطيع قياسه. فحقيقة الأمر أنه لا بد من تأسيس جيد لهذه القاعدة على أن تشمل جميع البيانات الخاصة بالثروة الحيوانية من نواحى الأعداد الفعلية ثم النواحى الإنتاجية والصحية، ومما لا شك فيه أنه بعد ذلك تسهل عمليات التخطيط ووضع الاستراتيجيات التى تناسبنا.

وعن التحدى الأهم والذى يعد بمثابة حجر الزاوية للقطاع وهو تنمية وتطوير وتدريب العنصر البشرى والعاملين بهذا المجال.

بالنسبة للتحديات الاقتصادية نجد أننا وعلى مستوى تكلفة مدخلات الإنتاج من أعلاف وأدوية ولقاحات ومستلزمات الإنتاج الأخرى نجد أن ٧٠٪ منها يتم استيراده، لذلك وبعد الوضع السياسى العالمى وتأثر وارتفاع أسعار الأعلاف، بل وتوفرها أيضًا فقد تأثرنا مباشرة بهذه الأحداث وارتفعت الأسعار، ولكن بشكل مبالغ فيه نظرًا للعديد من سلبيات التعامل مع هذا الوضع.

ما سبق يعد بمثابة تحديات عامة، ولكن هناك أيضًا ما يعرف بتحديات العملية الإنتاجية التى تأتى فى مقدمتها الأمراض الوبائية والتى تهدد الكيان من نفوق وفقد للأعداد، إضافة إلى انخفاض وضعف الإنتاجية وارتفاع تكاليف الأدوية والعلاجات مرورًا بانخفاض الكفاءة التناسلية التى تعد المحور الرئيسى لربحية قطاع إنتاج الألبان، وأخيرًا ما يتعلق بجودة الألبان المنتجة.

كما تعد التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة عالميًا من أهم التحديات التى تواجه نشاط إنتاج الألبان وتقليل نسب الغازات الدفيئة المسببة لهذه الظاهرة العالمية، حيث يؤثر الإنتاج الحيوانى بصفة عامة بنسبة ١٤٬٥٪ من هذه الغازات، وتشارك الأبقار الحلاب بنحو ٣٠٪ من هذه النسبة، بما يستلزم استراتيجيات تغذية حديثة، لأن معظم هذه الغازات ناتجة من الهضم فى الأبقار.

لذلك لا بد أن تستهدف أساليب مواجهة هذه التحديات كلًا من المدى القصير حتى يشعر المربى بانفراجة وجدوى الاستمرار بمجال الإنتاج الحيوانى، ولكن الأهم من وجهة نظرى هو المدى البعيد حتى لا يتكرر هذا السيناريو مرة أخرى، فحلول المدى القصير تتمثل بالإسراع فى توفير مدخلات الإنتاج والرقابة الصارمة على أسعارها ومنع الاحتكار والغش التجارى.

كذلك توعية المربى بأسلوب التربية السليم والاستخدام الأمثل لمدخلات الإنتاج، كذلك التحكم بالخسائر غير المرئية، وعلى المدى البعيد لا بد من توافر كل المقومات التى تضمن استدامة هذا النشاط بدءًا من اختيار المحاصيل مرورًا بجدوى الزراعات الحيوية، ثم دعم المربى فنيًا وضمان تسويق المنتج بسعر مجدٍ.

■ هل هناك أزمة احتكار لصناعة الألبان فى مصر؟

- بالتأكيد لا، لأننا نجد الخريطة الرئيسية للأبقار الحلاب ما بين نظامين الأول هو المزارع المكثفة والنظامية، والآخر هو التربية الفردية، ولا تزال التربية الفردية تمثل الجانب الأكبر من تعداد الثروة الحيوانية.

■ كيف ترى مستقبل الإنتاج خلال السنوات المقبلة؟

- سيواجه العالم تحديًا كبيرًا فى إطعام سكانه المتزايدين خلال العقود القادمة، حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم فى عام ٢٠٦٧ إلى ١٠٬٤ مليار نسمة، ٨١٪ منهم يقيمون فى إفريقيا وآسيا، ليس هذا فقط، ولكن ستنخفض الأراضى الصالحة للزراعة المتاحة لإنتاج الغذاء بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة فى المناطق المدارية والمعتدلة، خاصة فى نصف الكرة الشمالى.

