رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس في نيودلهى.. دبلوماسيون: الزيارة تبشر بمزيد من التعاون الاقتصادى والتنسيق السياسى والعسكرى

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

قال محمد حجازى، نائب وزير الخارجية للشئون الآسيوية السابق، وسفير مصر السابق لدى الهند، إن القاهرة ونيودلهى قوتان إقليميتان تسهمان معًا فى حفظ الأمن الإقليمى والدولى، وسلامة الملاحة وخطوط التجارة. 

وأضاف «حجازى»، لـ«الدستور»، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى نيودلهى، وحضوره كضيف شرف فى احتفالات الهند بيوم الجمهورية يؤكدان مدى التقارب وعمق العلاقات، والاحترام الذى تكنه الهند لمصر.

وذكر أن البلدين يلعبان دورًا مهمًا فى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمى والدولى، بوصفهما دولتين رائدتين فى محيطهما الإقليمى، وقد لعبتا دورًا مهمًا وأساسيًا فى حركة عدم الانحياز، مشيرًا إلى أن هذا التوجه مهم الآن فى مرحلة التوتر والاضطراب الدولى الراهنة بسبب الحروب القائمة والنزاعات، خاصة ما فعلته الحرب الروسية الأوكرانية من ضغوط على الساحة الدولية وزيادة الاستقطابات. 

وأشار إلى أن القاهرة ونيودلهى تدعمان دول العالم الثالث على المستوى الدبلوماسى، لمواجهة حالة الاضطراب السياسى الراهن على الساحة الدولية، مضيفًا أن مصر والهند لم تشاركا فى حركة عدم الانحياز فقط، بل عملتا على تحقيق الاستقرار والأمن فى المنطقة والمناطق المحيطة بهما، من ناحية تأمين خطوط الملاحة الدولية والبحر الأحمر والخليج.

وأضاف: «الهند تمتلك من التكنولوجيات ما يمكنها من المساهمة فى دعم مصر، من أجل تحقيق التنمية، ولديها شركات كبرى يمكنها أن تسهم فى تحقيق تعاون اقتصادى ناهض، وفى تأسيس صناعات مشتركة»، متابعًا: «الهند من حيث خبرتها فى مجال التكنولوجيا وتقديم المعلومات يمكن أن تقدم لمصر الكثير، خاصة فى تكنولوجيا الفضاء والتكنولوجيا النووية والهندسة الوراثية وغيرها من التكنولوجيات التى تؤهل الدول للنهضة الحديثة، ومصر منفتحة على هذه الاستفادة».

وتابع: «الهند ومصر تساهمان فى تحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط والخليج والبحر الأحمر، كما أن حجم التبادل التجارى بينهما مرشح للزيادة خلال السنوات المقبلة».

وقال: «مصر مؤهلة لتكون شريكًا اقتصاديًا مهمًا للهند، فى ظل العلاقات الثقافية والتاريخية بينهما، التى يمكن أن تضيف رصيدًا آخر للعلاقات التى بدأت منذ مطلع القرن الماضى، لتشهد فى عصرها الحديث شراكة استراتيجية».

وأضاف: «هناك العديد من المجالات التى يمكن أن يتعاون فيها البلدان، فهما يمتلكان عوائد مهمة تأتيهما من العاملين بالخارج، الذين يمثلون مصدرًا كبيرًا للعملة الصعبة ويسهمون فى نقل التكنولوجيا والمعرفة والخبرات، وتسعى الهند دومًا لربط جالياتها كما تفعل مصر، بخطط التنمية التى تنهض بالاقتصاد الوطنى».

وأشار إلى أن الهند تسعى أيضًا لمزيد من التشاور مع مصر فى العديد من المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، ولدينا زيارات متعددة على مستوى القمة بين قيادتى البلدين.

وذكر أن مشاركة مصر فى اجتماعات مجموعة العشرين التى ستترأسها الهند، فى نوفمبر المقبل من العام الحالى، ستخلق مساحة مهمة فى التفاعل والتأثير على الوضع الاقتصادى والتنموى الدولى فى هذه المرحلة المهمة. وقال: «مصر والهند ستسهمان فى شراكة دولية ننشدها جميعًا من أجل خير البشرية، وبحكم المسئولية الواقعة عليهما، فهما تتمسكان بقواعد القانون الدولى وحسن الجوار والتعاون السياسى للقضاء على الظواهر السلبية والتعصب والأيديولوجيات المتطرفة ومكافحة الإرهاب».

فى السياق ذاته، قالت جيلان علام، سفيرة مصر السابقة لدى الهند، إن الزيارة شهدت توقيع اتفاقيات خاصة بين البلدين، وجاءت تعزيزًا للعلاقات بين الدولتين الممتدة منذ زمن بعيد. 

وأضافت «منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، تتمتع الدولتان بعلاقات جيدة للغاية، وسبق وزار الرئيس السيسى الهند فى ٢٠١٥ و٢٠١٦، كما أن العلاقات مثمرة جدًا على مستوى وزراء الخارجية والدفاع».

وتابعت: «الهند عضو مراقب فى الاتحاد الإفريقى، وتحضر جميع الفعاليات، كما أنها عضو مراقب فى جامعة الدول العربية، ولها علاقات متعددة خاصة مع دول الخليج».

وأكملت: «مصر بالنسبة للهند سوق جيدة، وهناك ٥٠ شركة هندية تستثمر نحو ٣ مليارات دولار فى مصر حاليًا»، مضيفة: «نيودلهى مهتمة حاليًا بمصادر الطاقة، لأنها دولة لا تمتلك بترولًا أو غازًا طبيعيًا، وبالتالى لديها اهتمام كبير بمصادر الطاقة فى مصر، خاصة الهيدروجين الأخضر».

وأشارت «علام» إلى أن موافقة الهند على تصدير القمح لمصر كانت علامة كبرى على التعاون والأخوة بين البلدين، مضيفة: «فى ٢٠٢٠ أرسلت مصر ٣ طائرات مساعدات طبية لمساعدة الهند فى مواجهة كورونا».