حيث إن الألبان ومنتجاتها توفر العناصر الغذائية الأساسية بشكل أكثر كفاءة، مقارنة بالعديد من الأنشطة الغذائية ونتيجة لتوقع زيادة دخل الفرد فى جميع أنحاء العالم، فإن تزايد استهلاكها يعد أمرًا مهمًا، ولكن كيف يمكن أن يتغير إنتاج الألبان العالمى خلال العقود القادمة وشكل التغييرات التى ستحدث فى أبقار الألبان والمزارع والتقنيات والممارسات حتى نواكب، بل ونسبق هذه الرؤية المستقبلية.

فى الفترة الحالية، يبلغ متوسط الاستهلاك السنوى من منتجات الألبان نحو ٨٧ كجم للفرد، ومن المتوقع أن يرتفع إلى ١١٩ كجم للفرد فى جميع أنحاء العالم بحلول عام ٢٠٦٧، ويشير الاستهلاك المتزايد للمنتجات إلى جانب زيادة النمو السكانى، إلى احتياجنا لما يقرب من ٦٠٠ مليار كيلوجرام من الحليب، زيادة عما يتم إنتاجه اليوم.

ومع هذه الزيادة على الطلب، فإن التوقعات العالمية للسكان ومساحة الأراضى الصالحة للزراعة، تشير إلى اتجاه استخدام البلدان التى يقل فيها نصيب الفرد من الأراضى الصالحة للزراعة على نحو متزايد، أراضيها المتاحة لإنتاج الغذاء البشرى، بدلًا من الأعلاف المستخدمة فى أنشطة الإنتاج الحيوانى، كما سيتم تحويل بعض الأراضى العشبية الدائمة الحالية المستخدمة بالرعى إلى أراضٍ صالحة للزراعة فى البلدان النامية، ما سيقلل من الأراضى المخصصة لرعى ماشية الألبان.

كما ستؤثر التغييرات فى المناخ خلال الخمسين عامًا القادمة على مكان وجود مزارع الألبان والماشية، بما يضع المزيد من التركيز والاهتمام على أنواع الماشية القابلة للتكيف مع مناطق مختلفة، حيث ارتفعت درجة الحرارة العالمية بشكل مطرد لعدة عقود، وكان هذا الاتجاه ثابتًا بشكل خاص خلال العقود الخمسة الماضية، مع توقعات باستمراره.

وسينعكس هذا الارتفاع بدرجات الحرارة على زيادة الأراضى الصالحة للزراعة لإنتاج الغذاء وتغذية المحاصيل فى المناطق الشمالية من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا؛ ومع ذلك، ستحدث خسائر فى الأراضى الصالحة للزراعة المرتبطة بقلة هطول الأمطار وقلة المياه لرى المحاصيل فى مناطق أخرى من كل منطقة، لذلك ستتسبب هذه التغيرات فى المناخ فى حدوث تحولات فى مواقع أبقار الألبان والمزارع وعلى الإنتاج الحالى للألبان فى البلدان المتقدمة والنامية فى جميع أنحاء العالم.

ونتيجة للمعطيات السابقة، لا بد من تحديث مزارع الألبان فى البلدان النامية وزيادة إنتاج الحليب لكل بقرة، ومضاعفته فى البلدان ذات أنظمة الألبان المتقدمة.

وستكون ربحية مزارع الألبان هى المفتاح لاستدامتها، إلى جانب التحسينات الجينية والتركيز على الجينوم وما يرتبط به، كما ستزداد أحجام المزارع وسيكون هناك تكامل جانبى أكبر للإنشاءات وسبل إدارة أبقار الألبان من مختلف الأعمار ومراحل الإنتاج، كما ستحل أجهزة الاستشعار والروبوتات المتكاملة محل الكثير من العمل اليدوى فى المزارع، وستصبح إدارة الصفات الوراثية جزءًا من الإدارة الروتينية للقطيع، كما ستعمل الابتكارات على تحسين صحة الأبقار، وتسمح بالتعبير عن السلوكيات الطبيعية.

■ هل هناك آليات لتحويل المزارع إلى الربحية القصوى؟

- الربح بالتأكيد كلمة جيدة يسعى إليها جميع مربى الأبقار، وقد يبدو للوهلة الأولى أن الربحية بمزارع الأبقار الحلاب ترتبط بكثرة الإنتاج وأعداد القطعان، لكن هذا ليس هو الحال دائمًا، فالربحية لا تعتمد فقط على عدد الأبقار لديك أو حتى على معدلات إنتاج الأبقار، إذًا فما الذى يميز مزرعة عالية ومنخفضة الربحية؟

إن الاهتمام بتفاصيل جميع محاور العملية الإنتاجية للألبان وتحقيق الاستفادة القصوى منها طبقًا لمؤشرات أداء يتم قياسها بالتوازى مع تقليل الخسائر، وخاصة غير المرئى منها، يمثل الأساس لمجابهة التحديات بجزأيها المالى والفنى.

والمعلومات والبيانات، تمثل البداية الناجحة لتعريف التحديات ونقاط الضعف، فبمجرد توفر البيانات الأولية لإجراء التحليلات، تكون القرارات سهلة ولا بد أن تشمل جميع العناصر التقنية والبشرية والمالية.

■ ماذا عن الرعاية الصحية؟

- تهدف برامج الإدارة الصحية إلى ضمان الرعاية المثلى والرفاهية للأبقار الحلاب وتقليل الخسائر فى الإنتاجية التى تسببها الأمراض وأخطاء الإدارة، ويتم تطوير برنامج الإدارة الصحية بشكل أساسى بما يلبى استراتيجيات الوقاية المختلفة من الأمراض الوبائية والمعدية، متضمنة اختبارات السل البقرى والبروسيلا وبرامج التحصين للأمراض المتوطنة كالحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع والتهاب الجلد العقدى، إلى جانب الأمراض التنفسية واللا هوائيات، ومن ناحية أخرى تطوير برامج مكافحة الأمراض المتكررة مثل التهاب الضرع والعرج لما لها من تأثير مباشر على خفض الإنتاجية وزيادة التكلفة، وكذلك تشخيص ووضع برامج تحكم فعالة للأمراض الواردة والمهملة، مثل نظير السل والتهاب الأمعاء النزفى والنيوسبورا.

على جانب آخر، تأتى أمراض ما بعد الولادة، كالكبد الدهنى والتهاب الرحم والتهاب الضرع وانقلاب المعدة وغيرها من الإصابات، كأحد أهم مهددات الربحية، لتأثيرها المباشر على الإنتاج وزيادة نسب الاستبعاد والنفوق.

وتمثل التغذية الخاطئة بالفترة الانتقالية السبب الرئيسى لتفاقم معدلات هذه الأمراض لما يتبعها من تأثيرات سلبية بجدار الأمعاء وزيادة نسب السموم الداخلية بالدم، بما يؤدى لزيادة استهلاك الطاقة نتيجة لذلك بدلًا من توجيهها لإنتاج اللبن وكذلك تدمير خلايا الكبد وما يتبعه من آثار سلبية.

وستثمر التغذية الحديثة فى معالجة هذه الأخطاء التى غالبًا ما كان يتم اللجوء إليها لزيادة إنتاج اللبن دون النظر للتبعات السلبية على الحالة الصحية والتناسلية.

وتمثل التغذية أحد أهم وأكبر التحديات بمزارع الأبقار الحلاب بشقيه المالى والفنى، فعلى الجانب المالى نجد ضرورة تفعيل دور الخامات العلفية المحلية وتقليل حجم المستورد بهذا الشأن.

وتأتى جودة الأعلاف الخضراء كمحور ارتكاز لنجاح التغذية واستخدام أحدث التقنيات لتخزينها، بما يحفظ جودتها وتقليل حجم الفقد الذى قد يصل مثلًا بـ«سيلاج الذرة» إلى ٢٠٪، وكذلك التوسع بالمحاصيل الشتوية القابلة للتخزين.

أما الجانب الفنى، فكما أشرنا إلى ضرورة اتباع نظم التغذية الذكية والتى يشترط أن تحقق أعلى معايير الحالة الصحية، بالتزامن مع رفع الكفاءة التناسلية وجودة اللبن المنتج ومكوناته على أن تحقق معدلات التحويل الإنتاجية المثلى، والتى تصل إلى ١٬٤ لتر لبن لكل كيلوجرام مادة جافة، لمتوسط المجموعات الإنتاجية المختلفة.

ما أبرز التحديات أمام تنمية الثروة الحيوانية فى المحافظات؟

- التحديات تكمن فى الاعتماد على خامات الإنتاج المستوردة وارتفاع أسعارها، إلى جانب الأمراض المعدية وعدم وجود نظام تسعير لصغار المنتجين، بما لا يحقق الربحية لهم، إضافة إلى عدم تحقيق الاستفادة الإنتاجية القصوى من السلالات المستوردة.